دومينيك دو فيلبان: موقف فرنسا من حرب غزة فضيحة تنزع المصداقية عنا

13 سبتمبر 2024
رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيليبان، 9 يوليو 2020 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دومينيك دو فيلبان انتقد الدعم الفرنسي المطلق لإسرائيل، واصفاً الحرب على غزة بأنها "فضيحة تاريخية" تؤثر سلباً على دبلوماسية فرنسا ومصداقيتها الدولية.
- دو فيلبان أشار إلى أن فرنسا والغرب يمتلكون أدوات لوقف الحرب، مثل وقف تسليح إسرائيل، لكنهم يرفضون استخدامها، مؤكداً أن أهداف إسرائيل تقتصر على الأهداف الأمنية والدينية.
- مواقف دو فيلبان نادرة في فرنسا، وتنبع أهميتها من خلفيته كمسؤول سابق، حيث انتقد الموقف الفرنسي الرسمي وحذر من تداعيات استمرار الحرب.

دو فيلبان: كل ما لدى إسرائيل أهداف أمنية وجنون ديني مسياني

يواصل دو فيلبان تمييز نفسه عن الخطاب السائد في فرنسا بشأن غزة

تحذير الغرب من دفع الفاتورة عمّا يحصل بغزة لناحية خسارة المصداقية

يواصل رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق دومينيك دو فيلبان (2005-2007) تمييز نفسه عن الخطاب السياسي الرسمي السائد في فرنسا تجاه الحرب على غزة، وقد سجّل في مقابلة مع إذاعة "فرانس أنتر"، أمس الخميس، مواقف جذرية في هذا السياق ضد الدعم الفرنسي المطلق لإسرائيل، واصفاً الحرب بأنها "أكبر فضيحة تاريخية لم يعد أحد يتكلم عنها في فرنسا وفي الإعلام المحلي"، مع تشديده على أن هذا السلوك الفرنسي الرسمي يمحي فعالية الدبلوماسية الفرنسية، وينزع المشروعية والمصداقية عن فرنسا والغرب.

وقال دو فيلبان، في حوار أجرته معه الإعلامية ليا سلامة، إن فرنسا "لم تعد تملك صوتاً على الساحة الدولية"، وأحد أسباب ذلك ممارساتها "المعايير المزدوجة" وغياب الفعل عن دبلوماسيتها تجاه ما يحصل في غزة. كذلك يصف دو فيلبان الصمت في فرنسا بشأن الحدث الفلسطيني بحجة أن "هكذا هي الحروب"، بأنه "فضيحة حقيقية بالمعايير الديمقراطية، وعبث يساهم في تلاشي فعاليتها السياسية".

ورداً على سؤال عما يمكن فعله لوقف الحرب، يوضح دو فيلبان أن فرنسا والغرب لديهم العدد من الأدوات لوقف الحرب عبر وقف تسليح إسرائيل واللجوء إلى الوسائل الاقتصادية، و"لكننا نرفض استخدامها بحجج غير واقعية، كالقول إنه علينا السماح لإسرائيل بمواصلة حربها حتى النهاية". ويسأل دو فيلبان في هذا الخصوص عن شكل النهاية التي تريدها إسرائيل لحربها، ويذكّر بكلام وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه جرى القضاء على القوة العسكرية لحركة حماس.

ويجزم دومينيك دو فيلبان بألا هدف سياسياً لإسرائيل في حربها على غزة غير إعادة احتلالها، وهو ما بدأت تستنسخه في الضفة الغربية في الشمال والجنوب على حد تعبيره. ويتابع أنه "عندما لا تكون عندك أهداف سياسية، الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو الحرب. كل ما لدى إسرائيل أهداف أمنية وهوياتية وجنون ديني مسياني ما يفسر الكارثة التي نشهد عليها"، على حد تعبير الرئيس الأسبق للحكومة الفرنسية. ويخلص إلى أن فرنسا والغرب سيدفعون الفاتورة عمّا يحصل لناحية خسارة المصداقية والمشروعية.

 يسمّي دو فيليبان الحرب في غزة بأنها "من دون أدنى شك، الفضيحة التاريخية الكبرى" والحرب التي لا تشبه الحروب الأخرى

وفي سياق متصل، يسمّي الحرب في غزة بأنها "من دون أدنى شك، الفضيحة التاريخية الكبرى" والحرب التي لا تشبه الحروب الأخرى، لجهة أن السكان المدنيين هم الذين يُقتلون. ويرد على التشكيك بعدد الضحايا الفلسطينيين من خلال نسب الأرقام إلى "وزارة الصحة التي تديرها حماس" بالقول إن وزارة الصحة ليست الوحيدة التي تقول إن القتلى بلغوا الأربعين ألفاً، ويشدد على أن العدد أعلى بكثير على الأرجح، وبالتالي يطالب بالتوقف عن الإيحاء بأن رقماً كهذا لا مصداقية له. وفي المقابلة نفسها، يقول دو فيلبان: "في غزة، الأجساد والقلوب والأرواح والرؤوس تتناثر قطعاً".

أخبار
التحديثات الحية

 دومينيك دو فيلبان ومواقف منذ بدء الحرب

ومواقف دومينيك دو فيلبان هذه أصبحت نادرة في فرنسا، خصوصاً في الأوساط الرسمية أو المسؤولين السابقين. وتنبع أهمية دو فيلبان في هذا الخصوص، بالإضافة إلى أنه كان رئيساً للحكومة ووزيراً للخارجية في عهد الرئيس الراحل جاك شيراك، من أنه ينتمي إلى عائلة يمين الوسط الديغولي وليس اليسار الراديكالي المعروف بتأييده للحق الفلسطيني والمعارض لمواصلة دعم إسرائيل بهذا الشكل المطلق.

وكان دو فيلبان قد أدلى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمجموعة من الآراء المخالفة للموقف الفرنسي الرسمي من الحرب، وقد كانت حينها في بدايتها. ومما قاله آنذاك في حوار مع إذاعة "فرانس أنفو" الحكومية إن المدنيين الفلسطينيين الذين يسقطون نتيجة الحرب الإسرائيلية ليسوا "ضحايا هامشيين"، أي إنهم تقتلهم إسرائيل عن تصميم وبقصد. ووصف المسؤول الفرنسي السابق "حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها بأنه ليس مطلقاً ولا متفلتاً من القيود، ولا يشمل بأي شكل قتل المدنيين". ورأى قبل 10 أشهر من اليوم أن الحرب "في حال لم تتوقّف بأمر أميركي وأوروبي، فإنها ستؤدي بنا إلى حرب حضارات ينظّر لها بنيامين نتنياهو بحديثه عن معركة أبناء النور ضد أبناء الظلام". ورداً على سؤال عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، رأى دو فيلبان أن "الشعب الفلسطيني بكامله يقع في الأسر".