الكنيست الإسرائيلي يقر بالأغلبية رفض إقامة دولة فلسطينية

18 يوليو 2024
خلال جلسة تصويت للكنيست يوم 24 يوليو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تصويت الكنيست الإسرائيلي**: صوّت الكنيست بأغلبية 68 نائباً ضد إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، بما في ذلك نواب من المعارضة، ورفض مقترحات القوائم العربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

- **دعم ومعارضة القرار**: دعم القرار أعضاء من أحزاب اليمين، بينما عارضه تسعة أعضاء وتغيب آخرون، من بينهم نتنياهو ووزير الأمن. رئيس المعارضة وأعضاء حزبه لم يدعموا القرار.

- **التضامن الدولي مع فلسطين**: اعترفت عدة دول بالدولة الفلسطينية، مما رفع عدد الدول المعترفة إلى 149. التضامن العالمي زاد بعد حرب غزة، مما أدى إلى عزلة إسرائيل ورفع قضايا ضدها في محكمة العدل الدولية.

صوّت الكنيست الإسرائيلي ليلة الأربعاء بأغلبية 68 نائباً من أصل 120، تشمل نواباً من المعارضة، لصالح مشروع قرار يعارض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. كما رفض الكنيست مقترحات قدمتها القوائم العربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي إطار التصويت، أصدرت الهيئة العامة للكنيست بياناً بشأن "التصريحات والمنشورات في العالم بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وضرورة الاستعداد الإسرائيلي لتحديات دبلوماسية محتملة"، ويأتي ذلك بعد أن أقرت الهيئة العامة في فبراير/ شباط الماضي بأغلبية كبيرة اقتراحاً، يعارض الكنيست بموجبه الاعتراف الدولي أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية.

ودعم مشروع القرار أعضاء كنيست من أحزاب "اليمين الرسمي"، و"الليكود"، و"شاس"، و"يهدوت هتوراه"، و"القوة اليهودية"، و"إسرائيل بيتنا" و"الصهيونية الدينية" وعارضه تسعة أعضاء، فيما تغيّب آخرون. ومن بين المتغيّبين عن التصويت، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس حزب شاس أرييه درعي. ولم يدعم رئيس المعارضة يئير لبيد وأعضاء حزبه "هناك مستقبل" القرار، ومنهم من لم يشارك في الجلسة أو لم يصوّت. ويأتي التصويت أيام معدودة قبل توجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن. وجاء في مشروع القرار، الذي جاء بمبادرة كتلة "اليمين الرسمي" البرلمانية، أن "إقامة دولة فلسطينية، في قلب أرض إسرائيل سيشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وتؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".

وقال رئيس الحزب (اليمين الرسمي) جدعون ساعر إن "القرار يهدف إلى التعبير عن المعارضة الجارفة الموجودة لدى الشعب، لقيام دولة فلسطينية، من شأنها أن تعرّض أمن إسرائيل ومستقبلها للخطر، في إشارة إلى المجتمع الدولي، بأن الضغوط الرامية إلى فرض دولة فلسطينية على إسرائيل لن تجدي نفعاً". ودعم القرار نواب من حزب همحانيه همملختي (المعسكر الرسمي) الذي يتزعمه الوزير السابق بني غانتس، ونواب من حزب يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا) بزعامة أفيغدور ليبرمان. واعتبر المعسكر الرسمي في بيان له أنه: "من أجل تبديد الشكوك بشأن موقفنا، صوتت كتلة هماحانيه همملختي لصالح المقترح الذي يعبّر عن معارضة الدولة الفلسطينية. بعد السابع من أكتوبر.. فإن الدولة الفلسطينية ستكون بمثابة جائزة للإرهاب ولحماس. همحانيه همملختي ملتزم في أي سيناريو سياسي مستقبلي، إذا حدث، بالحفاظ على الهوية اليهودية والديمقراطية لدولة إسرائيل، والدفاع عن حقها التاريخي ومصالحها الأمنية".

الأردن يندد بقرار الكنيست

في الأثناء، دانت وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الخميس، تصويت الكنيست الإسرائيلي على المقترح الذي يعارض ويستهدف منع إقامة الدولة الفلسطينية، مشددة على أنه يشكل انتهاكاً جديداً وخطيراً للقانون الدولي وإمعاناً في تحدي المجتمع الدولي. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان إن "جميع القرارات والخطوات الصادرة عن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، هي إجراءات باطلة وواجبة الإلغاء ولا تغير واقع وحقيقة احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولا تؤثر في استمرار انطباق اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والمتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب على الأراضي الفلسطينية وغيرها من الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، بما في ذلك القدس".

وشدد على أن "سعي إسرائيل المتواصل لإنكار حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، لا يجلب الأمن والسلام في المنطقة، ويستوجب تحركاً دولياً فاعلاً لردع هذه التصرفات ووقف حرب إسرائيل المتواصلة على الفلسطينيين في أرضهم ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة".

وفي 28 مايو/ أيار الماضي، أعلنت كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا اعترافها رسمياً بالدولة الفلسطينية وتبعتها في الرابع من يونيو/ حزيران سلوفينيا وبعدها أرمينيا في 21 يونيو، ما يرفع عدد الدول المعترفة إلى 149 من أصل 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي 18 إبريل/ نيسان الماضي اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 143 صوتاً قراراً بأحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ودفع التضامن العالمي مع الفلسطينيين على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، العديد من الدول إلى إعادة النظر في سياساتها حيال القضية الفلسطينية، في ضوء عزلة غير مسبوقة على إسرائيل. ورفعت دولة جنوب أفريقيا قضية على تل أبيب في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة، فيما أعلنت كولومبيا ودول أخرى قطع أو تخفيض علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما أثارت موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين غضباً إسرائيلياً.

المساهمون