ليبيا: الدبيبة يستدعي السفير المصري ويسلّمه مذكرة احتجاج بعد استقبال حماد في القاهرة

12 اغسطس 2024
عبد الحميد الدبيبة خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، 14 فبراير 2022 (حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استدعاء السفير المصري وتسليم مذكرة احتجاج:** استدعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، السفير المصري وسلمه مذكرة احتجاج بسبب استقبال الحكومة المصرية لرئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، معتبرة أن هذه الخطوة تتنافى مع دعم وحدة ليبيا.

- **تصاعد التوتر بين الحكومتين الليبيتين:** طلبت حكومة الوحدة الوطنية من مسؤولين في المخابرات المصرية مغادرة ليبيا فوراً، بينما دعت حكومة مجلس النواب الدول الصديقة لنقل سفاراتها إلى بنغازي بسبب الظروف الأمنية في طرابلس.

- **لقاءات وتعاون مصري مع حكومة مجلس النواب:** استقبل رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، أسامة حماد لمناقشة التعاون في مجالات تأمين الحدود والإعمار، وأكد دعم مصر الكامل للشعب الليبي.

قالت مصادر ليبية مقربة من وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية إن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة استدعى، مساء أمس الأحد، السفير المصري لدى ليبيا وسلّمه مذكرة احتجاج رسمية للحكومة المصرية لاستقبالها رئيس الحكومة المكلّفة من مجلس النواب أسامة حماد أمس الأحد. وفيما أكدت المصادر نفسها، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، انزعاج الدبيبة الشديد إزاء استقبال الحكومة المصرية لحماد، أشارت إلى أن الحكومة لم تتلقَ أي توضيح من الجانب المصري حتى الآن.

وفي السياق، تناقلت وسائل إعلام ليبية أنباء عن أن الحكومة في طرابلس طلبت من مسؤولين في المخابرات المصرية يعلمون ضمن كادر السفارة المصرية بطرابلس مغادرة الأراضي الليبية بشكل فوري. وإثر إعلان حكومة مجلس النواب عبر منصاتها الإلكترونية وصول رئيسها أسامة حماد، برفقة مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بلقاسم خليفة حفتر، أمس الأحد، إلى مصر في زيارة رسمية، واستقباله من قبل رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، أصدرت وزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية بياناً عبّرت فيه عن استيائها الشديد ورفضها القاطع لاستقبال الحكومة المصرية "أجساماً موازية لا تحظى بأي اعتراف دولي"، وفق تعبيرها.

واعتبر بيان وزارة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية الخطوة "خروجاً عن وحدة الموقف الدولي الرافض لعودة البلاد إلى حالة الانقسام والحرب"، وأنها تتنافى مع الدور المصري والعربي والإقليمي المنتظر في دعم وحدة ليبيا واستقرارها. وشدد البيان على أن حكومة الوحدة الوطنية منذ بداية عملها، سعت جاهدة إلى تجاوز حالة الاستقطاب الدولي، والتعامل بتوازن مع جميع الدول ذات الصلة بالملف الليبي، وخاصة مع جمهورية مصر العربية، وأنها أحرزت تقدماً في هذا الاتجاه.

وفيما شددت الوزارة على أن الشعب الليبي "لن يقبل بالعودة مرة أخرى إلى زمن الحكومات الموازية والمحاور الإقليمية والدولية التي أدت بليبيا لأن تكون ساحة خلفية لمعارك وحروب ذات بعد دولي وإقليمي"، أكدت أن "احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، ودعم وحدتها ومؤسساتها الشرعية، هي مبادئ ثابتة لبناء علاقات وطيدة بين الدول والحكومات". وحذرت الوزارة في بيانها "بشدة من أن مثل هذه الإجراءات الأحادية لا تخدم إلا العودة إلى التوتر والاستقطاب والاحتراب المحلي والإقليمي"، وحمّلت الحكومة المصرية المسؤولية الأخلاقية والسياسية محلياً وإقليمياً ودولياً.

ومن جانبها، عبّرت وزارة خارجية حكومة مجلس النواب عن استغرابها بيان حكومة الوحدة الوطنية، واصفة إياها بـ"الحكومة منتهية الولاية". واعتبرت الوزارة أن بيان حكومة الوحدة الوطنية يعكس إصرارها على مخالفة قوانين وقرارات مجلس النواب، الجهة الشرعية في ليبيا، في إشارة إلى أنها الحكومة الشرعية باعتبار تكليفها من مجلس النواب. ودعت وزارة خارجية حكومة مجلس النواب "الدول الصديقة والشقيقة إلى نقل سفاراتها وممثلي الهيئات والمؤسسات الدبلوماسية والدولية إلى مدينة بنغازي"، بسبب "الظروف الأمنية غير المستقرة في العاصمة طرابلس"، على حد وصف البيان.

وكان مدبولي قد استقبل حماد يوم الأحد في مدينة العلمين برفقة مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بلقاسم خليفة حفتر، ورئيس جهاز الإمداد الطبي والخدمات العلاجية حاتم العريبي. وبحسب بيان صحافي لحكومة مجلس النواب، فقد عقد حماد مع مدبولي وعدد من وزراء الحكومة المصرية اجتماعاً تقابلياً "تم من خلاله بحث التعاون على كل الأصعدة، وعلى رأسها تأمين الحدود، والإعمار والتنمية، والقضايا المشتركة بين البلدين"، مشيراً إلى عزم الطرفين على تفعيل عدد من الاتفاقيات، وتشكيل لجان وزارية من الدولتين للإشراف عليها. وخلال اللقاء، أكد مدبولي، بحسب بيان رسمي لمصر، "الدعم الكامل للشعب الليبي، وحرص مصر على دعم وتعزيز سبل التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة"، منوهاً بـ"الدور الكبير الذي تقوم به الشركات المصرية في أعمال إعادة إعمار ليبيا". ونقل البيان المصري عن حماد تثمينه "الدعم المصري الدائم للشعب الليبي"، قائلاً إن هذا الدعم "هو ما شهدناه أخيراً في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة اللازمة للشعب الليبي الشقيق لتخفيف آثار وتداعيات الإعصار دانيال، الذي شهدته البلاد العام الماضي".

والثلاثاء الماضي، زار رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مكتبه بمعسكر الرجمة، شرق بنغازي، وناقشا التطورات السياسية للأزمة الليبية، مع التأكيد على أهمية بذل كل الجهود للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم المساعي والجهود التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لتهيئة الظروف المناسبة لتنظيم العملية الانتخابية، وفقا لمكتب اعلام قيادة حفتر. وكان الدبيبة قد التقى مدبولي في مطلع يوليو/تموز الماضي، خلال زيارته إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر حول الهجرة نظمته الجامعة العربية، بعد مدة من فتور العلاقات بين الحكومتين على خلفية توقيع حكومة الدبيبة اتفاقاً اقتصادياً مع الحكومة التركية في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، بشأن التنقيب عن النفط والغاز في المناطق الاقتصادية البحرية في المتوسط، وهو الاتفاق الذي واجهته القاهرة بالرفض.

ونافش الدبيبة مع مدبولي "أوجه التعاون، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين"، ودعم "القطاع الخاص في البلدين، وعقد المعارض والمؤتمرات للصناعات المصرية والليبية، وتشكيل مجلس رجال الأعمال المصريين الليبيين تحت إشراف الحكومتين، وتقديم الدعم اللازم لهم"، بحسب المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة. وفي اللقاء نفسه، استعرض الدبيبة ومدبولي "نتائج اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية التي عُقدت في منتصف سبتمبر/أيلول 2021 بالقاهرة، والتنسيق لعقد الاجتماع القادم لزيادة التعاون وتعزيز الاستثمار". وسبق أن أجرى مدبولي زيارة إلى طرابلس في إبريل/نيسان 2021، جرى خلالها توقيع 11 وثيقة تعاون في مختلف المجالات.

المساهمون