مجازر إسرائيلية مع سبق الإصرار: منازل غزة تنهار على أصحابها

مجازر إسرائيلية مع سبق الإصرار: منازل غزة تنهار على أصحابها

14 أكتوبر 2023
من الدمار في غزة، أمس (أحمد حصب الله/Getty)
+ الخط -

عاشت آية الكحلوت (35 عاماً)، من بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، ساعات رعب لم تعرفها من قبل، بعدما تلقّت نبأ استشهاد والدتها تحت أنقاض منزل عائلة حلاوة، وسط مخيم جباليا للاجئين. وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزل عائلة حلاوة، وسط مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالسكان، ليل الخميس - الجمعة، ما أدى إلى استشهاد 25 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء. ولساعتين، ظلّ أخوال آية يحاولون الوصول إلى مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، من أجل الاطمئنان على أختهم بعد المجزرة الإسرائيلية، وفي النهاية تمّ العثور عليها مصابة وبحالة خطرة، فيما استشهد طفلاها، يوسف وعطاف.

قبل ذلك، انهارت آية من البكاء على ما تعرضت له والدتها التي كانت تخشى استشهادها جراء وضعها الصعب، والذي جاء بعد يومين فقط على استشهاد خطيب أختها في مجزرة منطقة الترنس في مخيم جباليا.

ارتكبت إسرائيل مجازر مع سبق الإصرار مستهدفة أكثر من 50 منزلاً انهارت  على رؤوس ساكنيها

وتقول آية لـ"العربي الجديد"، إن "لا شيء يساوي الحياة... نحن نبحث عن الحياة وسط الموت الذي يضربنا من كل مكان... إسرائيل تقتلنا بدم بارد والعالم والعرب يتفرجون علينا ولا يحركون ساكناً".

مجازر مع سبق الإصرار

وخلال أيام العدوان، ارتكبت اسرائيل مجازر مع سبق الإصرار مستهدفة أكثر من 50 منزلاً انهارت على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد نحو 500 فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء، وفق رصد "العربي الجديد".

واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي هذه المنازل من دون إنذار مسبق أو اتصال كما جرت العادة في الحروب السابقة، حيث كانت إسرائيل تُشعِر السكان عبر اتصال هاتفي أو من خلال قصف بالطائرات المسيّرة أعلى البناية السكنية المراد قصفها، بنيتها تدمير المبنى.

وعلى الرغم من المزاعم الإسرائيلية بأن الهدف من هذه الهجمات استهداف عناصر وقيادات في المقاومة الفلسطينية، إلا أن رصد "العربي الجديد" يؤكد أن معظم ساكني البنايات المدمرة لم يكونوا من عناصر المقاومة المعروفين أو المطلوبين لقوات الاحتلال، وأن أكثر من ثلثي شهداء هذه المجازر من النساء والأطفال.

استهدف طيران الاحتلال المنازل دون إنذار مسبق أو اتصال كما جرت العادة في الحروب السابقة

وفي مستشفى الإندونيسي شرقي بيت لاهيا وفي مجمع الشفاء الطبي، لا تزال هناك جثت وأشلاء لشهداء مجهولين تجري محاولة التعرف إليهم من قبل الأهالي نتيجة القصف المدمر للمنازل على رؤوس ساكنيها.

جهود النجدة تنتظر توقف القصف

ويهب السكان المدنيون لمساعدة طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال الشهداء والجرحى، لكن الجميع لا يستطيع فعل ذلك بسرعة نتيجة الاستهدافات المتكررة للمناطق السكنية المكتظة بالسكان، إذ يتم التدخل بعد ساعات عند توقف القصف.

وتوقفت شبكات الاتصال الخليوية عن العمل في غزة بعد توقف واسع للإنترنت في القطاع، ولا يزال السكان يجدون صعوبة بالغة في الهرب من القصف الاسرائيلي الذي يطاول كل شيء متحرك، إلى جانب صعوبات بالغة في الحصول على المياه والطعام.

وخلال مؤتمر صحافي أمس الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، إياد البزم، إن كل شيء مستهدف في القطاع، والاحتلال ارتكب جرائم إبادة بحق العائلات الفلسطينية. ولفت البزم إلى أن الاحتلال يكذب حينما يقول إنه يستهدف بنية المقاومة، بل هو يستهدف المدنيين والمنشآت المدنية، مشيراً إلى أن الأطفال والنساء في غزة يتعرضون للقتل في كل ساعة ولا توجد منطقة آمنة في القطاع.

وبيّن البزم أن كل شيء مستهدف أمام الصواريخ التي تنهمر من الجو والبحر ومدفعية الاحتلال بشكل متواصل على مدار سبعة أيام على رؤوس المواطنين في قطاع غزة. وكذلك قال إن الاحتلال شرد قرابة 400 ألف مواطن من منازلهم.