لبنان: اتصالات لمنع التصعيد على وقع خروقات إسرائيلية للأجواء اللبنانية

07 ابريل 2023
لم يُسفر القصف الإسرائيلي عن وقوع إصابات (محمد زعتري/أسوشييتد برس)
+ الخط -

تشهد حدود لبنان الجنوبية هدوءًا حذراً اليوم الجمعة، على وقع تسيير الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" دوريات حفاظاً على الأمن والاستقرار، وذلك بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة مفتوحة جنوبي لبنان، واستمرار طائراته الحربية بالتحليق في الأجواء اللبنانية.

وأعلنت قوة الأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل"، في بيان، أنه في وقتٍ مبكر من صباح اليوم، تبلغت من جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيبدأ الرد المدفعي على إطلاق الصواريخ يوم أمس، وبعد ذلك مباشرة، سمع أفراد "يونيفيل" دوي انفجارات في محيط مدينة صور، في الجنوب اللبناني.

وقالت إن "رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو على اتصال مع السلطات على جانبي الخط الأزرق، كما أن آليات الاتصال والتنسيق لدينا منخرطة بشكل كامل من أجل التهدئة".

وذكر البيان أن الجانبين قالا إنهما لا يريدان الحرب، مشيراً إلى أن الإجراءات التي اتُّخذت خلال اليوم الماضي خطيرة وتنذر بتصعيد خطير.

وحثّ لازارو جميع الأطراف على وقف جميع أعمال التصعيد عبر الخط الأزرق الآن.

من جهته، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، اليوم، العثور على راجمة صواريخ بداخلها عددٍ من الصواريخ التي لم تنطلق في سهل مرجعيون جنوباً، ويجرى العمل على تفكيكها.

جيش الاحتلال يحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية

وقال المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تغريدات له صباح اليوم، إنه "بناءً على تقييم الوضع، قمنا بتعزيز القوات المقاتلة والمدفعية في القيادتين الشمالية والجنوبية للتعامل مع سيناريوهات محتملة"، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال جاهز ومستعد لحماية الإسرائيليين، مؤكداً أن الغارات التي شنها الليلة الماضية على أكثر من جبهة هي "رسالة واضحة بهذا الأمر".

وأضاف: "نعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن كل ما يحدث من داخل أراضيها، بما في ذلك إطلاق الصواريخ الذي نفذته حماس من هناك، ولن نسمح لحماس أن تعمل انطلاقاً من لبنان".

أضرار مادية

وأُطلق، أمس الخميس، عددٌ من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور، جنوبي لبنان، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد بدأت تحقيقات لبنانية بالمشاركة مع الـ"يونيفيل" بشأن إطلاق الصواريخ، من دون أن تسفر بعد عن أي توقيفات حتى الساعة.

ولم يسفر القصف الإسرائيلي عن تسجيل أي إصابات، لكنه خلّف أضراراً مادية في النقاط التي جرى استهدافها، في حين سُجّل ترك بعض العائلات اللبنانية والسورية منازلها القريبة من النقاط التي تعرّضت للقصف في محيط مدينة صور، جنوباً.

وأعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، في بيان، أن "الاعتداء الاسرائيلي، الذي استهدف منطقة صور فجر اليوم، أدّى إلى تضرر منشآت مشروع ري القاسمية في منطقة القليلة بشكل مباشر، حيث أصاب إحدى العبّارات وجزءاً من قناة ري القاسمية التي تروي البساتين في منطقة القليلة وما بعدها".

وأشارت المصلحة إلى أن "الفرق الفنية باشرت بالكشف الفني تمهيداً لإجراء الصيانة لإعادة تشغيل المشروع قبل موسم الري 2023".

بدورها، أشارت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان "الوطنية للإعلام" إلى أن القصف الإسرائيلي فجر اليوم أدى إلى أضرار في حظيرة ماشية من جراء سقوط صاروخ بالقرب من حاجز للجيش عند مدخل الرشيدية جنوب صور، لم ينفجر بكامله، ما أدى إلى نفوق 6 أغنام وطيور، وتضرر الحظيرة من جراء الضغط.

كما أدّى القصف إلى أضرار في محول الكهرباء في منطقة رأس العين، وفي عبّارة مشروع متفرعة من برك البلدة، وأضرار في المنازل والسيارات نتيجة الضغط الناجم عن القصف.

كذلك، نزح عددٌ من العائلات السورية التي تعمل في الزراعة من منطقة رأس العين إلى مناطق بعيدة من القصف.

وزير الدفاع اللبناني: تطوّر الجنوب تهديد مباشر للأمن

في المواقف، اعتبر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية موريس سليم أن التطور الحاصل جنوباً يشكل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار، مؤكداً أن لبنان يلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 (متخذ عام 2006 بشأن وقف القتال بين لبنان وإسرائيل).

وشدد وزير الدفاع اللبناني على أن "الجيش اللبناني كان وسيبقى حريصاً على أقصى درجات التعاون مع اليونيفيل، واتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط الأمن، والحفاظ على الاستقرار والهدوء في الجنوب، والجهوزية الدائمة للتصدي لأي عدوان".

وجاء حديث وزير الدفاع اللبناني اليوم خلال لقائه نظيره الإيطالي غويدو كروسيتو، في حضور السفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري.

وتناول اللقاء علاقات التعاون بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، ولا سيما في المجال العسكري.

شكوى رسمية

إلى ذلك، أعلنت الخارجية اللبنانية في بيان، اليوم الجمعة، أنه "بعد التشاور مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي على أثر القصف والاعتداء الاسرائيلي المتعمد فجر اليوم لمناطق في الجنوب".

واعتبرت أن ما حصل "يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني".

المساهمون