حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع "بي بي سي"، بُثَّت مساء أمس الجمعة، إسرائيل على وقف القصف الذي يقتل مدنيين في غزة.
وقال ماكرون: "نحن نشاطر (إسرائيل) وجعها، ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب"، لكن "في الواقع، اليوم ثمة مدنيون يُقصفون. هؤلاء الأطفال، هؤلاء النساء، هؤلاء الكبار في السن، يتعرضون للقصف والقتل، ولا يوجد أي مبرّر ولا أي شرعية لذلك. لذا نحضّ إسرائيل على التوقف".
واستشهد أكثر من 11078 شخصاً، بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال الرئيس الفرنسي: "رد الفعل هذا في مكافحة الإرهاب، لأنه صادر عن ديمقراطية، يجب أن يكون وفقاً للقواعد الدولية للحرب، والقانون الإنساني الدولي".
ورداً على سؤال عن انتهاك إسرائيل المحتمل للقانون الدولي، أكد ماكرون أنه "ليس قاضياً"، مبدياً قلقه من أن يؤدي "القصف الكثيف" لغزة إلى "استياء" في المنطقة.
وأتت هذه التصريحات غداة "مؤتمر إنساني" نُظم الخميس في باريس، بمبادرة من الرئيس الفرنسي، دعا خلاله إلى "العمل على وقف إطلاق النار".
وشدد الجمعة على أنه "لا يوجد حل آخر سوى هدنة إنسانية أولاً"، للتحرك نحو "وقف لإطلاق النار، يتيح حماية جميع المدنيين الذين لا علاقة لهم بالإرهابيين". وقال: "يستحيل شرح أننا نريد مكافحة الإرهاب من خلال قتل أبرياء".
وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصريحات ماكرون، مشدداً على أن "مسؤولية أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على عاتق حماس"، التي بدأت الحرب وتستخدم المدنيين "دروعاً بشرية"، على حدّ زعمه.
واتخذ ماكرون والحكومة الفرنسية مواقف اعتبرت منحازة بالكامل لإسرائيل، منذ بداية جولة الحرب الجديدة في غزة، وتتسم بالتخبط والتناقضات، إلى جانب محاولة ترهيب أي أصوات مناصرة للقضية الفلسطينية، ومنع التظاهرات المنددة بالعدوان على غزة.
واقترح ماكرون خلال زيارة لإسرائيل، الشهر الماضي، توسيع "التحالف الدولي ضد داعش" ليشمل قتال حركة حماس، ما فجّر موجة انتقادات له وسط اتهامات لباريس، ليس فقط بالتماهي مع الاحتلال وتغطية مجازره بحق أهالي قطاع غزة، بل بالمزايدة الكارثية.
(فرانس برس، العربي الجديد)