أعلن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطيني، اليوم السبت، رفضه لقاء المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى رام الله، اليوم السبت، للقاء المستوى الرسمي الفلسطيني، بسبب ما أكد أنه انحياز من خان لإسرائيل، وكونه خان الضحايا الفلسطينيين.
وقال مدير عام مؤسسة الحق الفلسطينية، شعوان جبارين، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر عقده مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطيني بمدينة رام الله صباح اليوم: "إن رفض لقاء المؤسسات كممثلين للضحايا، لقاء كريم خان، جاء كونه التقى بالضحايا الإسرائيليين، وقبل بشروط إسرائيل بعدم لقاء الضحايا الفلسطينيين، وهو انحياز لإسرائيل، وخيانة للضحايا الفلسطينيين".
وأشار شعوان جبارين إلى أن خان سيلتقي اليوم، بالجانب الرسمي الفلسطيني في رام الله، وسيلتقي بممثلين عن الضحايا الفلسطينيين، ولكن واجبه أن يلتقي بالضحايا بأماكنهم، ليرى ما وقع عليهم، وما يعانونه، لا أن يأتوه إلى رام الله.
وخلال المؤتمر، قال جبارين: "ليس لدينا مشكلة بلقائه بأي ضحايا، لكن على مدار عام ونحن نحاول لقاءه دون جدوى ويتذرع بحجج عديدة، وحينما يتعلق الأمر الآن بإسرائيل، التقاهم، علاوة على أن فلسطين في آخر سلم أولوياته، وهنالك تجاهل كبير رغم وجود معطيات لديه حول وجود جرائم بحق الفلسطينيين، ولديه ما يكفي من معلومات زودناه بها".
وأشار إلى أن الضحايا الفلسطينيين لم يلقوا الاهتمام الكافي من كريم خان.
وحول زيارة كريم خان إلى رام الله، قال جبارين: "إن الإسرائيليين وضعوا له شروطاً بعدم لقاء الضحايا الفلسطينيين، وسمحوا له بلقاء الجانب الرسمي الفلسطيني، ثم عدل اللقاء ليشمل أهالي الضحايا لكي يلقاهم برام الله بدلاً من أن يزورهم هو".
وتابع جبارين "فلسطين ترحّب بأي زائر لها، لكن على قاعدتها وليس وفق شروط الاحتلال، وأن تكون الزيارة وفق ترتيب المضيف وليس الضيف، وفلسطين دولة عضو في الجنائية الدولية، وما يجري خيانة لميثاق المحكمة الجنائية الدولية، ويؤثر على مستقبل المحكمة ونزاهتها، لذا فهو غير مرحب به في فلسطين، وهو يكرس ازدواجية المعايير، والانتقائية وعدم المهنية بعمل المحكمة وما يجري جزء من تسييسها".
جبارين: فلسطين ترحب بأي زائر لها لكن على قاعدتها وليس وفق شروط الاحتلال
وشدد جبارين على أنه كان من المفترض أن يكون على برنامج زيارته لفلسطين أن يرى واقع الجريمة والضحايا، وأن يشاهد الاستيطان كجريمة، وليس كأفراد، وليس كما تردده الولايات المتحدة الأميركية حول عنف المستوطنين.
ووفق جبارين، فإن مجلس منظمات حقوق الإنسان، يتهم كريم خان بعدم احترام ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى أنه جرت دعوته إلى اجتماع للقاء مع المسؤولين الرسميين بالسلطة الفلسطينية مع خان، لكن جرى رفض الدعوة للقاء على هذا النحو، كونه يقوم بالخروج عن ميثاق وتقاليد المحكمة، مشيراً إلى أن المؤسسات لم تطلب من أهالي الضحايا الفلسطينيين عدم لقاء خان.
وفيما يتعلق بما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال جبارين: "ما جرى يقع في اختصاص المحكمة، وليس لدينا مشكلة بالتحقيق، لكن الاحتلال يكذب، ولا توجد جرائم كما يدعي الاحتلال".
من جهته، قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمار الدويك، في كلمة له، خلال المؤتمر: "إننا نعبر عن استيائنا من طريقة زيارة خان إلى رام الله، وكيف أديرت، كما أنه لم يتحرك إلا بعد 21 يوماً من الحرب على غزة، واستهل تصريحاته عن الضحايا الإسرائيليين، وما يجري يثير الشكوك حول نزاهة هذا الشخص، لذا كان قرار المؤسسات بعدم لقائه".
بدوره، قال مفوض عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عصام العاروري في كلمته: "إنه كان من المفترض أن يزور كريم خان الضحايا بمواقعهم للاطلاع على حجم معاناتهم، فالمسألة ليست ضحايا فرديين، وإن لم يسمح له بزيارة الضحايا في غزة، لدينا ضحايا بالضفة الغربية، وعليه أن يتوجه إلى المواقع الأشد خطورة".
وأضاف العاروري: "نحن لا ندعو السلطة الفلسطينية إلى مقاطعة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لكن كان يجب وضع برنامج لزيارته، وأن يجري الترحيب به وفق قواعد المضيف، وليس قواعد الضيف".