استمع إلى الملخص
- **عبد العالي حساني وسعيدة نغزة**: حساني، رئيس حركة مجتمع السلم، يعد ثاني أبرز المرشحين، بينما نغزة هي المرأة الوحيدة التي اجتازت امتحان جمع التوقيعات بنجاح.
- **يوسف أوشيش وبلقاسم ساحلي**: أوشيش، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، هو أصغر المرشحين، وساحلي، رئيس التحالف الجمهوري، يدعمه سبعة أحزاب سياسية فتية.
أربعة خامسهم الرئيس عبد المجيد تبون مرشحون لخوض الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، بعد استكمالهم جميع الإجراءات الواجبة في القانون الانتخابي، وتسليم ملفاتهم إلى السلطة المستقلة للانتخابات، التي ستعلن عن اللائحة النهائية قبل يوم الخميس المقبل، لتصادق عليها المحكمة الدستورية قبل الثالث من أغسطس/ آب المقبل.
-
عبد المجيد تبون
بدأت السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر، تسلّم الملفات النهائية للمرشحين، ومن مجموع 35 مرشحاً كانت السلطة قد أعلنت عن سحبهم استمارات الترشح منذ التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، استوفى خمسة منهم فقط الشروط القانونية. ويأتي الرئيس عبد المجيد تبون الذي أعلن رسمياً قبل أسبوع فقط ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية في الجزائر على رأس اللائحة، حيث أودع ملف ترشحه اليوم، وتوجه إلى ولاية رئاسية ثانية، إذ يحظى بدعم حزام سياسي واسع من أحزاب الأغلبية النيابية وقوى مدنية بدأت تعبئة مبكرة لصالحه. ولم يعلن تبون برغم ذلك حتى الآن عن أسماء هيئته التي ستدير حملته الانتخابية، وما إذا كان سيشرف بنفسه على تنشيط التجمعات الشعبية خلال الحملة. وقال تبون في تصريح صحافي: "أشكر كل الأحزاب والمنظمات التي ساندتني، والمواطنين الذين وقعوا الاستمارات لصالحي، وأتمنى أن تقبل السلطة المستقلة للانتخابات ملفي".
-
عبد العالي حساني
ثاني أبرز المرشحين رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، الذي كان أول من سلم ملف ترشحه اليوم الخميس إلى سلطة الانتخابات. وقال حساني عقب ذلك في تصريح صحافي إنّ "الانتخابات الرئاسية المقبلة، استحقاق دولة، وهي الانتخابات الثانية بعد الحراك الشعبي السلمي، ونحن كحزب فاعل في الساحة السياسية، كان لا بد له أن يكون حاضراً بمرشحه وبرنامجه وتصوراته".
وأشار حساني إلى أنّ هذا الاستحقاق يشكّل "فرصة للإصلاح والتغيير وتجاوز كل الإكراهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها البلاد في المراحل السابقة". وجمع حساني أكثر من 90 ألف توقيع من الناخبين و2200 من المنتخبين، وكشف أنه يدخل الانتخابات ببرنامج انتخابي يحمل عنوان فرصة".
-
سعيدة نغزة
سيدة الأعمال سعيدة نغزة، تعد الوحيدة في اللائحة الأولية للمرشحين، من بين ثلاث نساء ترشحن إلى الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي اجتازت امتحان جمع التوقيعات بنجاح. وقالت نغزة، في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس: "تمكّنا من جمع توقيعات المنتخبين (600 كحد أدنى)، برغم أنّ بعضهم تعرضوا للضغوط، العملية كانت في ظروف صعبة". وأضافت: "ما نتطلع إليه أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة، ونتمنى أن تكون سلطة الانتخابات في مستوى المسؤولية". وهو أمر فسره مراقبون بأنه يعكس مخاوف ما زالت قائمة بشأن أن تجد سلطة الانتخابات من المبررات ما يعرقل قبول ترشحها، خاصة أنّ هناك توجهاً سياسياً ارتكزت عليه سياسات الرئيس تبون منذ بدء ولايته الرئاسية الأولى، تخص فصل المال عن السياسة ومنع المال السياسي من اقتحام المشهد الانتخابي.
-
يوسف أوشيش
يبرز في السياق، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، أصغر المرشحين (41 سنة) الذي تمكّن من جمع التوقيعات، بالاعتماد على المنتخبين أعضاء المجالس المحلية خاصة، وتبرز الحاجة السياسية إلى مشاركته في هذه الانتخابات، بالنسبة للسلطة أكثر من الحزب نفسه، لكون أن ترشحه سيشكّل عاملاً مساعداً في إنهاء حالة مقاطعة منطقة القبائل (يتمركز فيها الحزب بشكل أساسي لظروف تاريخية)، للانتخابات الرئاسية ورفع نسبة المشاركة والتصويت، ناهيك عن أن مشاركة الحزب تنهي في الوقت نفسه ربع قرن من مقاطعة الانتخابات الرئاسية في الجزائر.
-
بلقاسم ساحلي
خامس المرشحين البارزين في المشهد الحالي، مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس التحالف الجمهوري بلقاسم ساحلي، ذو التوجهات التقدمية والديمقراطية، الذي تدعمه سبعة أحزاب سياسية فتية. وأكد ساحلي لـ"العربي الجديد" جمعه التوقيعات المطلوبة للترشح. لكن الأخير له سابق تجربة في الإقصاء، حيث تعرقل ترشحه في انتخابات عام 2014، برغم جمعه التوقيعات المطلوبة في تلك الفترة، واتهم السلطة حينها بإقصائه سياسياً، لكنه يتطلع هذه المرة إلى تجاوز ذلك، وتمثيل التيار التقدمي في هذه الانتخابات.
وما يلفت نظر المراقبين في السياق الانتخابي، أنه وما عدا الرئيس تبون، فإنّ المرشحين الأربعة الذين تمكّنوا من جمع التوقيعات المطلوبة، يخوضون السباق الانتخابي للمرة الأولى في مسارهم السياسي، في حال قبول ملفاتهم.
تجديد كامل لخريطة الانتخابات الرئاسية في الجزائر
ويرى المحلل السياسي جمال بهلول أنّ "هذا يعني تجديداً كاملاً للخريطة الانتخابية، خاصة مع انكفاء كل المرشحين السابقين الذين شاركوا في الاستحقاقات الماضية، على غرار منافسي الرئيس تبون في انتخابات عام 2019، رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ووزير الثقافة الأسبق عز الدين ميهوبي والنائب الأسبق عبد العزيز بلعيد، أو إخفاق آخرين في جمع التوقيعات المطلوبة على غرار لويزة حنون".
وأضاف بهلول أنه "نظرياً هذا يطعم المشهد بوجوه جديدة، لكن الأهم من ذلك ما ستقدمه هذه الوجوه من خطاب وتصورات، وكيف تستفيد من السياقات الانتخابية والأدوات الجديدة الممكن توظيفها في النقاش السياسي والانتخابي".