أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مساء الإثنين، اتصالا هاتفيا مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بحثا فيه آخر تطورات المفاوضات النووية، فضلا عن قضايا إقليمية ودولية أخرى.
ويأتي اتصال أمير عبداللهيان مع بوريل عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، والذي تعد بلاده أحد أطراف الاتفاق النووي والمفاوضات المتعثرة الرامية إلى إحيائه، فضلا عن أنه جاء أيضا بعد يوم من تصريحات لافتة لرئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي بشأن امتلاك بلاده قدرات فنية كافية لصناعة القنبلة النووية.
وجدد وزير الخارجية الإيراني، خلال الاتصال مع بوريل، التأكيد على مواقف بلاده بشأن المفاوضات والقضايا المتبقية، قائلا إن "إيران بلا أي شك لديها إرادة للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام"، وفق إفادة صحافية للخارجية الإيرانية.
وشكر أمير عبداللهيان، مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، على الجهود المستمرة له ولنائبه أنريكي مورا لحلحلة الخلافات المتبقية بين طهران وواشنطن، داعيا البيت الأبيض إلى "أن يضع مطالبه المتزايدة والشكوك جانبا وأن يتحلى بالواقعية على طريق التوصل إلى حل واتفاق".
كما دعا وزير خارجية إيران، الولايات المتحدة إلى "التخلي عن تكرار النهج السابق غير الفاعل والسلوك غير البنّاء وعدم اللجوء إلى الضغوط والعقوبات"، مشيرا إلى اجتماع ثلاثي غدا الثلاثاء في طهران بين رؤساء إيران وتركيا وروسيا، موضحا موقف طهران بشأن الأمن الغذائي وأمن الطاقة.
وأكد أن "تسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية يكتسب أهمية كبيرة".
من جانبه، أشاد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل حسب إعلان الخارجية الإيرانية بـ"جدية" طهران في المفاوضات النووية، داعيا إلى "ضرورة استخلاص أفكار الطرفين في الظروف الراهنة".
وأعلن بوريل عن استعداده ونائبه مورا لـ"تسهيل وتسريع مسار حل الخلافات المتبقية عبر التواصل والاتصال مع جميع الأطراف"، مؤكدا "ضرورة أن تفضي الجهود المبذولة على مدى أشهر إلى نتيجة"، ومعلنا أنه سيواصل جهوده لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن.
ولا تزال مفاوضات فيينا النووية، التي انطلقت في إبريل/ نيسان 2021، تراوح مكانها، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي، لكنها استمرت بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات.
وقبل ثلاثة أسابيع، اجتمع المفاوضون الإيرانيون والأميركيون في العاصمة القطرية الدوحة، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة، عبر الاتحاد الأوروبي. وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.
والأربعاء الماضي، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، لصحيفة "لاريبوبليكا" خلال زيارته لإيطاليا، عن تقديم بلاده مقترحاً إلى الولايات المتحدة الأميركية بشأن المفاوضات النووية، يعتمد تأجيل رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية" الأميركية، قائلاً إن 90 في المائة من مسودة نص الاتفاق جاهزة.