قائد القيادة المركزية الأميركية لـ"العربي الجديد": نراقب تحركات إيران عن كثب في سورية

08 يونيو 2021
ماكنزي: لروسيا دور في إثارة المشاكل (شاول لويب/ الأناضول)
+ الخط -

قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي إن واشنطن تراقب "عن كثب" تحركات المليشيات الإيرانية القريبة من أماكن وجود قوات التحالف الدولي في سورية، معتبراً أنه "من الواضح" أن الصين وروسيا تسعيان إلى "نفوذ أكبر وعلاقات أقوى مع دول المنطقة، حيث تحاول كلتا الدولتين استغلال أي تراجع محسوس في انخراط الولايات المتحدة لإقامة علاقات انتهازية وتعزيزها".
ولفت ماكنزي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف أمس الإثنين، إلى أن القوات الأميركية والتحالف الدولي يراقبان تحركات المليشيات الإيرانية "طيلة الوقت مع احتمال مهاجمتنا أو مهاجمة أصدقائنا العراقيين".
 وأوضح دون الخوض في مزيد من التفاصيل أنه "نتتبع كل هذه الأشياء عن كثب ونحن دائماً قلقون بشأن التحركات من هذا النوع، لكنني سأتوقّف هنا".
وخلال إحاطته، أشار ماكنزي إلى أن من أولويات واشنطن في سورية والمنطقة "ردع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، والتي تظل أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط".
وقال: "أعتقد أن موقفنا في المنطقة كان له تأثير رادع على إيران وجعل من الصعب عليهم أن ينكروا دورهم في الأنشطة الخبيثة التي يقومون بها".

 

وأضاف "لقد أنجزنا ذلك من خلال وضعنا العسكري القوي الذي يشمل السفن والقوة الجوية وقدرات الدفاع الصاروخي الباليستي، وثمّة إضافة إلى ذلك طبعاً أشياء كثيرة نقوم بها بالتنسيق مع أصدقائنا في المنطقة، من شأنها أن تسهم في تحقيق هذه الغاية أيضاً".
وتطرق ماكنزي إلى الدور الروسي أيضاً، إذ عدّ أن له "يداً في إثارة المشاكل"، وتابع: "انخراطها في المنطقة يقوم غالباً على الانتهازية ويقوم إلى حد كبير على أساس المنفعة. وتسعى روسيا إلى إيجاد طرق لوضع نفسها كبديل للغرب من خلال عرض التوسط في النزاعات الإقليمية وبيع الأسلحة وتقديم الخبرة العسكرية والمشاركة في المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف لتعزيز مصالحها".

 

ولم يُخف ماكنزي أن مهمة واشنطن أمام الواقع الحالي صعبة، إذ أكد أنه "على الرغم من العديد من الصعوبات، لا تزال الولايات المتحدة في وضع جيد مع العديد من شركائها وحلفائها في المنطقة".
 واستطرد قائلاً إن "كل دولة في المنطقة تقريباً لا تزال تعتبر الولايات المتحدة الشريك المفضل لها. هذا صحيح حتى بين دول آسيا الوسطى، حيث تتمتع روسيا والصين بميزة القرب من أجل دعم جهودهما لتوسيع نفوذهما".
وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين، ربط الجنرال الأميركي وجود الولايات المتحدة في سورية بعامل آخر، وهو تنظيم "داعش" ونشاط خلاياه على الرغم من هزيمته، وقال: "وجودنا في سورية مرتبط بشكل مباشر بالقضاء على داعش، وهذا مهمّ لأن التنظيم لا يزال لديه تطلعات لمهاجمة الولايات المتحدة، وطننا، وأوطان حلفائنا. وما وجدناه هو أن الضغط المباشر عليهم جعل من الصعب عليهم التخطيط لمثل ذلك".
وأشاد بدور "قوات سورية الديمقراطية" في مساعدة قوات التحالف على مواجهة "داعش"، موضحاً: "نقوم نحن بتمكينهم ودعمهم. نحن لسنا هناك في الواقع لنقوم بالقتال. بدلاً من ذلك، شركاؤنا في قوات سورية الديمقراطية هم الأشخاص الموجودون على الأرض بالفعل وهم من يقومون بالقتال".

 

وحول مهمة بلاده في العراق، عدّ ماكنزي أن "القوات الأميركية موجودة في العراق بناء على دعوة من حكومة العراق، ويبقى هدفنا الأساسي التركيز على استكمال تدمير داعش بشكل نهائي".
 ورأى الجنرال الأميركي أن بلاده تحقق "تقدماً"، مبيناً أن "قوات الأمن العراقية تتحسّن. وفي الحقيقة، نحن لا نجري عمليات قتالية في العراق الآن. يقوم العراقيون بتنفيذ تلك العمليات القتالية وقواتنا موجودة إلى حد كبير في دور التدريب والمشورة، وهي بالضبط الطريقة التي نريد أن تتطور حملة مكافحة داعش إليها".
وتابع: "نحن نشهد ضغوطاً من الجماعات المسلحة التابعة لإيران التي تريد إخراجنا من العراق، وآخر مظاهر ذلك هو استخدام أنظمة جوية صغيرة بدون طيار، أو طائرات بدون طيار. بعضها صغير جداً، وبعضها أكبر قليلاً – وكلها يمكن أن تكون مميتة للغاية. وهم يلجؤون إلى هذا الأسلوب لأنهم لم يتمكنوا من إجبار حكومة العراق على أن تطلب منا الرحيل".
 ووصف ماكينزي أن هذا التوجه "مقلق للغاية بالنسبة لي. ولكن كما هو الحال دائماً، لدينا مجموعة متنوعة من الإجراءات التي يمكننا بواسطتها الدفاع عن أنفسنا، ومع ذلك – كما هو الحال في أفغانستان – فإن المسؤولية الأساسية للدفاع عنا – للدفاع عن قواتنا وشركائنا في الناتو وكل من يوجد هناك – إنما تقع بشكل أساسي على عاتق حكومة العراق. وقد فعلوا عدداً من الأشياء التي كانت مفيدة جداً لتقليل التهديد". لكن الجنرال الأميركي عقّب بأن "هذا التهديد مثير للقلق وسنتخذ أي إجراءات ضرورية للدفاع عن أنفسنا".
وفي ما يخص انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، أكد أن بلاده تواصل "تنفيذ انسحاب آمن وحذر للقوات الأميركية بتوجيه من رئيسنا (جو بايدن)، وبالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا في الناتو".

 

وأشار إلى أنه "قد أكملنا حتى الآن نصف العملية التراجعية بأكملها، وسنلتزم بالموعد النهائي المحدّد للانسحاب الكامل من أفغانستان في أيلول/ سبتمبر المقبل. ولا نزال نحتفظ بسفارتنا هناك ولسوف سنستمرّ في دعم قوات الأمن الأفغانية وسنواصل القيام بعمليات مكافحة الإرهاب".