جدّد وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس معارضة بلاده للاتفاق النووي الوشيك، وذلك خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في واشنطن، اليوم الجمعة.
ونشرت وزارة الأمن الإسرائيلية بياناً جاء فيه أنّ غانتس "أبرز أهمية الحفاظ على القدرات العملية وتطويرها من أجل أهداف هجومية ودفاعية في وجه برنامج إيران النووي وعدوانها الإقليمي"، مضيفة: "هذا بغض النظر عن مناقشة محيطة بالاتفاق".
وقال بيان أميركي، وفق "أسوشييتد برس"، إنّ المسؤولين ناقشا "الالتزام الأميركي بضمان عدم حيازة إيران مطلقاً لسلاح نووي، والحاجة إلى مواجهة تهديدات إيران ووكلائها".
في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة، نقلاً عن مصدر أمني رفيع المستوى قالت إنه مطلع على المباحثات التي يجريها غانتس في واشنطن، أنّ الولايات المتحدة تُعدّ خياراً عسكرياً حقيقياً ضد المشروع النووي الإيراني.
ونقل موقعا معاريف ووالاه الإسرائيليَّان عن "المصدر الأمني المطلع"، بحسب تعريفهما له، قوله إنه بالإضافة إلى أن هدف زيارة بني غانتس إلى واشنطن هو إبراز أوجه التعاون الأمني والعسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتأثير على القرار الأميركي في الشأن الإيراني، فإنه "يوجد في الولايات المتحدة شركاء يدركون جيداً معنى كبح إيران ومنعها من التحول لدولة نووية، وأن الطرفين يدركان أن التعاون بينهما سيتحول لمركب مهم جداً، يبث قوة عسكرية مقابل إيران"، وذلك في تلميح إلى الحديث عن بناء خيار عسكري يكون "ذا مصداقية"، تأخذه إيران بالحسبان بشكل جدي كعامل يفترض فيه أن يردعها عن خرق الاتفاق النووي المرتقب، ويحول دون انطلاقها لتطوير قدرات نووية عسكرية.
وبحسب ما نقلت "معاريف" عن المصدر الأمني، فإن "دولة إسرائيل تبني قوة عسكرية تتيح لها حرية العمل إلى جانب خيار عسكري أميركي موثوق ضد إيران".
في المقابل، اختار موقع "والاه" أن يصيغ هذه المسألة بقوله إن غانتس خرج من اجتماعه مع سوليفان، بخلاصة أن إدارة بايدن تبني خياراً عسكرياً موثوقاً، بموازاة المفاوضات الجارية مع إيران. ونسب الموقع هذا الأمر إلى مصدر أمني قال إنه شارك في اللقاء بين غانتس وسوليفان.
بموازاة ذلك، أشار موقع والاه الإسرائيلي إلى أن ديوان رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد فوجئ بتصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع، التي وصف فيها، أمس الخميس، الاتفاق النووي المرتقب بأنه كارثة استراتيجية لإسرائيل، متهماً إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم تنازلات لإيران.
وقال الموقع إن هذه التصريحات سببت حرجاً للحكومة الإسرائيلية أمام الولايات المتحدة، خصوصاً بعد تبديد التوتر بين الطرفين في ما يخص الملف النووي الإيراني، لا سيما أن هذه التصريحات بحسب موقع والاه لم توافق الرسائل التي سعت الحكومة الإسرائيلية لبثها، ولم تتماشَ مع الحقائق المتعلقة بفحوى المحادثات التي أجراها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا في واشنطن.