مئات الفلسطينيين يشيعون جثماني الشهيدة إيمان عودة بحوارة والشهيد عبد الكريم الشيخ بقلقيلية

04 مايو 2023
الشابة عودة هي الشهيدة الرابعة الخميس بعد اغتيال قوات الاحتلال 3 شبان من نابلس (فرانس برس)
+ الخط -

شيّع مئات الفلسطينيين بعد عصر الخميس، جثمان الشهيدة إيمان زياد عودة (26 عاماً)، في مسقط رأسها ببلدة حوارة جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، فيما شيع آخرون جثمان الشهيد الشاب عبد الكريم بديع الشيخ (21 عاماً) في قرية سنيريا جنوب قلقيلية شمالي الضفة، وسط مشاركة شعبية ورسمية.

وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيدة عودة من أمام مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، إلى مسقط رأس الشهيدة في بلدة حوارة بواسطة مركبة إسعاف، ثم نُقل جثمانها إلى منزل عائلتها التي ألقت نظرة الوداع عليها، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد"، الصحافي عبد الرحمن ضميدة من حوارة.

بعد ذلك، حُملت الشهيدة على الأكتاف ملفوفة بعلم فلسطين، ونقلت إلى مسجد علي بن أبي طالب في البلدة، وجاب بها المشيعون شوارع البلدة الفرعية، ومن ثم نقلت إلى مقبرة البلدة، حيث ووري جثمانها الثرى، بحسب الصحافي الفلسطيني.

وأشار ضميدة إلى أن قوات الاحتلال منعت مرور جثمان الشهيدة من الشارع الرئيسي للبلدة، ما اضطر الأهالي لتشييعها بالشوارع الفرعية، وصولاً إلى مقبرة البلدة، ورفع علم فلسطين خلال التشييع، وردد المشيعون هتافات وطنية وأخرى تندد بجرائم الاحتلال وتمجد الشهيدة.

وبعد التشييع اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أوقع عديد الإصابات.

وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل في تصريح صحافي، بأن حصيلة مواجهات بلدة حوارة كانت 4 إصابات بجروح بالرصاص المطاطي، و15 حالة اختناق بالغاز السام المسيل للدموع.

وأشار جبريل إلى أنه جرى نقل طفل إلى مركز طوارئ ابن سينا في حوارة نتيجة الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وتم إخلاء منزل بسبب الغاز في حوارة.

وأعدمت قوات الاحتلال الشهيدة عودة قبل ظهر اليوم، بعدما أطلقت عليها الرصاص وأصابتها بمنطقة الصدر وسط بلدة حوارة، ثم نقلت للمستشفى وأعلن عن استشهادها، بزعم تنفيذها عملية طعن، علمًا بأن الشهيدة متزوجة، وأم لثلاثة أطفال.

والشابة عودة هي الشهيدة الرابعة اليوم، بعد اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة شبان في البلدة القديمة من مدينة نابلس، كانت تطاردهم منذ نحو شهر بزعم تنفيذهم عملية إطلاق النار في الأغوار الفلسطينية التي أدت لمقتل ثلاث مستوطنات.

الشابة عودة هي الشهيدة الرابعة اليوم، بعد اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة شبان في البلدة القديمة من مدينة نابلس

تشييع جثمان الشهيد عبد الكريم الشيخ

في السياق ذاته، شيع مئات الفلسطينيين، مساء اليوم الخميس، جثمان الشهيد الشاب عبد الكريم بديع الشيخ (21 عاماً)، بمسقط رأسه في قرية سنيريا جنوب قلقيلية بمشاركة شعبية ورسمية، وذلك بعد نحو شهرين من استشهاده واحتجاز جثمانه.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن موكب تشييع الشهيد انطلق من أمام منزل عائلة الشهيد، التي ألقت نظرة الوداع على جثمانه عقب وصوله من مستشفى درويش نزال الحكومي بمدينة قلقيلية بواسطة مركبة إسعاف.

وحمل المشيعون جثمان الشهيد ملفوفاً بعلم فلسطين على أكتافهم، وجرى نقله إلى مسجد عمر بن الخطاب بقرية سنيريا، حيث أديت صلاة الجنازة عليه، عقب صلاة المغرب، ثم أكمل المشيعون مسيرتهم وحملوا جثمان الشهيد على الأكتاف، وجابوا به شوارع القرية، وصولاً إلى مقبرة سنيريا، حيث ووري جثمانه الثرى.

وتخلل التشييع رفع أعلام فلسطين ورايات حركة فتح، وردد المشاركون هتافات وطنية، وأخرى تمجد الشهيد، وتندد بجرائم الاحتلال.

وتسلمت عائلة الشهيد صباح اليوم، على الحاجز العسكري المقام على أراضي بلدة عزون عتمة بمحافظة قلقيلية، جثمان الشهيد عبد الكريم، عبر الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، ونقل جثمانه إلى مستشفى الشهيد درويش نزال الحكومي بمدينة قلقيلية، وبعدها نقل إلى مسقط رأسه بواسطة مركبة إسعاف، إلى أن تم تشييع جثمانه مساء اليوم.

واستشهد الشاب عبد الكريم الشيخ برصاص مستوطن في العاشر من شهر مارس/ آذار الماضي، قرب مستوطنة "معاليه شمرون" المقامة على أراضي الفلسطينيين شرقي مدينة قلقيلية، واحتجزت قوات الاحتلال جثمانه في ثلاجاتها، حتى تم تسليمه صباح اليوم الخميس.

من جانب آخر، سلمت قوات الاحتلال، جثمان الشهيد عبد الكريم بديع الشيخ (21 عاماً)، من قرية سنيريا جنوب قلقيلية شمالي الضفة بعد نحو شهرين على استشهاده واحتجاز جثمانه.

ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري حتى الآن، إلى 111 شهيداً، منهم 20 شهيدًا تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

وبحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين لدى الاحتلال الإسرائيلي، فإنه منذ العام 2015 حتى الآن، تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثامين 136 شهيداً، منهم 13 أسيراً شهيداً.

على صعيد منفصل، تصدى أهالي بلدة دير دبوان شرق رام الله وسط الضفة الغربية، مساء اليوم الخميس، لمستوطن استولى على قطعة أرض في منطقة "الشيخ عمار"، ونجحوا في طرده من المكان، بعدما أزال جيش الاحتلال "بركساً" نصبه ذلك المستوطن قبل نحو أسبوعين.

حملة اعتقالات في الضفة واقتحام للأقصى

في شأن آخر، اعتقلت قوات الاحتلال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، 15 فلسطينيًا من مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

في شأن آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوسا تلمودية، وسط إجراءات مشددة على دخول الفلسطينيين.

في الأثناء، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، سيفجر الأوضاع في المنطقة، وسيدفعها إلى مرحلة تصعب السيطرة عليها، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه السياسة التصعيدية التي تدفع بالأمور نحو العنف وتوتير الأجواء.

وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري والضغط لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وأن لا تكتفي بسياسة الاستنكار، لأن الأوضاع على الأرض أصبحت صعبة للغاية ولا يمكن لأحد توقع تداعياتها.