يدعو المشروع الأطراف لضمان إزالة أي عقبات وإتاحة وصول المساعدات
يحث جميع الدول على الامتناع عن التدخل الخارجي وإثارة الصراع
يدرس مجلس الأمن الدولي الدعوة إلى وقف فوري للأعمال القتالية قبل شهر رمضان في الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، واحترام "قيم" الشهر.
ويتفاوض المجلس المؤلف من 15 عضوا على مشروع قرار صاغته بريطانيا. ومن المرجح أن يُطرح للتصويت غدا الجمعة.
ويدعو مشروع القرار "جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ومن دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر مختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". كما يحث مجلس الأمن جميع الدول على "الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى إثارة الصراع وعدم الاستقرار"، ويطالبها "بدعم الجهود من أجل تحقيق سلام دائم".
غوتيريس يدعو إلى وقف إطلاق النار خلال رمضان
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، واحترام "قيم" الشهر الفضيل.
وحذر غوتيريس، أمام مجلس الأمن الدولي في اجتماع دوري له حول الوضع في السودان، من استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي "خلف خسائر فادحة بالأرواح ويعرض وحدة البلاد للخطر، ويشكل خطرا جديا يتمثل في احتمال إشعال الصراع في السودان حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، من منطقة الساحل إلى القرن الأفريقي والبحر الأحمر".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من صعوبة الوضع الإنساني، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة اضطرت لتعليق عملياتها في بعض المناطق بسبب الأعمال العدائية. وعبر عن قلقه في الوقت ذاته "إزاء الدعوات إلى تسليح المدنيين، والحشد الشعبي في مختلف الولايات، ودخول الجماعات المسلحة المعركة في دارفور وجنوب كردفان".
الوضع الإنساني
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من الوضع الإنساني الخطير قائلا إن "نصف السكان، نحو 25 مليون شخص، يحتاجون إلى المساعدة المنقذة للحياة.. لقد قُتل أكثر من 14 ألف شخص، والأرقام الحقيقية من المتوقع أن تكون أعلى من ذلك بكثير. يشهد السودان الآن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث نزح 6.3 ملايين شخص داخليا منذ بداية الصراع، وفر 1.7 مليون شخص إلى دول الجوار".
وأشار غوتيريس إلى أن الصراع أدى إلى تدمير البنية التحتية المدنية وتوقف الخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن "أكثر من 70% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة من النزاع لا تعمل، وأن ملايين الأطفال خارج المدرسة، فيما تنهار أنظمة المياه والصرف الصحي، وتتفشى الأمراض، ويعاني نحو 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد".
ولفت الانتباه إلى أن "هذا أعلى رقم سجل على الإطلاق خلال موسم الحصاد، ولكن من المتوقع أن ترتفع الأعداد بشكل أكبر في الأشهر المقبلة"، مشيرًا إلى تقارير تفيد بوفاة أطفال بسبب سوء التغذية.
وفيما حذر غوتيريس من التحديات التي تعيق وصول الأمم المتحدة إلى ملايين السودانيين لإيصال المساعدات الإنسانية، رحب بقرار "السلطات السودانية تسهيل الوصول عبر الخطوط واستخدام ثلاثة مطارات للرحلات الإنسانية والمعابر عبر الحدود"، مشددا في الوقت ذاته على أهمية "مواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي المزمنة في مناطق من دارفور ومناطق أخرى يصعب الوصول إليها".
وأشار المسؤول الأممي إلى إعلان جدة، داعيا السلطات السودانية إلى "السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وفوري إلى جميع السكان، بغض النظر عمن يسيطر على المنطقة"، مشددًا على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي دعما ماليا أكبر لخطة الأمم المتحدة الإنسانية للعام الحالي، في وقت ما زالت تعاني فيه من نقص كبير في التمويل.
انتهاكات حقوق الإنسان
وعبر غوتيريس عن مخاوفه من استمرار القتال وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل أطراف الصراع، مشيرًا إلى استمرار "عمليات النهب والاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري والتعذيب وتجنيد واحتجاز الأطفال".
وعبر عن قلقه بشأن تقارير حول العنف الجنسي المنهجي، بما فيها الاغتصاب والاغتصاب الجماعي، ناهيك عن الاختطاف والاتجار بالبشر بهدف الاستغلال الجنسي. وأشار إلى استعداد الأمم المتحدة لتكثيف عملها مع جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف القتال ووساطة فعالة.
السودان يطالب بتقديم آليات لوقف الأعمال العدائية
إلى ذلك، رحب مندوب السودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس بمناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أطراف النزاع وقف القتال في رمضان، والسماح بتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية، ووقف تدفق الأسلحة وتوفير الدعم المالي لخطة الاستجابة الإنسانية.
وأضاف إدريس: "لقد أرسل لي رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان رسالة يرحب فيها بمناشدة الأمين العام وقف العمليات العدائية خلال رمضان، مثل ما التزمت به حكومة السودان في مقررات جدة في إبريل/ نيسان الماضي، ولكنه يطلب منكم كيفية تنفيذ ذلك.. حيث ما زالت قوات الدعم السريع تشن هجماتها على المواطنين، لذلك كل من يريد أن يدخل هذه المناشدة للحيز العملي عليه أن يأتينا بآلية تنفيذية لوقف العدائيات".
ومنذ اندلاع الحرب في 15 إبريل/ نيسان، أصدر مجلس الأمن ثلاثة بيانات صحافية فقط ندد فيها بالعنف وعبّر عن قلقه. وكرر الموقف نفسه في قرار صدر في ديسمبر/ كانون الأول بإنهاء مهمة بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة، بعد طلب من القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني.