ليس لأجل إيران تقاوم فلسطين

30 اغسطس 2024
جنود الاحتلال بمخيم الفارعة، 28 أغسطس 2024 (ناصر اشتية/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تفاقم الأزمة الفلسطينية:** تتفاقم الأزمة الفلسطينية مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسات التهجير الجماعي والتوسع الاستيطاني، وسط تجاهل عربي رسمي لاتفاقيات السلام والتطبيع.

- **اتهامات غير مبررة:** تُوجه اتهامات سخيفة لمقاومي الاحتلال في الضفة الغربية بارتباطهم بإيران، رغم أن المقاومة الفلسطينية كانت موجودة قبل الثورة الإيرانية.

- **احتقان الشارع العربي:** يتزايد احتقان الشارع العربي بسبب العجز الرسمي العربي، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة، خاصة مع استمرار التمسك باتفاقيات التطبيع التي تُفسر كترخيص لإبادة الفلسطينيين.

التباس العلاقة العربية الرسمية بفلسطين، خصوصاً بالمقارنة بينها وبين مواقف "أصدقاء إسرائيل"، يبدو بلا نهايات. فأمام أنظار الرسميين العرب تُمهد الطرق اليوم لتطبيق تغريبة نكبة 1948، بمذابح إبادة متنقلة وتدمير أسس حياة ملايين الفلسطينيين. وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس ليس وحده من يعبّر عن رغبة بتطبيق سياسة الترانسفير لترحيل جماعي من الضفة الغربية، مثلما حاولوا في قطاع غزة، فالميول الفاشية في المجتمع الصهيوني أصبحت تعكس نفسها في توسع رعاية الإرهاب الاستيطاني - الاستعماري في الضفة وفي استهداف المسجد الأقصى، وسط استهزاء رسمي بالعرب وضرب عرض الحائط باتفاقيات السلام والتطبيع، وإحراج أصحابها أمام الشارع العربي.

وسط تلك الحالة العربية الرسمية تتقاطر الاتهامات السخيفة بحق مقاومي عربدة الاحتلال في الضفة الغربية وكأنها مشروطة أو مدفوعة من إيران. فهل كانت مقاومة الثورة الفلسطينية للاحتلال مشروطة أيضاً بإيران قبل 1979؟ وهل كان أصحاب الأرض الأصليون بحاجة لمن يدفعهم نحو مقاومة مخططات تهويد الجليل والمثلث ومحاصرة ومنع توسع قراهم ومدنهم؟
أسطوانة إيران المشروخة تؤشر إلى أنه بالفعل ثمة من انتظر هزيمة قطاع غزة في حرب الإبادة، وربما ينتظر تهجير الضفة الغربية المحتلة، المتحولة إلى كانتونات معزولة.

الواقع العربي بات واضحاً في قولبته كعاجز حتى في مسائل الأمن القومي لدوله، في وقت تستنسخ فيه الصهيونية على الهواء مذابح نكبة 1948. وسواء تعلق الأمر بمشاريع ترحيل أهالي غزة إلى سيناء أو الضفة إلى الأردن، لفرض "الوطن البديل"، أو تحدي كل ما سمي اتفاقيات سلام، بما في ذلك احتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح، أو تلك التي لا تتردد في نشر خرائط وأيديولوجيات دينية سقيمة عن "إسرائيل الكبرى"، يظل الوضع العربي غير مفهوم حتى بين المتضامنين غير العرب.

أما مخاطر استمرار محاولة إقناع الناس بأن العرب بهذا الضعف فقد ترتد وبالاً مع تزايد احتقان الشارع العربي، الذي سئم عرضه بهذا العجز. وفي حين خطّت بعض الأنظمة في السابق خطوطاً حمراء، وهرعت جامعة الدول العربية إلى هنا وهناك بعيداً عن فلسطين، يبدو واضحاً أن اتفاقيات التطبيع والسلام تتحوّل إلى تكبيل لأصحابها وباقي العرب، مع أنهم برروها أصلاً باسم القضية الفلسطينية. والاحتقان في الشارع العربي يتصاعد، مع استمرار التمسك بتلك الاتفاقيات، التي يفهمها الاحتلال الصهيوني كرخصة قتل وإبادة للفلسطينيين، وفي عقله الباطني يريد تحويل الحالة العربية الرسمية إلى مليشيا شبيهة بجيش لبنان الجنوبي العميل، أو جماعة أنطوان لحد سابقاً. بالطبع ذلك لا يليق بالعرب ومكانتهم.

المساهمون