قتلى لمليشيات مدعومة إيرانياً بغارات أميركية على مواقع عسكرية شرقي سورية

13 نوفمبر 2024
أفراد من قوات النظام السوري في دير الزور، 5 نوفمبر 2017 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- القوات الأمريكية نفذت ضربات جوية في ريف دير الزور، سوريا، ضد مليشيات مدعومة من إيران، رداً على هجوم صاروخي، مما أدى إلى مقتل خمسة عناصر وجرح آخرين، بهدف تقويض قدرتهم على شن هجمات مستقبلية.

- محافظة درعا شهدت انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية للنظام، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر، وسط تصاعد التوترات والاحتجاجات ضد النظام واستهداف حواجزه.

- بلدة الأبزمو في ريف حلب تعرضت لهجوم بالطائرات المسيرة الانتحارية من قوات النظام، مما أدى إلى إصابة ثمانية مدنيين، وتزامن مع قصف مدفعي وتحليق طائرات استطلاعية روسية.

قُتل عناصر من المليشيات المدعومة من إيران جراء غارات جوية نفذتها طائرات حربية أميركية على مواقع عسكرية في ريف محافظة دير الزور، شرقي سورية، وذلك رداً على استهداف قاعدة أميركية في ريف محافظة الحسكة الجنوبي، شمال شرقي سورية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيانٍ لها، فجر اليوم الأربعاء، إنّ القوات الأميركية "نفذت ضربات ضد منشأة لتخزين الأسلحة ومقر لوجستي لمليشيا مدعومة من إيران في سورية"، مؤكدةً أن هذه الضربات جاءت رداً على هجوم صاروخي على أفراد أميركيين في قاعدة الشدادي بريف محافظة الحسكة الجنوبي، شمال شرقي سورية. وأوضحت القيادة الأميركية أنه لم يكن هناك أي ضرر للمنشآت الأميركية ولم تسجل أي إصابات للقوات الأميركية أو الشركاء أثناء الهجوم.

وأشارت إلى أن هذه الضربات "ستؤدي إلى تدهور قدرة الجماعات المدعومة من إيران على التخطيط وشن هجمات مستقبلية على القوات الأميركية وقوات التحالف الموجودة في المنطقة لإجراء عمليات دحر تنظيم داعش". وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا، ضمن البيان: "لقد أوضحنا أنه لن يتم التسامح مع الهجمات على أفراد الولايات المتحدة والقوات الشريكة والمنشآت التابعة وأننا نحتفظ بالحق في الدفاع عن أنفسنا. ستلاحق القيادة المركزية الأميركية، جنباً إلى جنب مع شركائنا الإقليميين، أي تهديد للقوات الأميركية والحلفاء والشركاء والأمن في المنطقة بقوة".

وقال الناشط جميل الحسن، العامل لدى شبكة "العكيدات نيوز" (المهتمة بأخبار محافظة دير الزور وريفها)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن خمسة عناصر من المليشيات المدعومة من إيران قُتلوا، فجر اليوم الأربعاء، بالإضافة إلى جرح عناصر آخرين، جراء غارة نفذتها طائرة أميركية عاملة تحت مظلة قوات التحالف الدولي على موقع عسكري في مربع الرشاشات ضمن منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال، شرقي محافظة دير الزور، على الحدود السورية - العراقية.

وبحسب الحسن، فإن طائرة مُسيّرة انتحارية من نوع "FPV" أطلقتها المليشيات الإيرانية المنتشرة في قرية الجفرة، قد حاولت، يوم أمس الثلاثاء، استهداف قاعدة حقل كونيكو للغاز التي تنتشر فيها القوات الأميركية، وقد تمكنت قوات التحالف من إسقاط الطائرة قُبيل وصولها للقاعدة، وردت على مصادر النيران باستهداف مواقع ومقرات عسكرية في قرية الجفرة، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر الناتجة عن القصف.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت، فجر الثلاثاء الفائت، في بيانٍ لها عن تنفيذ القوات الأميركية ضربات جوية ضد تسعة أهداف في موقعين مرتبطين بمجموعات إيرانية في سورية رداً على عدة هجمات على أفراد أميركيين في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وشنت الطائرات الحربية الأميركية، ليل الاثنين الفائت، غارات جوية على موقعين عسكريين للمليشيات المدعومة من إيران (سورية وعراقية) في بادية الميادين وبادية القورية بريف محافظة دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر، وجرح 11 عنصراً آخرين، بالإضافة إلى إلحاق دمار واسع ضمن المواقع والمقرات المستهدفة.

قتلى من قوات النظام بانفجار عبوة ناسفة شمال درعا

إلى ذلك، قُتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية بالقرب من بلدة محجة بريف محافظة درعا الشمالي، جنوبي سورية، فيما أُصيب مدنيون جُلهم أطفال، جراء استهدف قوات النظام السوري بالطائرات المُسيّرة الانتحارية، منازل المدنيين في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.

وقال أيمن أبو محمود الحوراني، الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" (مؤسسة إعلامية تغطي الأحداث في مناطق جنوب سورية)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين استهدفوا اليوم الأربعاء، سيارة عسكرية من نوع "هايلوكس" تتبع لفرع أمن الدولة (أحد أفرع النظام السوري الأمنية) بعبوة ناسفة بعد خروجها من مستودعات الكم الواقعة شرقي جسر بلدة محجة، شمالي محافظة درعا، بالقرب من الأوتوستراد الدولي دمشق – درعا، جنوبي سورية.

وأكد الحوراني، أن الاستهداف أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من مرتبات فرع أمن الدولة عُرف من بينهم، محمود عبدو علّوش، المنحدر من قرية سيغاتا التابعة لمنطقة مصياف في ريف حماة، مُشيراً إلى أن الاستهداف كان للمقدم "حيان" التابع لفرع أمن الدولة والذي يتسلم قطاع بلدة محجة، ولم يُعرف مصير الضابط حيان حتى الآن فيما إذا كان أصيب أو قتل جرّاء التفجير.

وكان شبان محليون قد استهدفوا يوم الخميس الفائت، ستة حواجز عسكرية تابعة لفرع المخابرات الجوية، بالإضافة إلى مركز أمني يتبع لفرع أمن الدولة، في محافظة درعا، على خلفية اعتقال الجوية الشاب محمد الدراوشة، والذي أُفرج عنه يوم الأحد الفائت، وذلك بعد موجة من الاحتجاجات وقطع الطرقات واستهداف الحواجز العسكرية. وكان عنصر من قوات النظام السوري قد قُتل في الـ14 من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت 2024، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية من نوع "هايلوكس" تتبع لـ "اللواء 12" بالقرب من بلدة بصر الحرير في ريف محافظة درعا الشرقي، جنوبي البلاد. 

من جهة أخرى، قال الناشط مصطفى الأحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن أربعة أطفال أُصيبوا بجروح متفاوتة اليوم الأربعاء، إثر استهداف قوات النظام السوري بتسع طائرات مُسيّرة انتحارية من نوع "FPV" منازل المدنيين في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، تزامن معها قصف مدفعي استهدف محيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، وبلدة سان بريف إدلب الشرقي، في ظل تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة.

إصابة 8 مدنيين شمالي سورية

في السياق ذاته، أصيب عدد من المدنيين، اليوم الأربعاء، جراء استهداف قوات النظام السوري بالطائرات المسيرة منطقة في ريف حلب، شمالي سورية. وقال الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام استهدفت بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي بعدد من الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى إصابة ثمانية مدنيين بينهم أربعة أطفال. وأضاف المصطفى أن قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدفعية أيضاً بلدات وقرى كباشين وتديل وكفر تعال ومزارع القصر شرق الأتارب في ريف حلب، دون أنباء عن وقوع إصابات.

وقال أحمد حجازي، وهو أحد سكان بلدة الأبزمو غرب حلب، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام استهدفت بلدة الأبزمو بتسع طائرات انتحارية تزامناً مع انصراف التلاميذ من المدارس، ما أدى إلى إصابة 8 مدنيين، بينهم أربعة أطفال، وحالة طفلين منهم حرجة. كما أدى القصف إلى شل الحركة في البلدة، وسط حالة من الخوف بين المدنيين وخاصة الأطفال في طريق عودتهم إلى منازلهم. 

ونشر "المرصد 80" الذي يتابع التطورات العسكرية في الشمال السوري، مقطعًا مصورًا يظهر حالة هلع بين المدنيين خلال تحليق المسيّرات في سماء القرية. وأكد "الدفاع المدني السوري" إصابة أربعة أطفال ورجلين من المدنيين، باستهداف قوات النظام بالمسيّرات الانتحارية بلدة الأبزمو، إضافة لأضرار في سيارتين للمدنيين ومحال ضمن السوق المحلي، حيث انفجرت إحدى المسيّرات الانتحارية.

من جانبها، أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين" التابعة المشكلة من فصائل عسكرية معارضة للنظام السوري، إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للنظام في قرية فليفل جنوب إدلب، كانت تنوي استهداف الأهالي في القرية. وقتل منذ مطلع العام الحالي 66 مدنياً بينهم 18 طفلًا وثماني نساء، وأصيب 272 آخرون بينهم 110 أطفال و34 امرأة، في شمال غرب سورية جراء قصف قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لهما، وفق تقرير قبل أيام للدفاع المدني السوري.

من جهة أخرى، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة تتبع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ظهر اليوم الأربعاء، قرب مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى احتراقها بالكامل. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن عنصراً من "قوات تحرير عفرين" قتل وأصيب ثلاثة كانوا يستقلون السيارة، في حصيلة أولية، نتيجة استهداف السيارة.

كما قتل عنصر من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري، إثر قنصه من قبل عناصر "قسد" أثناء وجوده قرب خطوط التماس في بلدة بقرص في مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية في ريف دير الزور، وفق المرصد.

المساهمون