لقاء بايدن وميركل.. كثير من الود و"النوايا الطيبة" مع بقاء الخلاف في قضايا عدة

16 يوليو 2021
بايدن وميركل يؤكدان تصميمهما على إعادة العلاقات بين بلديهما لطبيعتها (Getty)
+ الخط -

لم تحقق زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الولايات المتحدة الأميركية اختراقات كبيرة على صعيد القضايا الخلافية بين الدولتين، لكنها تمكنت من تثبيت الشراكة بين برلين وواشنطن مع الاستقبال الودي من الرئيس جو بايدن لـ"صديقته المقربة"، كما وصفها، وتصميم الجانبين على "إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى طبيعتها"، بعد الجفاء الذي ساد خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ومع انتظار الدولتين انتخابات مهمة في الأشهر المقبلة، حيث تنطلق في برلين الانتخابات العامة في الخريف، والتي ستنتج عنها حكومة جديدة، فيما الولايات المتحدة تستعد لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس 2022، يمكن وصف الزيارة بأنها حددت فقط "مساراً لإصلاح العلاقة".

وعلى الرغم من نية بايدن وميركل تذليل العقبات التي تواجه القضايا الخلافية بين البلدين خلال الأسابيع المتبقية من عهد المستشارة الألمانية، أشارت صحيفة "تاغس شبيغل"، الجمعة، إلى أن الزعيمين لم يتمكنا من إعلان انفراج في ملف خط الغاز "نورد ستريم 2" في بحر البلطيق، على الرغم من المفاوضات المكثفة لإحداث تقارب في المحادثات، حيث أعرب بايدن في المؤتمر الصحافي بعد الاجتماع في البيت الأبيض، مرة أخرى، عن مخاوفه من المشروع رغم أنه يريد منع التوتر في هذا الصدد، وهو الذي كان علق العقوبات الجديدة على الشركة المشغلة للمشروع ومديرها العام.

في المقابل، أكدت ميركل أن "نورد ستريم 2" هو مشروع إضافي وليس بديلاً عن خط نقل الغاز عبر أوكرانيا، مع تذكيرها بأن "هناك الكثير من الأدوات التي ستكون متاحة إذا لم تحترم روسيا حق أوكرانيا في نقل الغاز في المستقبل"، وهنا يظهر أن الحل "لا يزال غامضاً"، لا سيما أن فكرة إيقاف المشروع في الأمتار الأخيرة لديها العديد من المؤيدين في الولايات المتحدة، وهناك خطر مقاومة كبيرة بغض النظر عن الحل الذي يمكن التفاوض عليه دولياً.

وعلى سبيل المثال، يصف السناتور الأميركي تيد كروز التنازل عن العقوبات على الشركات المنفذة بـ"الخطأ الجيوسياسي الخطير"، وأن من شأن ذلك "تقوية روسيا على حساب الغرب"، مع العلم أن الجانبين الألماني والأميركي اتفقا على أن دعم أوكرانيا في الإصلاحات يهدف إلى الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها.

كما بقي ملف حظر سفر الأوروبيين إلى أميركا، الساري منذ مارس/ آذار 2020 بسبب وباء كورونا، من دون تقدم عملي، ولم تظهر حكومة بايدن النية والقدرة على إلغاء القرار رغم تزايد الانتقادات الأوروبية للقيود المفروضة على منع السفر إلى الولايات المتحدة. 

ويتم تفسير التردد الأميركي في برلين بأنه يأتي لاعتبارات أميركية داخلية، لا سيما أنه يسمح للأتراك بالدخول إلى أميركا على الرغم من أن عدد الحالات الجديدة المصابة بكورونا تزيد سبعة أضعاف عن تلك الموجودة في أوروبا. وعندما سئل بايدن كيف تبرر حكومته ذلك، وعد بـ"توضيح الأمر في الوقت القريب".

علاوة على ذلك، لم يصدر أي مؤشر إيجابي في ما يتعلق بالرسوم العقابية الأميركية على الصلب الأوروبي التي فرضتها إدارة ترامب، في حين لم تبد ألمانيا أي انفراج في ما خص براءات اختراع لقاحات كورونا. 

وبخصوص العلاقة مع الصين، يطالب بايدن ألمانيا بـ"موقف أكثر صلابة"، وبالأخص تجاه حقوق الإنسان، في وقت تبدي فيه ألمانيا نوعاً من المرونة، لكونها أهم شريك تجاري للبلاد.

وفي المحصلة، لم تكن هناك التزامات بين الرئيس والمستشارة سوى بالمبادىء والقيم الديمقراطية، بحسب البيان المشترك، وعمل الطرفين على "محاربة الظلم وعدم المساواة، وإقامة شراكة في مجال الطاقة". كما أظهر بايدن وميركل موقفاً مشتركاً في ما يتعلق بالخطر الروسي، حيث حذر بايدن من استخدام موسكو صادرات الطاقة سلاحاً، فضلاً عن اعتماد منتدى اقتصادي يمكن من خلاله للشركات الألمانية والأميركية تبادل الأفكار.

المساهمون