ليندركينغ وغريفيث يقودان محاولة جديدة لإنهاء النزاع اليمني

26 مايو 2021
أشاد المبعوث الأميركي بموقف الحكومة اليمنية الداعم للحلول السياسية (تويتر)
+ الخط -

استأنفت الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة مساعيهما لإنهاء النزاع اليمني ووقف الحرب المتصاعدة منذ ست سنوات، وذلك في مستهل جولة جديدة بدأها المبعوثان تيموثي ليندركينغ ومارتن غريفيث من العاصمة السعودية الرياض للقاء مسؤولين يمنيين وسعوديين قبل الانتقال إلى مسقط للقاء الوسطاء العمانيين والوفد الحوثي المفاوض في عملية السلام.

وعقد المبعوثان، الأميركي والأممي، مساء الثلاثاء، سلسلة لقاءات مع نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف.

ووفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية، فقد اتهم نائب الرئيس اليمني خلال لقائه المبعوث الأممي، جماعة الحوثيين بعدم الاكتراث لما يعانيه اليمنيون من مآسٍ يومية جراء الانقلاب على الشرعية ومؤسسات الدولة، في مقابل تعاطي الرئاسة اليمنية مع جميع المبادرات الأممية إيجابياً.

وأشار المسؤول اليمني إلى أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار، تشنّ مليشيا الحوثي أعنف هجماتها على محافظة مأرب التي يقطنها ثلاثة ملايين نازح.

وأعلن نائب الرئيس اليمني دعم الحكومة الشرعية للمبادرة السعودية، وكل الجهود الأممية المبذولة للتوصل إلى حل سياسي وسلمي شامل.

وفي لقاء آخر، ناقش رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، مع المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ "الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن، وما تقابله من رفض وتعنّت مليشيا الحوثي ووجهات النظر المتبادلة في مستجدات الأوضاع في مختلف الجوانب"، وفقاً للوكالة الرسمية.

وجدد عبد الملك حرص الحكومة الشرعية على "التعاطي الإيجابي مع جهود السلام المستدام الذي يتطلع إليه جميع اليمنيين تحت سقف المرجعيات الثلاث".

وحسب الوكالة، فقد أشاد المبعوث الأميركي، بموقف الحكومة اليمنية الداعم للحلول السياسية وضرورة أن ينتهج الحوثيون النهج ذاته، بما يؤدي إلى وقف الحرب وتحقيق تطلعات اليمنيين في السلام.

في السياق ذاته، كشف السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، أنه التقى المبعوثين، الأميركي والأممي إلى اليمن، لافتاً في تغريدة على "تويتر" إلى أنه جرى خلال اللقاء "تأكيد أهمية وقف إطلاق النار في اليمن، وأن الحوثيين لم يستجيبوا لذلك، ويواصلون القتال في تعمّد لزيادة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، خاصة في مأرب التي يقطنها ونزح إليها أكثر من مليوني نسمة من شمال اليمن".

ولا يُعرَف على وجه الدقة موعد انتقال المبعوثين من الرياض إلى مسقط، وما إذا كانا سيلتقيان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم الأربعاء أو لا.

وهذه هي المحاولة الأولى لواشنطن والأمم المتحدة منذ تعثّر المحادثات التي جرت في مسقط مطلع مايو/ أيار الجاري، حيث فشلت الجهود حينها في إقناع الحوثيين بالحل السلمي ووقف الهجوم العسكري على مدينة مأرب النفطية.

وكانت مصادر مقربة من أروقة المشاورات قد أكدت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن جماعة الحوثيين اعتمدت في محادثات مسقط على "سياسة المراوغة المعتادة في التعاطي مع الجهود الدولية"، حيث وافقت على "انخراط تكتيكي" بالمحادثات الجديدة، في مقابل خلق المزيد من التعقيدات التي تتكيف مع ظروف المعركة في مأرب، بما لا يؤثر في عملياتها الهجومية صوب منابع النفط والغاز، من جهة أخرى.

ورفض الحوثيون، في محادثات مسقط الأخيرة، بند وقف إطلاق النار الشامل الذي تشترطه المبادرة السعودية، وكذلك الإعلان الأممي المشترك، حيث طالب الوفد التفاوضي للجماعة بـ"وقف الغارات الجوية للتحالف، مقابل وقف الهجمات بالطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية في العمق السعودي فقط"، وسط إصرار على تجاهل الهجمات العدائية البرية صوب مدينة مأرب.

كذلك أصرت جماعة الحوثيين على ضرورة "استبعاد مسألة رفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء ودخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة من بنود المشاورات"، حيث يقدّم وفدها التفاوضي هذه النقاط باعتبارها بنوداً إنسانية لا يجب أن تكون ضمن أي نقاشات سياسية أو عسكرية لإنهاء الأزمة.

المساهمون