حذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، من تدهور الأوضاع بشكل أكبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً على شعور الفلسطينيين بالسخط والغضب.
وجاءت تصريحات وينسلاند، خلال إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم الجمعة.
وبدأ المبعوث الأممي بالإشارة إلى استشهاد 32 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم ستة أطفال، بالإضافة إلى جرح 311 آخرين خلال الفترة التي تم إعداد التقرير فيها، مضيفاً أن هنالك أيضاً أكثر من 106 هجمات للمستوطنين على الفلسطينيين، أسفرت عن إصابة أكثر من 60 فلسطينياً، وإلحاق الأضرار بممتلكاتهم.
كما وصف المبعوث الأممي العام الحالي بأنه "الأكثر دموية" بالنسبة للفلسطينيين، منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتسجيل عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين بشكل دائم عام 2005.
كما أشار إلى هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من بيوت الفلسطينيين خلال الأسابيع الأخيرة، بما فيها 38 بيتاً ومبنى مملوكاً لهم، ما أدى إلى تشريد 81 فلسطينياً، من بينهم 26 امرأة و47 طفلاً، موضحاً أنّ عمليات الهدم الإسرائيلية "نُفِّذت بسبب عدم وجود تصاريح بناء إسرائيلية، والتي يكاد يكون من المستحيل للفلسطينيين الحصول عليها".
وختم المبعوث الخاص بالأمم المتحدة إحاطته بالحديث عن وجود "حاجة ماسة إلى خطوات ملموسة من قبل جميع الأطراف لمعالجة الوضع على الأرض"، كما ناشد "الطرفين لاتخاذ الخطوات اللازمة في حدود سلطتهما لاستعادة الهدوء"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "إن لم تتم معالجة القضايا السياسية الأساسية، فإنّ انعدام الثقة والعداء المتجذرين سيستمران في الازدياد"، قائلاً: "أرى بوضوح الإحباط والغضب المتزايد للفلسطينيين في مواجهة عقود من الاحتلال الإسرائيلي، تحتاج السلطة الفلسطينية بشكل عاجل إلى الدعم الاقتصادي والحيز السياسي لممارسة سلطتها بالكامل، بما في ذلك الأمن، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها".
منصور لمجلس الأمن: إسرائيل تحاول تدمير دولة فلسطين ووظيفتكم حمايتها
إلى ذلك انتقد مندوب فلسطين للأمم المتحدة في نيويورك رياض منصور، مجلس الأمن والمجتمع الدولي لصمتهم إزاء مقتل الفلسطينيين، وقال إنّ "شعبنا وأطفالنا وشبابنا يقتلون ولن يموتوا بصمت، وما سوف يحدث هو مسؤوليتكم أنتم، لم ندخر أي مجهود وأي باب لنطرقه، وتوسلنا كل وسيلة تفضي بنا إلى الحرية والكرامة والعدل، والسلم والأمن المشتركين، من الذي يعتقد أن من الحكمة أن يقفل كل باب في وجهنا؟ لا تعرفون ماذا سيحدث إن وصلنا إلى طريق مسدود؟".
وأضاف مخاطباً الدول الأعضاء في المجلس، "لم ندخر جهداً للإثبات أن هناك مساراً للسلام، كيف لنا أن نشرح لشعبنا أنه وبعد خمسة وسبعين عاماً على النكبة، لا يزالون بحاجة إلى انتظار دورهم للحصول على الحرية، كل حركة تحرر ناضلنا بجانبها كتفاً إلى كتف باتت اليوم دولة مستقلة، أما من يضطهدنا، إسرائيل، فقد أصبحت العضو التاسع والخمسين في الأمم المتحدة عام 1949، وبعد 73 عاماً، وبعد انضمام 134 دولة عضوا أخرى، فإن دولة فلسطين ما زالت دولة غير عضو في الأمم المتحدة".
وقال السفير الفلسطيني: "ما الذي يعنيه أن يؤيد (المجتمع الدولي) حل الدولتين" وفي نفس الوقت "السماح للقوى القائمة بالاحتلال بالتقرير حول حقنا في تقرير المصير وعضويتنا بهذه المنظمة؟"، مضيفاً أنه "لا يمكن أن يكون الاعتراف بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة ورقة مقايضة".
وأضاف منصور، أنّ "إسرائيل تحاول تدمير دولة فلسطين، ووظيفتكم هي حمايتها، وإلا فإنكم تتخلون عن حل الدولتين برمته".
وفي إشارة إلى الوضع في أوكرانيا دون أن يسميها، وطلبها لأسلحة للدفاع عن نفسها ضد الاجتياح الروسي، قال منصور، "لم نأت إلى هنا ولم نذهب من عاصمة إلى أخرى لنطالب بأسلحة فتاكة دفاعية، أتينا نطلب الحماية الدولية لشعبنا، وهي حماية يحق لهم أن يطالبوا بها، وفي حال لم نحصل عليها واستمر العدوان على شعبنا، فما هي النتيجة المتوقعة؟ إسرائيل تقتل وتشرد وتهين، وبعدها تتساءل كيف للشباب الفلسطينيين أن يتحولوا إلى أسود (إشارة إلى مجموعة "عرين الأسود" في نابلس).
وختم منصور حديثه بسؤالٍ للدول الأعضاء، حول ما كانت لتفعل لو كانت مكان الشعب الفلسطيني، مشدداً على أنّ "دور مجلس الأمن يجب أن يتخطى اتخاذ القرارات، بل يجب أن ينفذها".