- الردود على تصريحات شومر كانت متباينة، حيث أشاد بها جو بايدن بينما وصفها ميتش ماكونيل بأنها "بشعة ومنافقة"، وردت إسرائيل بأنها ليست "جمهورية موز"، مما يعكس انقسامًا في الآراء.
- النقاش حول السياسة الإسرائيلية في الولايات المتحدة يشير إلى تأثير محتمل لتصريحات شومر على العلاقات الأميركية-الإسرائيلية، مع توقعات بتغيير محدود في النهج الأميركي تجاه إسرائيل في الوقت الحالي.
سلّطت صحيفة "ذي إيكونوميست" الضوء على انتقادات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وشومر، هو المسؤول اليهودي الأعلى رتبة في الولايات المتحدة، وتصريحاته بشأن بنيامين نتنياهو لم تكن عادية، بحسب الصحيفة.
وقال شومر، أمام مجلس الشيوخ خلال خطاب يوم 14 مارس/آذار استمر 44 دقيقة: "لقد ضل رئيس الوزراء نتنياهو طريقه حين منح الأولوية لبقائه السياسي على المصالح العليا لإسرائيل"، مضيفاً: "أعتقد أن إجراء انتخابات جديدة هو السبيل الوحيد للسماح بعملية صنع قرار صحية ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل".
زعيم الأغلبية في الشيوخ الأميركي ليس أول من ينتقد إسرائيل، فقد درج على ذلك رؤساء ووزراء خارجية على مدى 75 عاماً، لكن عادة في قضايا منفصلة لفترات محدودة. ومع ذلك، فإن شومر، الزعيم السياسي الفعلي لليهود الأميركيين الذين يدعون إلى تغيير في إسرائيل، هو "لحظة فاصلة"، حتى مع تشديد شومر على "حق إسرائيل في اختيار قادتها". وبحسب "ذي إيكونوميست"، فإن ذلك يعكس "أزمة ثقة".
الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يتجنب انتقاد حلفاء أميركا علناً، قال في اليوم التالي للخطاب إن شومر ألقى "خطاباً جيداً". أما النظير الجمهوري لشومر في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، فوصف تصريحات الأخير بأنها "بشعة ومنافقة، وهي أوضح مثال حتى الآن على الفجوة الحزبية المتزايدة حول كيفية إدارة العلاقات مع الدولة اليهودية".
النقاش الأميركي بشأن إسرائيل
وتتناول الصحيفة تأثير تعليقات شومر على السياسة الإسرائيلية، موضحة أن نتنياهو لم يعلق بعد على خطاب شومر، رغم أن حزبه، الليكود، ردّ في بيان مفاده أن "إسرائيل ليست جمهورية موز". وقال بيني غانتس، العضو في حكومة نتنياهو الحربية، إن تصريحات شومر كانت "خطأ".
في وقت سابق من هذا الشهر، التقى غانتس في واشنطن بأعضاء كبار في إدارة بايدن. لا شك أن حكومة غانتس ستجعل العلاقة بين واشنطن وتل أبيب أسهل، على الرغم من أن غانتس على عكس بايدن، ليس حريصاً على حل الدولتين، لذا ترى الصحيفة أن العلاقات ستظل معقدة.
وتنقل عن مارتن إنديك، من مجلس العلاقات الخارجية، والسفير السابق لدى إسرائيل، قوله: الإسرائيليون من جميع الآراء السياسية يتعايشون في نفس فقاعة الصدمة وانعدام الأمن والخوف والقلق. هذا يجعلهم جميعاً غير قادرين على سماع أي شخص أو أي شيء آخر".
وأضاف: "إنهم غافلون إلى حد كبير عن معاناة الفلسطينيين، ويبدو أنهم غير مكترثين بالصدع مع الولايات المتحدة، الصديق الوحيد الموثوق لإسرائيل في هذه الأزمة".
وترجّح الصحيفة أن يكون لتصريحات شومر تأثير مباشر في النقاش بشأن إسرائيل في أميركا.
حاول بايدن، بداية، ألا يجاهر بانتقاداته لكيفية إدارة إسرائيل للحرب على غزة، لكنه أخيراً عبّر عن انتقاداته لها علناً، لكن من دون أن يمارس نفوذه لحجب الدعم العسكري أو لدعم قرارات تدين إسرائيل. ووفق "ذي إيكونوميست"، تمنح تعليقات زعيم الأغلبية في الشيوخ غطاء لبايدن لاتخاذ موقف أكثر صرامة.
آرون ديفيد ميلر، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والذي تصفه الصحيفة بـ"المفاوض المخضرم لصفقات السلام المحتملة في الشرق الأوسط"، لا يتوقع تغييرات كبيرة في نهج بايدن "العدواني السلبي" حتى الآن.
ويعتقد أن الطريقة الوحيدة لبايدن، لحل الألغاز السياسية والأخلاقية والسياسية التي أحدثها الهجوم الإسرائيلي على غزة، هي تغيير الصور القادمة من غزة. قد يصبح بايدن أكثر صرامة، "لكنني لا أرى ذلك يحدث الآن، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنه لأول مرة منذ أسابيع، قد تكون هناك بعض الانفراجات على الأرض"، حيث تسمح إسرائيل بمزيد من المساعدات الإنسانية، وترسل مفاوضين إلى قطر، بحسب تعبيره.
بالنسبة لمارتن إندك، فإنه إذا أسفر هجوم إسرائيلي على رفح، حيث يحتمي نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني، عن خسائر فادحة، فقد تصبح لهجة بايدن أكثر أهمية وأسرع بكثير "مهما حدث". ويضيف، بحسب "ذي إيكونوميست"، أن "الضغط هو الآن جزء معلن من العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل".