أكد المتحدث باسم مجلس السيادة الانتقالي السوداني، محمد الفكي سليمان السودان، أن وفداً إسرائيلياً أجرى زيارة "ذات طابع فني عسكري" للخرطوم الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن محادثات التطبيع "متوقفة".
ونقلت قناة "الحرة" الأميركية، أمس الأحد، عن الفكي سليمان قوله إن الزيارة "كانت ذات طابع فني عسكري"، مشيراً إلى أنه "لم نعلن عنها في وقتها، لأنها ليست زيارة كبيرة أو ذات طابع سياسي، ولذلك الحديث عنها لم يأخذ حيزا كبيرا على مستوى مجلسي السيادة والوزراء".
وأكد أن المحادثات بشأن تطبيع العلاقات "مع الجانب الإسرائيلي متوقفة، لأن هناك التزامات سياسية واقتصادية منذ النقاش الأولي لم يتم الوفاء بها"، ولم يعط مزيداً من التفاصيل بشأن هذا الموضوع.
وقد يكون ذلك مرتبطاً بواقع أن شطب السودان من "القائمة السوداء" الأميركية للدول المتهمة بدعم الإرهاب ليس فعلياً بعد، لأنه ينبغي الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي.
وقال الفكي إن "هذا من شأنه تأخير الاتفاق الذي تم الإجماع عليه بمشاركة مجلس السيادة والوزراء، ما لم يحدث تقدم في الملف"، مضيفاً أنّه "لن يكون هناك جديد، وربما تتوقف عملية الحوار برمتها مع الجانب الإسرائيلي بسبب هذه المعوقات".
وأعلنت إسرائيل، في 23 تشرين الثاني/أكتوبر أنها أرسلت في اليوم نفسه أول وفد إلى السودان منذ إبرام اتفاق تطبيع العلاقات قبل شهر.
واللافت أن السلطة المدنية ممثلة في مجلس الوزراء السوداني، ترُد في الغالب بعبارة واحدة حينما تواجه أسئلة وسائل الإعلام، وهي "أننا لا نعرف" أو "لا معلومة لدينا"، تماماً كما فعل المتحدث الرسمي باسم الحكومة وزير الإعلام، فيصل محمد صالح، حينما سئل عن زيارة الوفد الإسرائيلي، حيث نفى علمهم في مجلس الوزراء بزيارة الوفد، وتأكيده عدم تنسيق أية جهة في الدولة بشأنها، وعدم علمهم بتكوين الوفد، ولا الجهة التي دعته واستقبلته.
وبدأ التعتيم على عملية التطبيع مع إسرائيل منذ اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في عنتيبي الأوغندية في الرابع من فبراير/شباط الماضي.
وتواصلت الاتصالات، والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة ودولة الإمارات، حتى اللقاء العلني بين البرهان ومسؤولين أميركيين وإسرائيليين في أبوظبي في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي لم تتكرم الحكومة السودانية بتوضيح مخرجاته التي وضحت، أخيراً، عقب إعلان البلدين رغبتهما في التطبيع علانية بواسطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما أعقب ذلك من مكالمة هاتفية بين البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع نتنياهو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
(فرانس برس، العربي الجديد)