لقاء السيسي ولعمامرة: دعوات القمة العربية وإزالة الانزعاج المتبادل

07 سبتمبر 2022
استقبل السيسي لعمامرة أمس (صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية على فيسبوك)
+ الخط -

بدأت الجزائر، أمس الثلاثاء، تسليم الدعوات الرسمية لقادة الدول العربية لحضور القمة العربية التي تستضيفها في الأول والثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وسلّم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي وصل مساء أمس الأول الإثنين إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الـ31 لوزراء الخارجية العرب، كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يزور القاهرة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوتين رسميتين موجهتين من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لحضور القمة، علماً أن تبون افتتح الدعوات بدولة فلسطين.

دعوة مصر إلى القمة العربية

واستقبل السيسي لعمامرة، أمس الثلاثاء، في قصر الاتحادية بالقاهرة، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، والسفير الجزائري في القاهرة حميد شبيرة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية إن لعمامرة "أبلغ الرئيس السيسي تحيات نظيره تبون، وسلّمه دعوة رسمية للمشاركة في القمة".

وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، أن لعمامرة سلّم السيسي رسالة خطية من الرئيس الجزائري، تضمّنت دعوة للمشاركة في القمة العربية المقبلة، فضلاً عن "تأكيد حرص الجزائر على تعزيز أطر التعاون الثنائي على شتى الصُعد والانطلاق بها إلى آفاق أرحب اتساقاً مع عمق أواصر الأخوة بين البلدين".

من جهته، عبّر الرئيس المصري، بحسب البيان الرسمي الصادر عقب اللقاء، عن "تطلّع مصر للعمل مع الجزائر لضمان نجاح القمة العربية"، مؤكداً "اعتزاز مصر بما يربطها بالجزائر وشعبها العظيم من علاقات تاريخية وثيقة".

وأوضح المتحدث المصري أن اللقاء تطرق إلى تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي، لا سيما مستجدات الأوضاع في كلٍ من سورية وليبيا والعراق، وتم التوافق حول أهمية تكثيف التنسيق المتبادل للعمل على استعادة الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي.

وأكد مصدر دبلوماسي جزائري، لـ"العربي الجديد"، أن "لقاء لعمامرة بالسيسي كان إيجابياً جداً، وأكد السيسي التزامه بالحضور شخصياً والمساهمة في إنجاح القمة العربية المقبلة في الجزائر"، وهو تطور، إن حدث، يصب في صالح الجزائر، خصوصاً أن الأخيرة تراهن على حضور القادة العرب في القمة.

دبلوماسي جزائري: السيسي أكد التزامه بالحضور شخصياً والمساهمة في إنجاح القمة العربية

وأضاف المصدر أن "الرئيس السيسي أبلغ لعمامرة تقديره جهود الرئيس تبون لضمان نجاح القمة العربية، وعزمه مواصلة العمل مع الرئيس تبون في مختلف مجالات التعاون". ولم تكن الخارجية الجزائرية قد أعلنت مسبقاً عن لقاء مرتقب بين السيسي ولعمامرة خلال زيارة الأخير إلى القاهرة، في ظلّ حديث عن أزمة صامتة بين البلدين حول بعض الملفات، مثل ليبيا.

رسائل طمأنة جزائرية للقاهرة

وقال دبلوماسي مصري رفيع المستوى، تحدث لـ"العربي الجديد" طالباً عدم ذكر اسمه، إن لعمامرة "جاء إلى القاهرة حاملاً رسائل طمأنة وتوضيح بشأن العلاقات بين بلاده وإثيوبيا، والتأكيد أن الجزائر لا تزال حريصة على لعب دور الوسيط، إذا أرادت مصر، في قضية سد النهضة الإثيوبي محل الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا".

وأشار الدبلوماسي إلى أن مباحثات لعمامرة والرئيس المصري "تطرقت كذلك إلى الوقوف على حقيقة رؤية وصلت الجزائر أخيراً، خصوصاً بتوجه مصري لتأجيل عقد القمة في الوقت الراهن، بدعوى عدم ملائمة الظروف الحالية بسبب الوضع المتأزم في عدد من البلدان العربية منها ليبيا والعراق، بخلاف عدم تحمس أطراف خليجية لعقدها".

وأوضح الدبلوماسي المصري، أن الجزائر "كانت قد طلبت من مصر في وقت سابق القيام بدور لدى بعض قادة الخليج لتحسين العلاقات مع الجزائر، ومن ثم القيام بدور أوسع لدعم جهود الجزائر لعقد القمة بمشاركة هؤلاء القادة، إلا أنه حدث تدهور بعد ذلك أدى إلى توقف تلك الجهود، وهو الأمر الذي ربما ردت عليه الجزائر برسائل العلاقات مع إثيوبيا".

ولفت إلى أن زيارة لعمامرة جاءت "في ظل تزايد مستوى الاحتقان بين البلدين، وعلى وقع استقبال الرئيس الجزائري أخيراً، رئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد في الجزائر وتوقيع عدد من بروتوكولات التعاون وتوسيع الشراكة بين البلدين". وتابع: "كذلك تبدو الجزائر غاضبة من تحركات مصرية خليجية، وصفتها دوائر جزائرية بالرامية إلى إضعاف فرص الجزائر في عقد قمة عربية موسعة بمشاركة الزعماء العرب كافة، بشكل يليق بتنظيمها لتلك القمة التي أُجلت ثلاث مرات".

زيارة لعمامرة جاءت في ظل تزايد مستوى الاحتقان بين البلدين، على وقع استقبال الرئيس الجزائري أخيراً أبي أحمد

من جهته، كشف دبلوماسي بالجامعة العربية في القاهرة، عن "خلاف حاد وقع في اجتماع مجلس الجامعة العربية، الذي جرى الأحد الماضي على مستوى المندوبين الدائمين، بشأن حسم موقف سورية من عودتها للجامعة".

وأكد الدبلوماسي أن الاجتماع "شهد ما يمكن وصفه بالصدام خلال المناقشات، إذ تمسكت الجزائر وليبيا بعودة سورية إلى الجامعة، فيما توحّدت بعض المواقف الخليجية، برفض ذلك في الوقت الراهن". وقال "بدا واضحاً أنه كان هناك تنسيق قادته الجزائر لتوحيد الموقف الليبي معها، في ظل الدعم الكبير الذي تقدّمه الجزائر لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة المعترف بها دولياً حتى الآن"، مضيفاً "في المقابل شهد الاجتماع تنسيقاً بين السعودية وقطر والكويت والبحرين على رفض المقترح الخاص بعودة النظام السوري في الوقت الراهن".

وأرجع الدبلوماسي الموقف الجزائري الصادر أخيراً بشأن استبعاد النظام السوري من القمة المقبلة، بعد ما وصفته الجزائر بالتوافق مع دمشق، بأنه "يأتي في إطار محاولتها قطع الطريق أمام محاولات بعض الأطراف تأجيل القمة العربية في دورتها الـ31".

في المقابل، أكد دبلوماسي مصري ثالث أن "مسألة الموقف المصري من اجتماع القمة العربية ليس موقفاً أصيلاً، ولكنه يأتي في إطار الرسائل المتبادلة بين الجزائر ومصر، على ضوء عدد من المواقف الجزائرية الأخيرة، التي ترى القاهرة فيها تهديداً لنفوذها ومصالحها".

وأشار إلى أن الأمر "لا يتوقف على أزمة سد النهضة فقط، ولكن الجزائر تقود في الوقت الراهن تفاهمات مع جنوب أفريقيا تهدد مصالح خاصة للقاهرة في غرب أفريقيا، كما أن تقاربها مع إثيوبيا، اتسع ليمس مصالح مصرية في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي".

المساهمون