شنّت الطائرات الحربية الروسية مزيداً من الغارات الجوية على مناطق مختلفة في شمال غرب سورية، لليوم الثالث على التوالي، موقعة قتلى وعشرات الجرحى.
وأعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوات الروسية لتسعة قتلى و61 جريحاً، بينهم أطفال، وهي حصيلة أولية من المتوقع أن تشهداً ارتفاعاً، نظراً لوجود العديد من الحالات الحرجة بين المصابين.
وأكدت المنظمة أن أغلب الضحايا عمال ومزارعون كانوا يعملون في سوق للخضراوات ملاصق للمكان المستهدف.
مقتل 5 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين، في حصيلة أولية، ضحايا مجزرة ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية باستهدافها سوقاً للخضروات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور غربي #إدلب، اليوم الأحد 25 حزيران، الساعة 10:08 صباحاً.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/utnuaHZqp1
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) June 25, 2023
وبثت صفحة "الدفاع المدني" على "فيسبوك" لقطات مصورة ترصد اللحظات الأولى من استجابته للغارات الروسية على سوق الخضار. ولفت الدفاع المدني إلى أن الغارات طاولت أيضاً أبنية ومزارع على أطراف المحافظة الغربية، ما أوقع أضراراً مادية وسبّب حالة ذعر بين الأهالي في المدينة المكتظة بالسكان، خصوصاً بعد لجوء كثير من العائلات إليها عقب الزلزال المدمر.
اللحظات الأولى من الاستجابة لغارات جوية روسية استهدفت سوقاً للخضروات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور غربي #إدلب، اليوم الأحد 25 حزيران.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/FdSwAEzQEj
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) June 25, 2023
إدانات محلية ودولية
وأدان رئيس البعثة الأوروبية لسورية، دان ستوينسكو، التصعيد العسكري الروسي الأخير على مدينة إدلب وريفها.
وقال ستوينسكو، في تغريدة له على "تويتر": "لسوء الحظ، قتل مدنيون أبرياء مرة أخرى في سورية على يد روسيا. على خلفية الفوضى العسكرية في روسيا، ألقت طائرات سوخوي الروسية قنابل على سوق للخضار في جسر الشغور، بالقرب من مدينة إدلب شمال غربي سورية، يوم الأحد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة مدنيين، وإصابة أكثر من 40 شخصاً. مرة أخرى نشهد هجمات عشوائية على المدنيين السوريين. يجب أن يتوقف مثل هذا السلوك المارق".
Unfortunately, innocent civilians are once again killed in #Syria by #Russia. In the background of military chaos in Russia, Russian Sukhoi jets dropped bombs on a vegetable market in Jisr al-Shughour, near the northwestern Syrian city of #Idlib this Sunday, killing at least ten… pic.twitter.com/hmGEv5r5Bj
— Dr Dan Stoenescu (@DanStoenescuEU) June 25, 2023
وفي بيان له، قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إن "المجزرة المروعة التي ارتكبتها القوات الروسية اليوم في جسر الشغور ترقى لجريمة حرب، حيث استهدفت سوقاً شعبياً بهجمات جوية أدت إلى مقتل تسعة مدنيين على الأقل وإصابة العشرات، إضافة إلى هجمات جوية عديدة وقصف مدفعي على مناطق متفرقة من محيط إدلب وريفها، في تصعيد اجرامي جديد ضد المدنيين".
من جانبه، أدان مجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، في بيان له الأحد، القصف الروسي على مدينة جسر الشغور بريف إدلب، وطالب بالتحرك الدولي لإدانة أعمال العنف وحماية المدنيين.
ودعا "مسد" مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية والفاعلين الدوليين لإدانة استمرار هذه الأعمال والعمل على حماية المدنيين والانخراط أكثر في إيجاد حل للمقتلة السورية".
تصعيد روسي متواصل
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الغارات على أطراف مدينة جسر الشغور أوقعت قتلى وجرحى بين المدنيين، فيما استهدفت غارات أخرى بالصواريخ الفراغية جبل الأربعين جنوبيّ إدلب، إضافة إلى 3 غارات على الأقل استهدفت جبهة الكبينة شماليّ اللاذقية.
وكان قد قُتل شخصان إثر غارات جوية روسية استهدفت، أمس السبت، قرية بسبت في ريف جسر الشغور، حيث استهدفت الغارات منزل الشخصين، وهما شابان شقيقان، الواقع ضمن مزرعة، ما أدى إلى دمار كبير فيه وحريق في آلة زراعية لحصاد الحبوب وفي الأراضي الزراعية.
كذلك شنّت الطائرات الروسية، مساء الجمعة، غارات عدة استهدفت جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وسبّب تصعيد قوات النظام وروسيا، الجوي والمدفعي والصاروخي، على مناطق شمال غربيّ سورية منذ أربعة أيام، مقتل نحو 10 أشخاص، واصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وتزامن هذا التصعيد مع هجمات بالطائرات المسيّرة، قالت وسائل إعلام النظام السوري إنها انطلقت من مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، استهدفت مناطق عدة خلال اليومين الماضيين، وسبّبت سقوط قتلى وجرحى في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، بما فيها مدينة القرداحة، مسقط رأس رئيس النظام بشار الأسد.
مقتل 4 عناصر للنظام السوري برصاص مجهولين في درعا
في غضون ذلك، قتل عدد من عناصر شرطة النظام السوري، صباح اليوم الأحد، برصاص مجهولين في ريف درعا الغربي، جنوبيّ سورية.
ونقلت مواقع محلية عن مصدر في قيادة شرطة محافظة درعا قوله إن أربعة عناصر من شرطة النظام قتلوا وأصيب خامس بجروح، إثر استهداف سيارة كانت تقلّهم بالرصاص من قبل مجهولين، عند دوار الجمل في بلدة المزيريب غربيّ درعا.
وأوضحت أن العناصر المُستهدفين يتبعون لفرع الأمن السياسي، وكانوا متجهين صباح اليوم لحراسة المراكز الامتحانية في مدينة طفس في الريف الغربي.
اشتباكات بين مجموعتين محليتين
إلى ذلك، دارت اشتباكات صباح اليوم في الريف الشرقي، بين مجموعتين محليتين، تحظى إحداهما بدعم الأمن العسكري التابع للنظام السوري.
وذكر الناطق باسم "تجمّع أحرار حوران"، أيمن أبو محمود، لـ"العربي الجديد"، أن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة جرت على الطريق الواصل بين بلدتي نصيب والطيبة شرقيّ درعا، وذلك بعد مبادرة مجموعات محلية من آل الزعبي في بلدة الطيبة وآل الخطيب في بلدة الجيزة إلى شنّ هجوم على نقاط الاستراحة قرب جمرك نصيب الحدودي بين سورية والأردن، حيث تتمركز مجموعة محلية يتزعمها كل من أنس ورعد الراضي، المدعومين من الأمن العسكري التابع للنظام السوري.
وأوضح أبو محمود أن هذا الهجوم جاء بعد أيام من إصدار عشيرة الزعبي بياناً اتهمت فيه عناصر مجموعة أنس الراضي، شقيق فايز الراضي الذي قتل في مارس/آذار الماضي، بالمسؤولية عن اغتيال الشاب قصي الزعبي وزوجته ذكريات الخطيب وشقيقه أنس الزعبي في بلدة النعيمة، يوم الاثنين الماضي، وذلك لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.
كذلك، تُتهم مجموعة الراضي بالعمل في تجارة المخدرات وتهريبها، بالتعاون مع عماد أبو زريق وغسان أبو زريق تحت حماية الأمن العسكري، إضافة إلى حمايتها مجموعات مرتبطة بتنظيم "داعش".
وأضاف أبو محمود أن مجموعة الراضي بادرت بعد تعرّضها للهجوم صباح اليوم إلى قصف الأطراف الجنوبية لبلدة الطيبة بعدد من قذائف الهاون.
من جهة أخرى، تعرّض قياديان عسكريان، هما أمجد بهيج المقداد، وثامر طالب السويدان، لمحاولة اغتيال، بعد إطلاق النار عليهما من قبل مجهولين في بلدة معربة شرقيّ درعا، ما أدى إلى إصابتهما بجروح.
وكان المقداد والسويدان قياديين في "الجيش الحر" قبل سيطرة النظام السوري على محافظة درعا عام 2018، بينما يتزعم السويدان حالياً مجموعة محلية تابعة للأمن العسكري، ومُتهمة بالعمل في تجارة المخدرات وترويجها. وكان اللواء الثامن قد هاجم، في وقت سابق من الشهر الجاري، منازل بعض عناصر مجموعة السويدان، ما أدى إلى نشوب اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.