عبّر مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن قلقه من الوضع الإنساني في إقليم تيغراي الإثيوبي، لا سيما إساءة معاملة النساء والفتيات، وذلك بعد أسبوع من حديث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة عن استخدام العنف الجنسي سلاحاً في الحرب الدائرة في الإقليم.
وهذا أول بيان علني يصدر عن المجلس المكوَّن من 15 دولة، والذي اطلع خمس مرات في جلسات مغلقة على الصراع، منذ اندلاع القتال في نوفمبر/تشرين الثاني بين قوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية والحزب الذي كان يحكم تيغراي.
وقال المجلس في بيان صاغته أيرلندا، ووافق عليه الأعضاء بالإجماع الخميس، إنّ "أعضاء مجلس الأمن عبّروا عن قلق عميق إزاء مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان وإساءة المعاملة، بما يشمل تقارير عن تعرّض نساء وفتيات لعنف جنسي في إقليم تيغراي، ويدعون لتحقيقات للتوصل للمسؤولين عن ذلك وتقديمهم للعدالة".
ولم يتمكن المجلس من الاتفاق على صياغة البيان الشهر الماضي، وسط خلاف بين الدول الغربية وروسيا والصين، اللتين شكك دبلوماسيوهما فيما إذا كان المجلس المكلَّف بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين معنيا بالأمر.
وكان مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك، أبلغ المجلس الأسبوع الماضي، بأن الأزمة الإنسانية في إقليم تيغراي الإثيوبي تدهورت، في ظل تحديات تتعلق بإمكان الحصول على المساعدات وموت الناس جوعاً، وتقارير عديدة عن "اغتصاب جماعي يعتدي خلاله عدة رجال على الضحية، وفي بعض الحالات تعرضت النساء للاغتصاب بشكل متكرر على مدى أيام".
وقال دبلوماسيون إن السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد انتقدت خلال الجلسة المغلقة تلك، صمت مجلس الأمن، متسائلة "هل حياة الأفارقة لا تهم بنفس قدر من يعانون صراعات في بلدان أخرى".
وقالت بعثة إثيوبيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك في بيان الخميس، إن "عملية إنفاذ القانون في إثيوبيا شأن داخلي، تنظمه قوانين البلاد، ومنها قوانين حقوق الإنسان". وأضافت أن إثيوبيا التزمت بالتحقيق وضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، ومنها العنف الجنسي، وإن أديس أبابا تقدم مساعدات إنسانية في تيغراي.
وأدّى القتال إلى مقتل الآلاف، وأجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم في المنطقة الجبلية التي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة. وتساعد القوات الإريترية، المتهمة بارتكاب مذابح وقتل في تيغراي، بمساعدة قوات الحكومة الإثيوبية.
وقال لوكوك إن الأمم المتحدة لم ترَ أي دليل على أن جنوداً من إريتريا المجاورة انسحبوا، على الرغم من مطالبة مسؤولي المنظمة الدولية والولايات المتحدة بذلك. ولم يأتِ بيان مجلس الأمن على ذكر القوات الإريترية.
وأبلغت إريتريا مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي، بأنها وافقت على بدء سحب قواتها من تيغراي، معترفة علنا للمرة الأولى بانخراطها في الصراع.
(رويترز)