أعلن المتمردون في منطقة تيغراي الإثيوبية، اليوم الجمعة، أنهم سيشاركون في المحادثات المقرر عقدها يوم الإثنين في جنوب أفريقيا برعاية الاتحاد الأفريقي، والتي تهدف إلى إنهاء عامين من النزاع في شمال البلاد.
وقال المتحدث باسم سلطات المتمردين، كنديا جبريهيووت، في رسالة لوكالة "فرانس برس"، رداً على سؤال عن هذا الموضوع، إنّ "وفدنا سيكون حاضراً" في جنوب أفريقيا يوم الإثنين.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد قالت، الخميس، إن الاتحاد الأفريقي أعلن أن محادثات سلام ستعقد الإثنين المقبل في جنوب أفريقيا، لمحاولة وقف الحرب المستمرة منذ قرابة عامين في تيغراي.
وكتب رضوان حسين، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء أبي أحمد، على "تويتر": "أبلغتنا مفوضية الاتحاد الأفريقي بأن محادثات السلام ستعقد في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022 في جنوب أفريقيا. أكدنا التزامنا بالمشاركة".
وتتصاعد الدعوات الدولية لوقف العنف المتصاعد في تيغراي منذ محاولة فاشلة للاتحاد الأفريقي، في وقت سابق من الشهر الحالي، لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات.
واتفقت الحكومة وزعماء متمردي تيغراي على المشاركة في محادثات بقيادة الاتحاد الأفريقي، لكن الاجتماع لم يعقد مطلقاً وتصاعد الصراع في المنطقة التي تمزّقها الحرب.
وكانت محادثات سابقة دعا الاتحاد الأفريقي إليها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول في جنوب أفريقيا، تأخرت لتبدأ على خلفية مشاكل تنظيمية.
وأطلع الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي في القرن الأفريقي والرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، الذي يقود جهود الوساطة، اليوم الجمعة، مجلس السلام والأمن التابع للمنظمة الأفريقية على "عملية السلام في إثيوبيا".
وكان هذا الاجتماع المغلق لمجلس السلام والأمن، الهيئة المسؤولة عن النزاعات والقضايا الأمنية داخل المنظمة الأفريقية، الأول منذ استئناف القتال في 24 أغسطس/آب في شمال إثيوبيا، والذي أنهى خمسة أشهر من الهدنة وقضى على الآمال الضئيلة التي أعطاها لإجراء محادثات.
"قلق كبير"
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في واشنطن، إنّ على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع أيضاً في جلسة مغلقة، اليوم الجمعة، لمناقشة الوضع في إثيوبيا.
وأضاف أن هذين "الاجتماعين يظهران القلق الكبير للمجتمع الدولي بشأن الوضع في شمال إثيوبيا".
وأثناء افتتاح مدرسة في أديس أبابا، أكد أبي أن الحرب في شمال إثيوبيا "ستنتهي وسينتصر السلام". وأكد على أنه "لن نواصل القتال إلى أجل غير مسمى"، بدون أن يذكر المحادثات المقبلة في جنوب أفريقيا، بينما صعد الجيش الإثيوبي وحلفاؤه مؤخرًا الهجمات في تيغراي.
وأعرب المجتمع الدولي في الأيام الأخيرة عن قلقه إزاء اشتداد القتال مؤخراً في منطقة تيغراي التي أصبحت بين فكي كماشة بين القوات الفدرالية الإثيوبية المدعومة في الشمال من قبل جيش إريتريا (الدولة الواقعة على الحدود الشمالية لتيغراي) وبين قوات المناطق الإثيوبية المجاورة في الجنوب.
معارك قرب أكسوم
وقال مصدر إنساني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "فرانس برس"، إنّ قتالاً عنيفاً اندلع، الجمعة، في سيليكيلكا الواقعة بين شاير وأكسوم، في إشارة إلى "دفع" القوات الإثيوبية والإريترية تجاه هذه المدينة الرئيسية في تيغراي، والتي تضم موقعاً مدرجاً على قائمة التراث العالمي.
وبحسب برايس، فان المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، مايك هامر، في أديس أبابا منذ عدة أيام، حيث "يدعم جهود الاتحاد الأفريقي لإطلاق المحادثات" التي "ترغب واشنطن أن تبدأ في أقرب وقت ممكن".
وأضاف المتحدث الأميركي أن هامر "على اتصال دائم بالأطراف المعنيين، لا سيما الذين يستعدون للمشاركة في الوساطة ككينيا وجنوب أفريقيا".
وفي محادثة هاتفية الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنه "قلق للغاية" بشأن "خطر ارتكاب فظائع جماعية" في شمال إثيوبيا.
وحصيلة هذه الحرب الدامية التي تدور بعيداً عن التغطية الإعلامية لعدم السماح للصحافيين من الوصول إليها، غير معروفة، لكنها شردت أكثر من مليوني شخص، كما أغرقت آلاف الإثيوبيين في ظروف قريبة من المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)