ماكرون يبقي على تشكيلة حكومته في انتظار نتائج المشاورات

08 يوليو 2024
ماكرون قبل التصويت في انتخابات البرلمان، 7 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقالة رئيس الوزراء غابريال أتال بعد الانتخابات التشريعية، وطلب منه البقاء للحفاظ على استقرار البلاد قبل دورة الألعاب الأولمبية.
- حذر وزير الاقتصاد برونو لومير من أزمة مالية محتملة، بينما بدأ اليسار مناورات لتقديم مرشح لرئاسة الحكومة وسط خلافات داخلية.
- حقق التجمع الوطني تقدماً في البرلمان، وأعلنت مارين لوبان أن "نصرنا مؤجل"، بينما رحب قادة بولندا وإسبانيا بهزيمة اليمين المتطرف.

رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين استقالة رئيس الوزراء غابريال أتال، طالباً منه البقاء وتصريف الأعمال، غداة الانتخابات التشريعية التي شهدت فوز تحالف اليسار من دون إحراز الغالبية المطلقة.

وطلب ماكرون من أتال البقاء في منصبه "حفاظاً على استقرار البلاد"، بحسب الإليزيه، قبل ثلاثة أسابيع من استضافة باريس دورة الألعاب الأولمبية. وبعد المفاجأة التي أحدثتها نتائج الانتخابات التشريعية وحجّمت اليمين المتطرف، بدأت الأطراف السياسية مداولات لتشكيل غالبية وتعيين رئيس للوزراء. لكن ثمة معضلة، إذ لم تتمكن أي من الكتل من الحصول على الأغلبية المطلقة وهي 289 مقعداً بمفردها. إذ يقدر أن تحصل الجبهة الشعبية الجديدة (اليسار) على ما بين 190 و195 مقعداً، والمعسكر الرئاسي على أقل من 160 مقعداً وحزب الجبهة الوطنية وحلفاؤه (اليمين المتطرف) على 143 مقعداً.

وحذر وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير، الاثنين، من خطر الانجرار نحو "أزمة مالية" و"تراجع اقتصادي"، لكن ردّة فعل بورصة باريس كانت غير محسوسة. فانخفض مؤشر سوق الأوراق المالية الفرنسي كاك-40 عند الافتتاح بنسبة 0.49%، قبل أن يرتفع بعد ساعات قليلة.

وباشر اليسار، من جانبه، مناورات واسعة. وقال رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور "يتعين علينا خلال أسبوع تقديم مرشح" لرئاسة الحكومة، من خلال التوافق أو التصويت. واعتبرت زعيمة الخضر، مارين تونديلييه، العضو في الجبهة الشعبية الجديدة، أن الرئيس "يجب أن يدعو اليوم" الجبهة لترشيح اسم.

وهناك خلافات بين أعضاء التحالف اليساري الذي أُسِّس على عجل غداة قيام ماكرون بحل الجمعية الوطنية، بين اليسار الراديكالي في فرنسا الأبية والاشتراكيين والشيوعيين والخضر حول نقاط عدة.

ميلانشون الاستفزازي

منذ أسابيع، يثير اليسار الراديكالي توترات كثيرة، خصوصاً زعيمه جان لوك ميلانشون الاستفزازي الذي يتمتع بكاريزما لافتة، لكن البعض ينفر منه، حتى في صفوف معسكره. ودعت النائبة عن فرنسا الأبية الأحد كليمانتين أوتان نواب الجبهة الشعبية الجديدة إلى عقد "جلسة عامة" لاقتراح مرشح لرئاسة الوزراء على ألا يكون الرئيس السابق فرنسوا هولاند الذي انتخب نائباً ولا جان لوك ميلانشون.

لكن ماتيلد بانو، المسؤولة في فرنسا الأبية، اعتبرت أن ميلانشون البالغ 72 عاماً، "ليس مستبعداً كلياً"، مشيرة إلى أنه "الشخص الذي علّم اليسار الفوز من جديد... بحصوله على 22% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية" التي جرت في 2022.

في الوقت نفسه، يشتدّ النقاش كذلك داخل معسكر الرئيس. وقال فرنسوا بايرو، زعيم الوسط المتحالف مع ماكرون، إن الاقتراع "لم يحسم أمر توزيع القوى" و"المشهد ليس واضحاً بعد". وأكد نائب من معسكر ماكرون في باريس على أن "التوصل إلى تحالف لديه أغلبية نسبية"، بدون حزب الجبهة الوطنية أو فرنسا الأبية "سيستغرق أسابيع".

موسكو لا تبني "أوهاماً"

أما التجمع الوطني، فقد حقق تقدماً في البرلمان رغم أنه لم يحقق نصراً كاملاً. وأعلنت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي قائلة "نصرنا مؤجل فحسب"، واضعة نصب عينيها الانتخابات الرئاسية في العام 2027. لكن عليها في الوقت الراهن إدراك أن غالبية الفرنسيين لا تزال ترفض أن يتولى اليمين المتطرف الحكم.

واعلن زعيم الحزب جوردان بارديلا الذي كان مرشحاً لتولي رئاسة الحكومة في حال فوزه أنه "يتحمل جزءاً من المسؤولية" في نتائج الجولة الثانية المخيبة للآمال. وقال النائب الأوروبي "نحن نرتكب أخطاء دائماً، وقد ارتكبتُ بعضها".

أما في الخارج، حيث حظيت الانتخابات الفرنسية بمتابعة مكثفة لأسابيع، رحّب رئيسا الوزراء البولندي والإسباني بهزيمة اليمين المتطرف. وعبّرت الحكومة الألمانية عن "الارتياح". أما الكرملين، المعروفُ بقربه من حزب الجبهة الوطنية، فقد أشار إلى أنه لا يبني "آمالاً" ولا "أوهاماً" بتحسن علاقاته مع باريس.

ومن المقرر أن يحضر ماكرون قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن الأربعاء. وهي أول رحلة له إلى الخارج بعد الانتخابات، في حين تثير العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة مخاوف جدية.

(فرانس برس)

المساهمون