لقاء روسي كوري شمالي جديد لـ"مواصلة الحوار الاستراتيجي"

13 سبتمبر 2024
من لقاء بوتين وكيم جونغ أون في بيونغ يانغ، 19 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التقى الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ لتعزيز الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وسط اتهامات غربية لكوريا الشمالية بإرسال أسلحة إلى موسكو.

- اتفقت كوريا الشمالية وروسيا على تقديم المساعدة العسكرية المتاحة في حال تعرض أحدهما لاعتداء، مما يعزز التعاون العسكري بينهما، خاصة بعد زيارة بوتين لبيونغ يانغ.

- شراكة روسيا وكوريا الشمالية تشمل تقديم بيونغ يانغ أسلحة تكتيكية لموسكو، مقابل مساعدة روسيا في تحديث القوات الجوية والدفاع الجوي الكورية الشمالية.

أعلنت السلطات الروسية أن الأمين العام لمجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو التقى، اليوم الجمعة، في بيونغ يانغ، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في إطار "مواصلة الحوار الاستراتيجي". وقال مجلس الأمن الروسي في بيان إن "اللقاءات في بيونغ يانغ جرت في أجواء ود وثقة مميزة"، فيما التزم البلدان تعزيز علاقاتهما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي وقت يتهم الغربيون كوريا الشمالية بإرسال أسلحة إلى موسكو.

واتفقت كوريا الشمالية وروسيا في يونيو/ حزيران على تقديم كل مساعدة عسكرية متاحة إذا واجه أحد الجانبين اعتداء مسلحا، وذلك بموجب اتفاق وقعه زعيما البلدين. وبعد تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية رئاسية خامسة في السابع من مايو/أيار الماضي، بدا واضحاً توجّه السياسة الخارجية الروسية شرقاً، إذ اقتصرت زياراته الدولية كافة على البلدان الآسيوية، مثل الصين وأوزبكستان وكوريا الشمالية وفيتنام، وصولاً إلى الزيارة الأخيرة إلى كازاخستان للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون مطلع يوليو/تموز الماضي. إلا أن زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ كانت الأولى من نوعها منذ عام 2000، إذ إنها أرست شراكة البلدين رغم عزلة كوريا الشمالية وخضوعها لعقوبات دولية على خلفية برنامجها النووي، وبقائها، في الواقع، الدولة الوحيدة في العالم المطبقة للنظام الشيوعي الشمولي الأقرب إلى نموذج الاتحاد السوفييتي السابق.

ومن اللافت أن زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ جاءت بعد سلسلة من التسريبات الإعلامية التي أفادت بحصول موسكو على ذخيرة من كوريا الشمالية لاستخدامها في أعمال القتال في الأراضي الأوكرانية، إذ مهّدت اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة في 19 يونيو/ حزيران الماضي لإخراج التعاون العسكري بين الطرفين إلى العلن.

وفي وقت سابق، اعتبر كبير الباحثين بمركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا في موسكو، يوري ليامين، أن شراكة روسيا وكوريا الشمالية رسخت تعاوناً عسكرياً تقنياً متبادل المنفعة، وذلك عبر تقديم بيونغ يانغ أسلحة تكتيكية من فئات مختلفة لموسكو، في مقابل مساعدة الأخيرة لها في تحديث القوات الجوية والدفاع الجوي وحتى إنتاج أقمار اصطناعية. وأضاف ليامين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "من حيث المبدأ، تملك كوريا الشمالية احتياطات ضخمة من الأسلحة وقدرات إنتاجية هائلة لإنتاج مختلف نظم المدفعية والذخيرة والمنظومات الصاروخية التي بإمكانها توفيرها لروسيا، علماً أن هذه الأخيرة تحتاج إلى تلك الأنواع، منها ذات الاستخدام الأكثر كثافة على الجبهة".

وحول رؤيته لنوعية المساعدة الروسية لكوريا الشمالية، أوضح أن "روسيا تستطيع مساعدة كوريا الشمالية في تحديث قواتها الجوية ووسائل الدفاع الجوي وإنتاج الأقمار الاصطناعية، وغيرها من المجالات التي تشكل طيفاً واسعاً للتعاون". ولفت إلى أن شحّ الموارد أحدث خللاً في التوازن بين أنواع الأسلحة المنتجة في كوريا الشمالية، قائلاً: "على مدى عقود طويلة، ركزت بيونغ يانغ على تطوير الأسلحة من الفئات ذاتها، مثل الصواريخ والمدفعية مع استمرار تدهور القطاعات الأخرى، مثل الطيران". وضرب مثلاً على هذا الخلل بالإشارة إلى أن كوريا الشمالية قادرة على إنتاج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ولكنها عاجزة عن إنتاج الطائرات والمروحيات.

(فرانس برس، العربي الجديد)