أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس فجر اليوم الجمعة، قرار تأجيل الانتخابات التشريعية إلى حين ضمان إجرائها في القدس ومشاركة المقدسيين فيها، مطالباً بوضع حد لتنصل إسرائيل من الاتفاقات الموقعة بما فيها حق أهالي القدس بالمشاركة في الانتخابات.
وقال عباس في البيان الختامي لاجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقد بمقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، مساء الخميس واستمر حتى وقت مبكر من فجر الجمعة: "إننا أمام هذا الوضع الصعب، قررنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها في هذه الانتخابات، فلا تنازل عن القدس، ولا تنازل عن حق شعبنا في القدس في ممارسة حقه الديمقراطي".
وشدد عباس على أن إجراء الانتخابات يجب أن يشمل الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس ترشيحاً وتصويتاً ودعاية انتخابية.
ومضى قائلا: "حاولنا الكثير، إذا انتوا محاولتوش حاولنا وحنا ناصر (رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية) حاول، حاولنا نروح على القدس وضربوا الشباب مرة واثنتين وثلاثاً وعشراً، ضربوا لأنهم يجتمعون من أجل الانتخابات، وبذلنا جهوداً كبيرة مع المجتمع الدولي من أجل إلزام دولة الاحتلال بعقدها في القدس، ولكن هذه المساعي قوبلت بالرفض حتى الآن، يعني بعد ساعة يوافقوا ما في عنا مانع".
وتابع: "إن الانتخابات التشريعية التي التزمنا بعقدها في جميع أراضي دولة فلسطين وفي المقدمة منها مدينة القدس الشرقية، وهذه القدس منذ بداية حديثنا عن الانتخابات منذ زمن طويل ونحن نتكلم عن القدس أولاً وثانياً وعاشراً وألفاً، عاصمة دولة فلسطين، وسنستمر، ويزعل اللي يزعل في دعم هذا النشاط في القدس، عم بقولوا إنه إحنا ندعمه، نعم ندعمه لأنه أهلنا في خطر، وقررت إسرائيل أن تقتل العرب في القدس، لن نسمح لهم بهذا، وهذا النشاط شايفينه، وهذا مش ببلاش، وما اجا بالصدفة، ومنع الحواجز اللي حطوها بقوة من قبل الشباب مأجاش بالصدفة، لا، بالنشاط والجهد والتعب (في إشارة إلى هبة باب العامود في القدس الأسبوع الماضي)".
وأضاف الرئيس الفلسطيني: "تستمر الاجتماعات هذه وغيرها، على المستويات كلها، بما في ذلك لقاءات الأمناء العامين عطفاً على ما قرر في اجتماع القاهرة الأخير، وتستمر الاجتماعات على كل المستويات، لمعالجة كل القضايا الساخنة والعاجلة وذات الأهمية، للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، ولا يوجد ما يمنع كل يوم أن نعقد اجتماعات من أجل ما سنعمله في المستقبل".
وطالب عباس المجتمع الدولي بالاستمرار بالضغط على إسرائيل لوقف الممارسات العدوانية، وكف يدها عن الحقوق الوطنية المشروعة، ووضع حد لتنصل إسرائيل من التزاماتها بالاتفاقات الموقعة، بما فيها حق أهالي القدس بالمشاركة في الانتخابات.
وقال عباس: "الآن الموقف الأوروبي كله تغير، فعندما قابلهم وزير الخارجية رياض المالكي قالوا له نحن خجِلون ومحبطون"، فيما عقب عباس: "أين كانت أوروبا أيام زمان: روحوا سووا انتخابات وإحنا معكم، أصدرنا المرسوم تفضل اشتغل، حطيناه أمام أمر واقع وأمام مسؤوليته مشان يعرف أين هي حقوق الشعب الفلسطيني. وأين يجب أن نعمل نحن من أجل تحقيق هذه الحقوق".
وأكد عباس في البيان الختامي العمل على تعزيز الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة، ومواصلة المقاومة الشعبية السلمية، وقال عباس: "مشان الله برجوكم تعملوا مقاومة شعبية سلمية، مشان الله وينها المقاومة الشعبية السلمية اللي لازم نعملها، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالقرارات الدولية".
وأضاف: "أي وقت نقعد، تجتمع كل التنظيمات بما فيها حركة حماس وغيرها، وطلبنا من حماس، وجبريل (عضو لجنة مركزية فتح جبريل الرجوب) طلب منهم وقالوا له بكرا بنعطيك جواب على النقاط الخاصة بالالتزامات الدولية، واللي للآن بجاوبوا، إحنا الآن مستعدين مجرد ما وافقوا فوراً نجري، ولكن بضمانات كلنا نعرف من أين يجب أن تأتي، حتى ما يقولوا الكلمة وتاني يوم يبطلوا عنها".
وأكد عباس مواصلة العمل على تعزيز منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وتعزيز العلاقات العربية والدولية، ودعوة المجلس المركزي الفلسطيني في أقرب وقت ممكن من أجل تعزيز منظمة التحرير الفلسطينية.
يشار إلى أن القرارات التي أعلن عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان "العربي الجديد" قد كشف عنها في وقت مبكر من يوم أمس الخميس.
بدورها، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية فجر اليوم الجمعة، عن إيقاف العملية الانتخابية ابتداء من صباح اليوم، تنفيذاً لقرار القيادة الفلسطينية بتأجيل الانتخابات العامة.
وأشار المتحدث باسم لجنة الانتخابات فريد طعم الله في تصريح صحافي، إلى أنه "كان من المقرر نشر الكشف النهائي للقوائم والمرشحين، بالتزامن مع أول أيام الدعاية الانتخابية للقوائم المترشحة للانتخابات التشريعية"، فيما عبرت لجنة الانتخابات عن أملها بأن تتمكن من استكمال تنفيذ الانتخابات الفلسطينية في أقرب فرصة ممكنة.