مجزرة عائلة البطش.. القاتل إسرائيلي والصمت عربي

غزة

محمد عثمان

avata
محمد عثمان
13 يوليو 2014
0F221A1F-8B7B-4181-8DD2-1955D6CA4836
+ الخط -

يحاول شبان القطاع لملمة ما تبقى من أشلاء عائلة البطش التي سقطت ضحية مجزرة إسرائيلية جديدة، ليلة أمس السبت، في غزة، ويجتهد الشبان في العمل قبل تشييع جثامين الشهداء الـ18، علهم يجدون شيئاً تحت ركام البيوت التي سُويت بالأرض.

فقد كانت ثلاثة صواريخ إسرائيلية من طائرات الاحتلال الـ"إف 16"، كفيلة بأن تحول المكان بأكمله إلى منطقة منكوبة، وكأن زلزالاً قد ضربها، فيما لا تزال رائحة البارود الذي تساقط مع الصواريخ تملأ المكان.

ونتيجة للقصف العنيف، اختلط ما تبقى من جدران وتراب بدماء وجثث الأطفال والنساء وكبار السن المحترقة، فيما لا تزال عمليات البحث جارية تحت أنقاض المنزل.

ويحيط بالمكان في حي الشعف، شرقي مدينة غزة، الذي كان هدفاً للطائرات الحربية، مدارس حكومية ومقبرة حديثة، والعشرات من منازل المدنيين التي تحول بعضها بعد القصف إلى خراب، فالمكان، وفقاً لشهادات السكان لم يكن مصدراً لإطلاق الصواريخ، مما يؤكد تقديرات أهالي غزة بأن الجريمة لم تكن سوى بغرض الانتقام.

عند الساعة العاشرة مساء، وبعد أن صلى بعض ممن استشهدوا في الغارة، صلاة العشاء في مسجد الحي، كانت طائرات الموت كعادتها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تحوم في الأجواء، وتترصد المدنيين.

وبعد دقائق معدودة من خروج الفلسطينيين من المسجد، استهدفتهم الصواريخ ومعهم منزل مدير عام الشرطة الفلسطينية في غزة، تيسير البطش، وفق حديث الشاب، يوسف البطش، أحد شهود الجريمة.

وقال يوسف لـ"العربي الجديد"، إن "القصف جاء بدون أي تحذير، فكان مباغتاً ومباشراً على البيت والمصلين، مما أودى بحياة أسر بأكملها". وأوضح أن "أسراً بأكملها استشهدت، من بينها أطفال ونساء ورجال كبار في السن كعائلة ماجد وصبحي البطش".

أما أشرف الريفي، أحد الشهود على الجريمة التي تُعتبر الأكبر والأشرس منذ بدء العدوان، فأشار، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "تفاجأ بعد خروجه من المسجد بأصوات الانفجارات، ورأى الأشلاء متناثرة في كل مكان، من بينها أطفال ونساء".

وتابع "الاستهداف كان مقصوداً به أهالي المنطقة من المدنيين، لأن المنطقة معروفة بأنها محدودة المساحة، ولا تُستخدم في أية أعمال عسكرية".

وقد بدأت معالم بشاعة الجريمة تتبين بعد ساعات من ارتكابها، وأشارت إحدى السيدات من عائلة البطش، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "إحدى الشهيدات اللواتي وقعن ضحية القصف كانت حاملاً بشهرها الخامس، فيما استشهدت ابنتها التي تبلغ من العمر عاماً ونصف هي الأخرى، بالإضافة إلى إخوة زوجها".

وأضافت "الإسرائيليون لم يرحموا لا بشراً ولا حجراً، والعرب والمسلمون مازالوا صامتين على هذه الجرائم، فلنا الله ونحن مؤمنون به، والله سيحاسب كل من تخاذل عن نصرتنا، هؤلاء أبرياء قتلتهم إسرائيل بصواريخها وقتلهم العرب بصمتهم".

وخلال تشييع الشهداء إلى مقبرة أقامتها العائلة استثنائياً بجوار المنزل المدمر، توزع أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام، وارتموا على الأرض وأخذوا بالبكاء، إنهم أطفال نجوا من الموت لأنهم كانوا في منزل أحد الأقارب، وتبيّن لاحقاً أنهم أبناء أحد الشهداء الذي قضى مع عائلته.

ذات صلة

الصورة
سكايب

منوعات

دانت مؤسسات حقوقية فلسطينية وعربية وأجنبية إقدام شركة مايكروسوفت على حظر حسابات البريد الإلكتروني وحسابات "سكايب" للمستخدمين الفلسطينيين.
الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
دير البلح 11 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

تلقى عشرات آلاف الفلسطينيين في شمالي غزة عصر اليوم الخميس، اتصالات هاتفية مسجلة وغير مسجلة من جيش الاحتلال تحذّرهم من البقاء في منازلهم وتدعوهم للمغادرة.
الصورة
مخيم مؤيد للفلسطينيين في جامعة ماكغيل الكندية، 7 مايو 2024 (الأناضول)

مجتمع

أغلقت جامعة ماكغيل الكندية حرمها الجامعي في وسط المدينة، أمس الأربعاء، مع دخول شرطة مونتريال بأعداد كبيرة للمساعدة في تفكيك مخيم مؤيد للفلسطينيين..
المساهمون