لاي.. رئيس تايوان الجديد للدفاع عنها في وجه "ترهيب الصين" 

13 يناير 2024
لاي أعرب عن أمله بأن يتمكن رئيس تايوان ذات يوم من دخول البيت الأبيض (Getty)
+ الخط -

يبدو أن تحذيرات الصين من أن لاي تشينغ-تي، المرشّح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية في جزيرة تايوان يشكّل “خطراً جسيماً” على العلاقات بينها وبين الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي مع البر الرئيسي الصيني، لم تشكل أي تأثير على مسار الانتخابات التي انطلقت اليوم السبت، إذ حسم لاي نتائج الانتخابات لصالحه حسب النتائج الرسمية شبه النهائية للاقتراع.

فقد حصل نائب الرئيسة التي سيخلفها في حكم تايوان، تساي إنغ ون، والمنتمي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي على 40.2  بالمائة من الأصوات حسب هذه النتائج التي تشمل 98 بالمائة من مراكز الاقتراع، في حين حصل خصمه الرئيسي هو يو-إيه (66 عاما) مرشح الحزب القومي (الكومينتانغ) الذي يدعو إلى التقارب مع بكين، على 33,4 بالمائة من الأصوات، حسب الأرقام التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية. وقد اعترف بهزيمته أمام أنصاره.

وفي أول تعليق له، قال لاي (64 عاما) أمام أنصاره: "أريد أن أشكر الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا، لأننا نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية"، كما تعهد بالدفاع عن بلاده ضد "ترهيب" الصين.

 

الطبيب المتعاطف مع الأشخاص والأقليات الأقل حظًا

وفقا للمتحدثة باسم لاي تشينغ تي، المعروف أيضا باسم وليام لاي، والمولود في السادس من أكتوبر لعام 1959، فقد نشأ "فقيرا في قرية تعدين الفحم في شمال تايوان، وتوفي والده الذي كان عامل منجم، عندما كان لاي طفلاً صغيراً، وترك والدته لتربية ستة أطفال بمفردها.. هذه التجارب المبكرة تركته متعاطفًا مدى الحياة مع الأشخاص والأقليات الأقل حظًا".

درس لاي الطب في تايوان، وبعدها حصل على درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة هارفارد، وفي عام 1996، عندما أجرت تايوان أول انتخابات رئاسية مباشرة، بعد عقد من خروجها من الأحكام العرفية التي دامت 40 عامًا، كان الطبيب منخرطًا بالفعل في السياسة، ودعم مرشحي الحزب الديمقراطي التقدمي.

بعد ذلك، اعتلى لاي تشينغ تي كرسي أغلب المناصب الرفيعة تقريبا في الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ منها، فقد انتخب لعضوية البرلمان في عام 1996، وفي عام 1998، أعيد انتخابه نائباً للحزب الديمقراطي التقدمي، ثم تولى منصب عمدة تاينان من 2010 إلى 2017، وفي ذلك العام أصبح رئيسا للوزراء لمدة عامين، قبل أن يتولى منصب نائب رئيس الجزيرة، وها هو يصل إلى المنصب الأكثر رفعة في تايوان: الرئيس.

ومع أنه يُعرف عن لاي منذ فترة طويلة أن لديه موقفاً راديكالياً مؤيداً لاستقلال تايوان عن الصين، فقد وصف نفسه ذات مرة بأنه "شخص مكرّس من أجل استقلال تايوان"، إلا أنه خفف من موقفه أثناء حملته الانتخابية، وقال إنه لا ينوي السعي إلى الاستقلال إذا تم انتخابه.

وعد لاي بالالتزام بالنهج الحذر الذي تتبعه الرئيسة السابقة تساي تجاه القضية الشائكة في الجزيرة: "استقلال تايوان عمليا عن الصين"، كما تمسك بهدف الحزب المتمثل في إغلاق محطات الطاقة النووية في تايوان بحلول عام 2025، ما أثار المخاوف من حدوث أزمة في أسعار الطاقة.

وأثار لاي غضبا في الصين عام 2017، بعد أن وصف نفسه بأنه "عامل عملي من أجل استقلال تايوان"، فيما وصفه المسؤولون في بكين مؤخراً بأنه "كاذب بشأن استقلال تايوان"، و"سفاح إلى أقصى الحدود".

رئيس قد يعمق الخلافات بين واشنطن وبكين 

ويخشى مسؤولو أميركا التي تشكل  تايوان نقطة حساسة جدا في علاقتهم بالصين، من أن يؤدي انتصار لاي إلى تصعيد التوترات في مضيق تايوان؛ و في يوليو/تموز 2023، أعرب لاي عن أمله بأن يتمكن رئيس تايوان ذات يوم من "دخول البيت الأبيض"، وهو أمر من شأنه أن يثير غضب الصين.

ولا توجد علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، لكن هناك علاقات غير رسمية ضخمة، وتجارة سنوية تقدر بمليارات الدولارات بين الجانبين.

وتعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال وفد غير رسمي من كبار المسؤولين السابقين إلى تايوان بعد إجراء الانتخابات، في خطوة ربما تزعج الصين.

وهكذا، أصبح لاي رئيسا لتايوان، ولم يستجب المواطنون في هذه الجزيرة  لنداءات أطلقها المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، قبل أيام من إجراء الانتخابات، وجاء فيها: "آمل في أن يرى مواطنونا في تايوان الخطر الجسيم الذي يمثّله تحريض لاي على الصراعات عبر المضيق (في تايوان) وأن يقوموا بالاختيار الصحيح".

(العربي الجديد، وكالات)