لبنان يتسلّم رسمياً المقترح الفرنسي لإنهاء التوترات على الحدود

لبنان يتسلّم رسمياً المقترح الفرنسي لإنهاء التوترات على الحدود الجنوبية

22 فبراير 2024
"حزب الله" يرفض التعاطي مع أي مقترح قبل إنهاء الحرب على غزة (فيسبوك)
+ الخط -

المقترح الفرنسي أدخِل عليه بعض التعديلات التي طلبها لبنان

ميقاتي استقبل ماغرو اليوم وعرض معه الوضع في جنوب لبنان

"حزب الله" يرفض أيّ مسار تفاوضي قبل وقف العدوان على غزة

تسلّم لبنان اليوم الخميس المقترح الفرنسي بنسخته الرسمية المكتوبة حول الحلّ الدبلوماسي السياسي لإنهاء التوترات على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وذلك في وقتٍ لا يزال "حزب الله" يرفض أيّ مسار تفاوضي قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويضع الحراك الدولي في خانة "حماية أمن إسرائيل".

وقال مصدرٌ في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إن "السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو سلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي المقترح الفرنسي الرسمي المكتوب حول الحل الدبلوماسي السياسي لإنهاء التوترات على الجبهة الجنوبية"، مؤكداً أنّ هذه النسخة الرسمية الخطية الأولى التي يتسلّمها لبنان من فرنسا.

وأضاف المصدر، شريطة عدم ذكر اسمه، أنّ "فرنسا تعمل بجهدٍ وبالتعاون مع شركائها لخفض التوترات على الحدود بين حزب الله وإسرائيل، وهي تفاوض الدولة بشكل رسمي، وتتواصل مع المسؤولين اللبنانيين بهذا الإطار، وتنتظر الردّ بشكل رسمي على المقترحات بعد درسها من الجانب اللبناني".

وحول رفض "حزب الله" المقترح الفرنسي، بوصفه "يمثل الرؤية الإسرائيلية"، قال المصدر إننا "نتواصل مع جميع الافرقاء في لبنان، ومساعينا مستمرة لمنع انزلاق الأوضاع نحو حرب على كافة الأراضي اللبنانية".

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ المقترح الفرنسي أدخِل عليه بعض التعديلات التي أخذت بعين الاعتبار ملاحظات كان لبنان أبداها عند تبلّغه شفهياً البنود، والجهة الفرنسية تنتظر الردّ بشكل رسمي عليه.

وسُربت في الأيام الماضية بعض بنود الاقتراح الفرنسي، منها ما أوردته وكالة "رويترز"، وتطرقت إليها أوساط دبلوماسية فرنسية لـ"العربي الجديد"، وتتمحور حول التهدئة ووقف إطلاق النار بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، تمهيداً لقيام اتفاق حول النقاط الخلافية، ومنها البرية، علماً أنّ هذا الملف يقود حراكه الوسيط الرئاسي الأميركي، عاموس هوكشتاين، بعد الدور الذي لعبه في حلّ الصراع البحري.

ويدعو المقترح الفرنسي المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله" إلى الانسحاب لمسافة تبعد 10 كيلومترات عن الحدود، إضافة إلى نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، جنوبي لبنان، مع الإشارة إلى أن مساعي خارجية بدأت لمحاولة دعم المؤسسة العسكرية في لبنان.

ومن المقترحات أن تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود وتسحب القوات المقاتلة بما يشمل مقاتلي قوات الرضوان، وكذلك القدرات العسكرية مثل الأنظمة المضاضة للدبابات إلى مسافة 10 كيلومترات على الأقل شمالي الحدود.

وقال مصدرٌ نيابي في "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، إنّ "موقف الحزب معروف لناحية ألا بحث بأي اقتراح قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أن حزب الله لا يقبل بأي شروط إسرائيلية".

وأشار المصدر، الذي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "الحدود البرية مرسّمة، والعدو يعتدي على السيادة اللبنانية، بحراً وجوّاً وبرّاً، ويحتلّ أراضي لبنانية وعليه أن ينسحب منها"، لافتاً إلى أنّ "لا أحد يمكنه أن يخرج الجنوبيين من منازلهم وأراضيهم بالقرى الحدودية".

من جانبها ذكرت رئاسة الحكومة اللبنانية أن ميقاتي استقبل ماغرو اليوم وعرض معه الوضع في جنوب لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

ويرفض لبنان الرسمي بدوره، البحث بأي اقتراح قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مبدياً انفتاحه على مفاوضات برعاية أممية للالتزام بالقرار الدولي 1701، وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية.

وبالتوازي مع الحراك الفرنسي، برزت جهود يقوم بها الوسيط الأميركي هوكشتاين في الإطار نفسه، لمحاولة إيجاد تسوية أو حل لوقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية، وإعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطناتهم، بيد أنها لم تتكلل حتى الساعة بالنجاح، خصوصاً في ظلّ رفض "حزب الله" لها، وقد أكدت الأوساط اللبنانية الرسمية، أن هوكشتاين لن يعود إلى لبنان، إلا إذا حمل معه تطورات إيجابية بهذا الملف.

وتشهد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مواجهات بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غداة عملية "طوفان الأقصى"، استشهد من جرائها ما يزيد عن 200 شخص، غالبيتهم من "حزب الله"، إلى جانب نزوح أكثر من 90 ألف شخص، وتسجيل دمار هائل على مستوى القرى والبلدات الحدودية والأراضي الزراعية.