أجمع محللون إسرائيليون على أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فشل في مسعاه الربط بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مشيرين إلى أن مقارنته بين إعدام "داعش" لصحافي أميركي، وإعدام المقاومة الفلسطينية لعملاء الاحتلال في قطاع غزة قد أفضت إلى نتائج عكسية.
وقال معلق الشؤون السياسية في موقع "واللا" الإخباري، أمير تيفون، في مقال نشر أمس: إن نتنياهو وقع في تناقض خطير، عندما شبه "حماس" بـ"داعش"، وفي الوقت نفسه يخرج عن طوره من أجل إقناعها بالتفاوض معه بشكل غير مباشر بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف تيفون أنّ نتنياهو "منافق"، إذ لا يمكنه تشبيه "حماس" بـ"داعش"، وفي الوقت نفسه "يرسل طاقماً من كبار القادة العسكريين والأمنيين من أجل التفاوض معها"، متسائلاً: هل هذا يعني أنه لو حصل "داعش" على موطأ قدم هنا، فإن نتنياهو سيرسل وفداص أمنيّاً لمفاوضته".
وتابع تيفون "تدّعي (مخاطباً نتنياهو) في الجلسات المغلقة أن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما رئيس ضعيف ومتردّد، لكنه مع ذلك لم يخضع أمام "داعش"، ورفض دفع الفدية لإنقاذ الصحافي، جيمس فولي، ويقوم حالياً بقصفها بكل ما أوتيت الولايات المتحدة من قوة، بينما خضعت أنت لـ"حماس"، وتحاول استرضاءها بكل ثمن، ووافقت على الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني كجزء من صفقة تبادل الأسرى معها".
وشدّد تيفون على أنّه من الناحية الموضوعية، فإنّ "حماس" تختلف أيديولوجياً عن "داعش"، منوهاً إلى أن الحركة تؤمن بـ"الوطنية" الفلسطينية، وهذا يتناقض مع "داعش" وكل التشكيلات المنضوية تحت راية "القاعدة". وأشار إلى أنّ المسيحيين في قطاع غزة في ظل حكم "حماس"، يعيشون بحرية، ولا يتم التعرض لهم، في حين أن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بـ "داعش".
وهاجم المؤرخ الصهيوني ميخائيل بارو زوهر، بدوره، نتنياهو لربطه بين "حماس" و"داعش"، قائلاً إنه في حال كان نتنياهو يؤمن حقاً بما يقول فإن هذا دليل على إفلاسه وعجزه. وكتب في مقال نشره، أمس، موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أنّ التعاطي مع "حماس" كتنظيم "داعش" يقتضي شنّ حرب لا هوادة فيها لا تهدف إلى ردع "حماس"، بل إلى إخضاعها والقضاء عليها مرة وللأبد.
واعتبر أن نتنياهو يغطي على عجزه بترديد شعارات جوفاء، مشدداً على أنّ سلوك الحكومة الصهيونية يمس بالمنعة الأمنية و"القومية" للكيان الصهيوني.
من جهته، رفض أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "حيفا"، عيدو زيلكبوفيتش، تشبيه "حماس" بـ"داعش"، ورأى أنّه بالإضافة إلى إيمان "حماس" بالبعد الوطني، بخلاف "داعش"، فإنّها تعطي اعتباراً مهماً لقيود الجغرافيا السياسية، علاوة على أن تجربتها في الحكم جعلتها أكثر واقعية. وقال في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن ما يبيّن الفروق بين "حماس" و"داعش" حقيقة أن الأخيرة خاضت صدامات مسلحة ضد تنظيمات "السلفية الجهادية" في قطاع غزّة عام 2010.