تشهد مدينة الزاوية، غرب طرابلس، هدوءاً حذراً بعد ساعات من الاشتباكات بين فصائل مسلّحة بالمدينة لساعات عدة ليل أمس الأحد، فيما نجحت وساطات اجتماعية في التدخل لوقف الاشتباكات.
وتحدّث مصدر أمني من مدينة الزاوية لـ"العربي الجديد" عن أسباب الاشتباكات، لافتاً إلى أن المدينة تعيش توتراً أمنياً منذ مساء يوم السبت، على خلفية خلاف بين مسلحين من فصيلين بالمدينة، انتهى بمقتل أحدهما على يد الآخر، موضحاً أن الفصيلين هما "كتيبة الإسناد الأولى" التابعة لمديرية أمن المدينة، وفرع جهاز دعم الاستقرار بالمدينة التابع لوزارة داخلية حكومة الوحدة الوطنية.
ولفت إلى أن أحد الفصيلين هاجم تمركزات تابعة للفصيل الآخر، في مدخل المدينة الشرقي، ثأراً لمقتل أحد أفراده، قبل أن تتسع دائرة الاشتباكات لتضم كامل الحي السكني بمدخل المدينة، مضيفاً أنه "استخدمت قاذفات وأسلحة متوسطة في الاشتباكات، وتضررت بيوت بعض المدنيين".
وأشار المصدر إلى أن حصيلة الاشتباكات هي إصابة ثلاثة مسلحين من طرفي الاشتباكات، ومدنيَّين فقط، مؤكداً أن الاشتباكات توقفت صباح اليوم الإثنين، على الرغم من بقاء حالة التحشيد في صفوف الفصيلين.
من جهته، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي تسجيل أربعة قتلى جراء الاشتباكات التي شهدتها المدينة ليل أمس، مؤكداً دخول الفصيلين المسلّحين في "هدنة، وعودة الهدوء إلى المدينة".
وأعلن جهاز الهلال الأحمر بالمدينة، صباح اليوم الإثنين، عن تمكن فرق الطوارئ من إخراج 20 أسرة من العمارات السكنية المحاذية للمدخل الشرقي للمدينة، وإيصالها إلى أماكن آمنة.
إلى ذلك، قال عضو مجلس حكماء مدينة الزاوية عز الدين كشلاف، إن مجلس الحكماء تمكن من إقناع طرفي الاشتباكات بوقف القتال، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "اتصالات تجري لإقناع الطرفين بضرورة القبول بصيغة أي حلّ من أن أجل وقف القتال، وإنهاء حالة التوتر المحيطة بالأحياء السكنية".
وكثيراً ما شهدت مدينة الزاوية اشتباكات مسلّحة بين الفصائل المسيطرة عليها، والتي تتبع الأجهزة الحكومية اسمياً، لكنها تستقل بقراراتها، حيث تتكرر الاشتباكات بسبب خلافات حول مصالحها المتصلة بالسيطرة على خطوط تهريب الوقود والبشر.