حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، من أن أمد النزاع الدائر في أوكرانيا "سيطول"، وأنه سيتعين على الفرنسيين أن يستعدوا للاستغناء عن الغاز الروسي الذي تستخدمه موسكو "سلاح حرب"، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.
وقال ماكرون، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "تي إف-1" الفرنسية، عقب حضوره العرض العسكري التقليدي في جادة الشانزليزيه: "علينا جميعا أن نستعد لحرب طويلة الأمد. سيكون الشتاء ومطلع الخريف من دون شك قاسيين جدا".
وفي حين تلقي الحرب في أوكرانيا بثقلها على النمو، وتتسبب تداعياتها بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، قال ماكرون: "يجب أن نستعد للاستغناء عن الغاز الروسي"، معلنا أن الدولة بصدد إعداد خطة لترشيد استهلاك الطاقة.
وكان ماكرون قد حضر صباحا العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، في سياق من التوتر بين الغرب وروسيا مع عودة الحرب إلى القارة الأوروبية من خلال النزاع العسكري الدائر بين موسكو وكييف.
في المجموع، شارك 6300 شخص هذا العام، بينهم خمسة آلاف مشيًا. وشاركت في العرض أيضا 64 طائرة وطائرة مسيرة و25 مروحية ومئتا حصان و181 مركبة آلية.
والعرض، الذي افتتح بتحليق لطائرات فريق "باتروي دو فرانس"، التي رسمت في الأجواء العلم الفرنسي، اختتم بالموسيقى مع أغنية تم تأليفها خصيصا للمناسبة بعنوان "فرنسا" أدتها كانديس باريز.
دعوة تسعة بلدان
وبدأ العرض مع مشاة يرفعون أعلام تسع دول أجنبية مدعوة، معظمها من البلدان المجاورة لروسيا أو أوكرانيا، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا.
بعد ذلك، مرّت القوات الفرنسية التي تم نشرها مؤخرا على الجانب الشرقي من أوروبا.
ومنذ بداية الحرب، عزّزت فرنسا حضورها العسكري في شرق أوروبا. وقد أرسلت 500 جندي فرنسي بشكل عاجل إلى رومانيا في نهاية فبراير/ شباط، في إطار حلف شمال الأطلسي ومستعدة لزيادة عديدها "إذا لزم الأمر".
وتشارك فرنسا أيضًا في مهام برية وجوية في إستونيا ترمي إلى طمأنة البلاد، وتساعد مقاتلاتها "رافال" في حماية الأجواء البولندية.
وبسبب الحرب في أوكرانيا والتضخم أيضا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون عن "إعادة تقييم" لقانون البرمجة العسكرية (2024-2020) من أجل "تكييف الوسائل مع التهديدات".
وبدأ الرئيس الفرنسي في 2017 زيادة اعتمادات الدفاع بشكل كبير بعد سنوات من التراجع. وسترتفع ميزانية القوات المسلحة في العام 2023 إلى 44 مليار يورو.
لكن النزاع العنيف الدائر في أوكرانيا كشف أوجه القصور في نظام الدفاع الفرنسي، لا سيما من حيث الذخيرة.
والأربعاء، قال ماكرون إنه يتعيّن "إعادة بناء بعض المخزونات بشكل أسرع وأكثر قوة، وأن نتمكن من إنتاج مزيد من المعدات المتكيفة مع هذه الحرب العنيفة الدائرة على أرضنا".
وعلى الرغم من تدهور أوضاع المالية العامة من جراء تداعيات الجائحة، تأمل الرئاسة الفرنسية جمع المعارضة حول الملف الدفاعي الذي يحظى نسبيا بإجماع بين مختلف الأطراف السياسيين.
وللأمر تأثير أيضا على ثقل فرنسا في أوروبا وعلى الساحة الدولية، في توقيت تعمد دول عدة في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تسليح قواتها بدءاً من ألمانيا التي رصدت استثمارا بمئة مليار يورو لجيشها.
وشكل عرض 2022 فرصة لتقديم المعدات الجديدة للجيوش الفرنسية مثل الآلية المدرعة للاستطلاع "جاغوار" وجيل جديد من مركبة "غريفون" المدرعة التي تحل تدريجيا محل المركبة المدرعة الأمامية في القوات البرية.
العرض الجوي الذي شاركت فيه طائرات أوروبية عدة، بينها "رافال"، شاركت فيه للمرة الأولى الطائرة المسيرة من نوع "ريبر" التي تستخدم في منطقة الساحل لتعقب الجهاديين.
(فرانس برس)