أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" عبد الله قرداش (أبو إبراهيم الهاشمي القرشي)، في عملية الإنزال الجوي التي نفذتها وحدات أميركية خاصة، فجر اليوم، في شمال غربي سورية، وهو ثاني زعماء التنظيم الإرهابي منذ تأسيسه، وتولى مهمة إدارة التنظيم في كل من العراق وسورية بعد مقتل مؤسسه الأول أبو بكر البغدادي، نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019، والذي يتحدر أيضاً من ضواحي مدينة سامراء، شمالي العراق.
والعام الماضي، رفعت الولايات المتحدة المكافأة المالية لقاء الإدلاء بأي معلومات عن قرداش إلى 10 ملايين دولار، وتكررت إعلانات عراقية سابقة تحدثت عن مقتله، لكن تبين لاحقا عدم دقتها.
وأعلن التنظيم عقب مقتل البغدادي عن تسمية أبو إبراهيم الهاشمي القرشي زعيماً له في نهاية العام 2019، مستخدماً اسماً جديداً ظل محل جدل لفترة من الزمن بين المختصين بشؤون الجماعات المسلحة في العراق وسورية بشأن اسمه الحقيقي، قبل أن تفضي اعترافات أعضاء بتنظيم "داعش" في العراق إلى أن الزعيم الجديد للتنظيم هو أمير المولى، المعروف بـ"عبد الله قرداش".
ويعتبر عبد الله قرداش، وهو اسم من بين عدة أسماء له، مثل حجي أمير وأمير التركماني، وحجي عبد الله وأبو إبراهيم، من القيادات المؤسسة لتنظيم "داعش" في العراق وسورية إلى جانب قادة آخرين قضى معظمهم خلال ضربات جوية ومعارك، مثل أبو علي الأنباري، وأبو مسلم التركماني، وأحمد الزاوي وأحمد الجغيفي، وحجي زياد، ومعتز نعمان الجبوري، وأبو محمد العدناني.
وعبد الله قرداش، هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، يتحدر من بلدة المحلبية، غرب الموصل، ضمن ضواحي مدينة تلعفر في محافظة نينوى، من مواليد عام 1976، ونال شهادة البكالوريوس في العلوم الإسلامية من جامعة الموصل سنة 1999، انخرط في عمليات قتال القوات الأميركية بوقت مبكر مع فصائل مختلفة في نينوى، منها جماعة أنصار الإسلام، قبل الانضمام إلى جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبو مصعب الزرقاوي، ثم تنظيم القاعدة لاحقا.
واعتقل قرداش من قبل القوات الأميركية بعملية نفذتها وحدات خاصة في نينوى ونقل إلى معسكر بوكا في البصرة، قبل أن يتم إطلاق سراحه لاحقا، وبعد تفجر الثورة السورية عام 2011، انتقل إلى سورية وانضم إلى مجموعة قيادات بارزة بالتنظيم أغلب أفرادها عراقيون، وأسسوا لاحقاً ما يعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (تنظيم داعش)، عام 2014، عقب سقوط مدينة الموصل ومدن عدة في شمال العراق وغربه بيد التنظيم.
وتولى قرداش عدة مناصب في تنظيمي القاعدة ومن ثم "داعش"، أبرزها منصب مفتي أو ما يعرف بالشرعي، ثم عيّن والياً على الموصل ودير الزور، وشارك في ما يعرف بـ"عملية كسر الحدود" بين العراق وسورية، في يونيو/حزيران 2014، وكان من المستقبلين لزعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي في خطبته بجامع الموصل القديم بالشهر ذاته، والتي أعلن فيها تأسيس ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام".
ويقول الخبير بالشؤون الأمنية أحمد الحمداني إن المكان الذي قتل فيه قرداش يقع في مكان ليس ببعيد عن المكان الذي كان يوجد فيه الزعيم السابق أبو بكر البغدادي، وهذا يؤكد أن القياديين كانوا في معزل وليسوا على اتصال مباشر مع باقي أعضاء التنظيم، حيث إن مكان وجودهم لا يخضع لأي نفوذ مسلح لتنظيم "داعش".
ويضيف الحمداني أن مقتل قرداش "يضع التنظيم أمام حقيقة انتهاء صفحة القيادات المؤسسة له، ويفتح الباب أمام عدة سيناريوهات، من بينها تشظي تنظيم داعش أو انقسامه لجناحين"، لافتاً إلى أن "العملية الأميركية في هذا الوقت تحديداً قد تساهم في احتواء التصعيد الجديد لخلايا وجيوب داعش في كل من العراق وسورية".