- **تركيز على التعاون الاقتصادي والأمني**: ستتناول المحادثات العلاقات بين الصين وآسيان، ودعم مركزية رابطة آسيان، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري في إطار مبادرة الحزام والطريق.
- **دور إندونيسيا في التوترات الإقليمية**: تلعب إندونيسيا دوراً بناءً في التوترات ببحر الصين الجنوبي وتسعى لتعزيز وحدة رابطة آسيان والقضاء على التدخلات الخارجية.
من المقرر أن تجري الصين وإندونيسيا خلال الأسبوع الحالي محادثات عسكرية ودبلوماسية مشتركة، في إطار حوار وزاري بصيغة 2+2، حيث توجه نائب وزير الخارجية الصيني سون وي دونغ، ونائب مدير مكتب التعاون العسكري الدولي التابع للجنة العسكرية المركزية، تشانغ باو تشيون، إلى جاكرتا أمس الاثنين، للمشاركة في الاجتماع الأول لكبار المسؤولين في الحوار الوزاري المشترك بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية والدفاع. وذكرت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، أن الجانبين سيتبادلان وجهات النظر حول العلاقات الصينية الإندونيسية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى أن المحادثات تهدف إلى بناء الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين.
هذا ومن المرجح أن تتناول المحادثات العلاقات بين الصين وآسيان، ودعم بكين لمركزية رابطة آسيان في المنطقة، وكذلك المفاوضات بشأن مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل. كما من المرجح أن تواصل الصين وإندونيسيا التركيز على مبادرة الحزام والطريق، ومناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري في إطار الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بين الصين وآسيان. ويُعدّ هذا الحوار الذي تم إطلاقه عام 2023، أول حوار وزاري بصيغة (2+2) يتم عقده بين الصين ودول أخرى. وتسعى بكين إلى تعزيز العلاقات مع جاكرتا، أكبر عضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا، وإحدى أكثر الدول نفوذاً في المنطقة. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قد صرح خلال زيارته إلى جاكرتا في إبريل/ نيسان الماضي، أن بكين تأمل في تسريع المفاوضات المتعلقة بمدونة قواعد السلوك، ودعا إلى تحسين التعاون الأمني والسياسي بين البلدين، ودعم الجانبين كلٌّ منهما للآخر بقوة في ما يتعلق بالمصالح الأساسية.
هذا وتجري الصين محادثات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا منذ سنوات، بشأن مدونة سلوك تهدف إلى التخفيف من خطر الصراع في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بشدة، ولكن التقدم بشأن المدونة كان بطيئاً. وتتعارض مطالب دول مختلفة، بما في ذلك الصين، في منطقة بحر الصين الجنوبي، لكن إندونيسيا قالت إنها ليست واحدة منها. ومع ذلك، تتمتع جاكرتا بنفوذ كبير في المنطقة في ما يتصل بهذه القضية. وقالت وسائل إعلام رسمية صينية إن إندونيسيا ستلعب دوراً بناءً في التوترات المستمرة في بحر الصين الجنوبي، حيث سيشكل التعاون بين الصين وإندونيسيا مثالاً لدول رابطة دول جنوب شرق آسيا، مع المساهمة في استقرار الوضع في المنطقة. وأضافت أنه بالنظر إلى حقيقة أن الصين وإندونيسيا تتقاسمان تفاهماً مشتركاً في مجالات مختلفة، سيناقش الجانبان أيضاً قضايا مختلفة، تتراوح من دعم إندونيسيا لمبدأ صين واحدة، والطاقة النظيفة، بالإضافة إلى الصراعات في أماكن أخرى من العالم.
ويأتي حوار الصين وإندونيسيا بعد وقت قصير من توتر العلاقات بين بكين ومانيلا في بحر الصين الجنوبي. ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، عن مدير مركز أبحاث البحرية العالمية في المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي، تشين شيانغ مياو، قوله إن إندونيسيا قلقة بشأن التوترات الحالية في بحر الصين الجنوبي، وتخشى من تدهور البيئة الأمنية الإقليمية في المنطقة. وبصفتها أحد الأعضاء المؤسسين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأكبر اقتصاد في الكتلة، تعتقد على الأرجح أن تعاون الفيليبين مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى قد يؤثر على وحدة رابطة دول جنوب شرق آسيا، ومن ثم، ستحاول لعب دور الوسيط بين الدول المتنازعة. وبالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تحاول التوصل إلى إجماع قوي داخل دول جنوب شرق آسيا، لتظل الرابطة متحدة في قضية بحر الصين الجنوبي. كما أنها قد تسعى إلى المساهمة في القضاء على مثل هذه التدخلات، في ظل تدخل بعض البلدان الغربية في هذه القضية.