لا ضوء أخضر من بايدن وستارمر لأوكرانيا لضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى

14 سبتمبر 2024
جانب من الاجتماع بقيادة بايدن وستارمر في البيت الأبيض، 13 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأجيل قرار استخدام الصواريخ بعيدة المدى**: أرجأ بايدن وستارمر قرار السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد روسيا، مشيرين إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الغرب في حالة حرب مع روسيا.

- **مناقشات حول الحرب الإسرائيلية في غزة**: ناقش الزعيمان الحرب في غزة، حيث علقت بريطانيا تسليم أسلحة لإسرائيل بسبب مخاوف من انتهاك القانون الإنساني الدولي، وأكدا على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

- **توترات متزايدة وانتظار الانتخابات الأميركية**: أبدت روسيا غضبها من احتمال إمداد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، وسحبت أوراق اعتماد ستة دبلوماسيين بريطانيين، بينما تنتظر أوكرانيا وحلفاؤها نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

أرجأ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتخاذ قرار بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى تلقتها من الغرب ضد روسيا، وهي خطة دفعت موسكو إلى التهديد بأن ذلك قد يدفعها إلى مواجهة مع دول حلف شمال الأطلسي. وقال ستارمر للصحافيين في البيت الأبيض إنه أجرى "نقاشاً واسعاً بشأن الاستراتيجية" مع بايدن، موضحاً أن هذا اللقاء "لم يكن اجتماعاً يتعلق بقدرات معينة".

وقبل الاجتماع، قال مسؤولون إن ستارمر سيضغط على بايدن لدعم خطته لإرسال صواريخ "ستورم شادو" البريطانية إلى أوكرانيا لضرب العمق الروسي مع تزايد قلق الحلفاء بشأن الوضع في ساحة المعركة. لكن زعيم حزب العمال أشار إلى أنه وبايدن سيناقشان الخطة الآن خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع ما بعد التالي "مع مجموعة أوسع".

وبينما اجتمعا مع فريقيهما في البيت الابيض، قلّل بايدن من أهمية تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن السماح لأوكرانيا بإطلاق الأسلحة يعني أن الغرب "في حالة حرب" مع روسيا. وقال بايدن في معرض تعليقه على التهديدات الأخيرة التي أطلقها بوتين بشأن خطر اندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي: "لا أفكر كثيراً في بوتين".

وكان الرئيس الروسي قد حذّر الخميس من أن سماح الغربيين لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بواسطة صواريخ بعيدة المدى، سيعني "انخراط دول حلف شمال الأطلسي في حرب مع روسيا". ورغم تأكيد بايدن أنّ "من الواضح أنّ بوتين لن ينتصر في هذه الحرب"، إلا أن الرئيس الأميركي متردد حيال السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" الأميركية لضرب أراضٍ روسية.

ويعتقد مسؤولون أميركيون أن الفارق الذي ستحدثه الصواريخ سيكون محدوداً في ما يتّصل بالعمليات العسكرية لأوكرانيا، إضافة إلى أن واشنطن تريد ضمان عدم نضوب مخزوناتها من هذه الصواريخ. وقال الزعيمان إنهما ناقشا أيضاً الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث علّقت بريطانيا أخيراً تسليم أسلحة لإسرائيل على خلفية مخاوف من إمكانية استخدامها بما يؤدي إلى انتهاك القانون الإنساني الدولي. وأحجمت الولايات المتحدة، الداعم العسكري والدبلوماسي الرئيسي لإسرائيل، عن اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن وستارمر اتفقا على "التزامهما القوي" تجاه إسرائيل، لكنهما أكدا "الحاجة الملحة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و"حاجة إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين" في غزة. وكان البيت الأبيض قد قلل من احتمالات اتخاذ أي قرار فوري خلال محادثات بايدن وستارمر الذي يجري زيارته الثانية للولايات المتحدة منذ توليه منصبه في يوليو/ تموز.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي: "لا أتوقع أن تفضي المناقشات إلى أي إعلان بارز، بالتأكيد ليس من جانبنا". لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حض الحلفاء الغربيين لكييف على بذل مزيد من الجهود لدعم بلاده. واتّهم زيلينسكي من كييف الغرب بـ"الخوف" حتى من مساعدة أوكرانيا في إسقاط الصواريخ التي تنهال عليها، خلافاً لما يفعله مع إسرائيل.

زيلينسكي يلتقي بايدن قريباً

وقال إنه سيجتمع مع بايدن "هذا الشهر" لعرض "خطة للنصر" بشأن كيفية إسدال الستار على عامين ونصف عام من الحرب مع روسيا. وأبدت روسيا غضبها إزاء احتمال إمداد الغرب أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى. وفي مؤشر إضافي يدل على تزايد التوترات، سحبت روسيا أوراق اعتماد ستة دبلوماسيين بريطانيين اتهمتهم بالتجسس، في خطوة وصفتها لندن بأنها مزاعم "لا أساس لها".

وحذّر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في مداخلة منفصلة، من أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى سيغرق حلف شمال الأطلسي في "حرب مباشرة مع... قوة نووية". في الأثناء، تنتظر أوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة بفارغ الصبر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تشهد حملتها تنافساً محتدماً والتي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني وقد تقلب نتائجها سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا رأساً على عقب.

وجرت محادثات الجمعة في وقت تشرف فيه ولاية بايدن على الانتهاء، بينما تشير الاستطلاعات إلى تنافس محتدم بين المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر. وبدا دعم الرئيس الجمهوري السابق لكييف فاتراً. ونفى ستارمر أن يكون قلقاً بشأن فوز ترامب، قائلاً إن الحاجة إلى مساعدة أوكرانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة كانت ملحّة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون