متمردو تيغراي: لن يحدث "حمام دم" في أديس أبابا

07 نوفمبر 2021
دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد النزاع تصعيداً (العربي الجديد )
+ الخط -

صرّح متمردو إقليم تيغراي الإثيوبي، اليوم الأحد، بأن التخوف من "حمام دم" في أديس أبابا إذا دخلوا إلى العاصمة لإسقاط الحكومة، أمر "سخيف" و"لا يتمتع بالصدقية"، في وقت شهدت  أديس أبابا، مسيرة حاشدة دعماً للقوات الإثيوبية وحكومة البلاد في مواجهة "جبهة تحرير تيغراي". 

ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد فيه النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيداً. وأمرت الحكومة الأميركية السبت دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا.

وبعدما أعلنوا في نهاية الأسبوع الماضي استعادتهم مدينتَي ديسي وكومبولشا، لم يستبعد مقاتلو "جبهة تحرير شعب تيغراي" وحلفاؤهم من "جيش تحرير أورومو" الزحف نحو أديس أبابا.

من جهتها، تنفي الحكومة أي تقدّم للمتمردين أو تهديد للعاصمة. إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.

وقال المتحدث باسم "جبهة تحرير شعب تيغراي" غيتاشيو رضا، في مقابلة مع "فرانس برس"، إن "أديس بوتقة يعيش فيها ناس من جميع الاهتمامات، والقول إن أديس ستتحوّل إلى حمام دم إذا دخلناها أمر سخيف جداً. لا أعتقد أن هذه الفرضية (...) تتمتع بالصدقية".

وأضاف أن "القول إن سكان أديس (أبابا) يعارضوننا بشدة، مبالغ فيه".

وأكد رضا أن السيطرة على العاصمة ليست "هدفاً". وقال: "لسنا مهتمّين بشكل خاص بأديس أبابا، بل نريد التأكد من أن أبيي لا يشكل تهديداً لشعبنا".

وأشار إلى أنه إذا لم يرحل رئيس الوزراء، فالمتمرّدون سيسيطرون "بالطبع" على المدينة، مؤكداً أن "جبهة تحرير شعب تيغراي" لا ترغب في استعادة السلطة، وهي التي كانت تحكم على مدى 27 عاماً حتى عام 2018.

وقال: "يمكنني أن أؤكد لكم أن ذلك لا يهمّنا"، مضيفاً: "نريد ببساطة أن نتأكد من أن صوت شعبنا مسموع، ومن أنه يمارس حقّه في تقرير مصيره، وخصوصاً عبر تنظيم استفتاء لتقرير ما إذا كان يريد أن يبقى في إثيوبيا أو أن يصبح مستقلاً".

وأوضح أن المتمردين يتقدّمون نحو الجنوب و"يقتربون من أتاي" التي تبعد 270 كلم شمال العاصمة، وكذلك نحو الشرق باتجاه ميل الواقعة على الطريق المؤدي إلى جيبوتي الأساسي لإمدادات أديس أبابا.

 

تظاهرات في أديس أبابا دعماً للقوات الإثيوبية وأبي أحمد

وشهدت العاصمة الإثيوبية اليوم، مسيرة حاشدة دعماً للقوات الإثيوبية وحكومة البلاد في مواجهة "جبهة تحرير تيغراي". واحتشد الآلاف من الأحياء والعاصمة أديس أبابا وأماكن أخرى، في ميدان مسقل وسط العاصمة، مؤكدين التزامهم بالوقوف إلى جانب القوات الإثيوبية في مناطق المواجهات المختلفة من البلاد.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "أوقفوا الأخبار المفبركة والتدخل في الشأن الإثيوبي". كما رفع متظاهرون ملصقات لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وهتفوا "لا نريد أحدا غير أبي أحمد".

تظاهرات في أديس أبابا دعماً للقوات الإثيوبية وأبي أحمد (العربي الجديد)
تظاهرات في أديس أبابا دعماً للقوات الإثيوبية وأبي أحمد (العربي الجديد)

وقال تامرو صوريصا، وهو جندي في القوات المسلحة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن إجراءات إنفاذ القانون التي اتخذتها الحكومة ضد "جبهة تيغراي" جاءت متأخرة، وتابع أن الجبهة "هي الشوكة أو الخنجر في الخاصرة يجب استئصالها". ودعا الشعب الإثيوبي للوقوف إلى جانب القوات الإثيوبية في التصدي لجبهة تيغراي.

بدوره أكد تادسي ولدو، أحد المشاركين في التظاهرة، استعداده التام للقتال إلى جانب القوات المسلحة. وقال إنه كان أحد أفراد الجيش الإثيوبي إبان الحرب الإثيوبية الإريترية قبل التقاعد. وأضاف أن "جبهة تيغراي" العدو الأول للشعب الإثيوبي ويجب القضاء عليها.

تظاهرات في أديس أبابا دعماً للقوات الإثيوبية وأبي أحمد (العربي الجديد)

فيما قالت المجندة السابقة، تغستي تأدسي، إنها أكملت اجراءات العودة للقتال في صفوف الجيش الإثيوبي، وجاهزة اليوم قبل الغد لمحاربة "جبهة تيغراي". وأوضحت أنها فقدت الكثير من زملائها الذين كانوا معها في هذا الحرب. وأشارت إلى أنها ستقاتل حتى الموت دفاعا عن وحدة وسيادة الوطن.

وقالت أدانيش أبيبي التي تشغل منصب رئيسة بلدية أديس أبابا، في خطاب، إن أعداء إثيوبيا يحاولون "ترويع سكاننا". وأضافت: "يقولون إن أديس أبابا محاصرة، لكن أديس أبابا محاطة فقط بشعبها الرائع".

في سياق متصل، انتقدت رئيسة بلدية أديس أبابا في خطابها الحكومة الأميركية التي ألغت الأسبوع الماضي امتيازات تجارية ممنوحة لإثيوبيا بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في حملتها العسكرية في إقليم تيغراي.

وقالت: "إن كانت المساعدات والقروض ستجردنا من حريتنا، وإن كانت ستقودنا إلى التضحية بحريتنا، فلن نضحي بحريتنا".

وأكدت أن المكان المناسب لجبهة تحرير شعب تيغراي "هو الجحيم".

 

والخميس الماضي صادق نواب الشعب الإثيوبي (البرلمان)، على فرض حالة الطوارئ في البلاد لمدة 6 أشهر، والتي أعلنها مجلس الوزراء عقب التطورات التي تشهدها البلاد في الحرب الدائرة ضد "جبهة تحرير تيغراي" في إقليمي أمهرة وعفار.

وبدأت المواجهة العسكرية مع الجبهة، في مطلع نوفمبر الماضي، واستمرت لأسابيع أطاحت بقوات الجبهة، بعد أن فرت قياداتهم إلى الجبال عقب دخول الجيش الفيدرالي إلى إقليم تيغراي. غير أن الحكومة الإثيوبية أعلنت، نهاية يونيو الماضي، قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد تيغراي وسحب القوات الإثيوبية كاملة من الإقليم، لتعود الجبهة مجددا للإقليم وتسيطر عليه. ثم سرعان ما بدأت الجبهة بالتدخل في إقليمي أمهرة والعفر ودخلت إلى عدة مناطق ومدن، ما أسفر عن مقتل ونزوح الآلاف من المدنيين من مناطقهم.

وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار أحادي الجانب في 10 أغسطس الماضي وإعلان حالة الاستنفار في كامل البلاد. وبدأ الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة لإقليمي أمهرة والعفر عمليات عسكرية مشتركة ضد "جبهة تيغراي"، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها بالإقليمين.