واجه الوزير الإسرائيلي بيني غانتس في زيارته إلى واشنطن، التي وصل إليها يوم الأحد الماضي، غضب إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن وإحباطها، بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ونهج الاحتلال الإسرائيلي في حربه المدمرة على القطاع.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين إن غانتس، الذي انضم إلى مجلس الحرب الذي شكله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد شنه الحرب على غزة، واجه انتقادات شديدة وأسئلة صعبة بشأن الأزمة الإنسانية الأليمة في غزة واستراتيجية الحرب الإسرائيلية خلال اجتماعه، أمس الاثنين، مع نائبة الرئيس كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، في البيت الأبيض.
زيارة غانتس جاءت متأخرة
وأمضى غانتس ثلاث ساعات في البيت الأبيض، وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن هاريس وسوليفان ضغطا على غانتس بشأن الوضع الإنساني، وقالا إن غزة "في حاجة إلى إغراقها" بالمساعدات، وإن من مسؤولية إسرائيل إيجاد حلول تسمح بحدوث ذلك.
ويشير أكسيوس إلى أن غانتس، الذي أثارت زيارته إلى البيت الأبيض غضب نتنياهو، تلقى رسائل قوية فحواها أن البيت الأبيض فقد صبره، وسيكثف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب مسؤول إسرائيلي كبير بدأ غانتس يدرك أن حكومته في "ورطة عميقة"، بحسب رؤية الولايات المتحدة لمسؤولية إسرائيل عن الأزمة الإنسانية في غزة، بعد الاجتماعات التي عقدها الأحد للتحضير للاجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن هاريس أبلغت غانتس أن الإدارة تريد مواصلة دعم إسرائيل، لكن على الحكومة الإسرائيلية القيام بدورها، وقالت "ساعدونا في مساعدتكم". وأشار المسؤول إلى أن غانتس لم يفاجأ بقوة الانتقادات الموجهة إلى الأزمة الإنسانية فقط، بل فوجئ أيضاً بمدى التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بعملية محتملة في رفح.
وقال مسؤولون أميريكيون وإسرائيليون إن هاريس وسوليفان سألا غانتس عن المكان الذي تخطط إسرائيل لنقل أكثر من مليون مدني فلسطيني موجودين في رفح إليه معربين عن شكوكهما العميقة في إمكانية تحقيق ذلك.
ورغم محاولات غانتس طمأنتهما بأن اجتياح رفح لن يتم قبل إجلاء المدنيين إلا أنه أدرك رغم ذلك أن البيت الأبيض لا يصدق تأكيداته بحسب مسؤول إسرائيلي كبير.
ويتابع موقع أكسيوس نقل كواليس لقاءات غانتس في واشنطن مشيراً إلى أن البيت الأبيض أوصل رسائل إلى غانتس بأن فرص التوصل إلى صفقة ضخمة مع المملكة العربية السعودية تتضمن التطبيع مع إسرائيل تزداد بعداً ما دامت الحرب مستمرة وما دامت حكومته غير راغبة في رسم مسار للتسوية والاعتراف بدولة فلسطينية.
وينقل أكسيوس عن المسؤول الإسرائيلي الكبير أن انطباعاً تشكل لدى غانتس بأن زيارته إلى واشنطن جاءت متأخرة شهرين، وقال المسؤول "هناك صعوبة كبيرة الآن في العلاقات مع الولايات المتحدة وعلينا أن نجد طريقة للتغلب عليها".
لا أعذار
وبحسب مسؤولين أميركيين، تحدثوا لأكسيوس، فإن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في شارع الرشيد بغزة، عندما استهدف جموع الفلسطينيين حول شاحنات المساعدات والتي راح ضحيتها أكثر من 118 شهيداً، شكلت نقطة تحول لإدارة بايدن التي أعلنت يوم الجمعة الماضي بدء إسقاط مساعدات من الجو على غزة.
وكان بايدن قال على منصة إكس، قبل وقت قصير من وصول غانتس إلى البيت الأبيض، يوم الاثنين، إنه "لا توجد أعذار" فالمساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية ولا يتم إيصالها "بالسرعة الكافية".
In addition to the United States' expansion of aid deliveries by air, land, and sea, we're continuing to push hard for more trucks and routes to get more aid to people.
— President Biden (@POTUS) March 4, 2024
There are no excuses.
The aid flowing into Gaza is nowhere near enough – and nowhere fast enough.
كما اتصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في الوقت نفسه تقريباً بحسب أكسيوس، بالوزير المقرب من نتنياهو، رون ديرمر، بشأن هذه القضية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، "أكد بلينكن على ديرمر أنه يجب بذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات إلى غزة، ولضمان استمرار توصيلها إلى غزة".