كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، تفاصيل بخصوص مقتل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو الحسن الهاشمي القرشي، بعد أن حاصره عناصر من مجموعات محلية مع مساعديه في مدينة جاسم، جنوبي سورية، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان تنظيم "داعش" قد أعلن، أمس الأربعاء، مقتل القرشي، من دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتله، وذلك في تسجيل صوتي نسبه إلى المتحدث باسمه، معلناً تعيين أبو الحسين الحسيني القرشي خليفة له.
وقاد أبو الحسن القرشي التنظيم المتطرف منذ مقتل سلفه أبو إبراهيم القرشي، بعد أن فجّر نفسه كذلك خلال عملية نفّذتها القوات الأميركية الخاصة في بلدة أطمة شمالي سورية.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن زعيم "داعش" قُتل خلال عملية نفذها "الجيش الحر" في محافظة درعا منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وقال ناشط من درعا يدعى رشيد الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن أبو الحسن الهاشمي القرشي فجر نفسه في الـ17 من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بعد محاصرته داخل مبنى من قبل المجموعات المحلية التي كانت سابقاً تعمل في صفوف "الجيش الحر" المعارض، في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.
وأكد الحوراني أن زعيم تنظيم "داعش" الذي سماه التنظيم أبو الحسن القرشي كان يُعرف في محافظة درعا باسم أبو عبد الرحمن العراقي، واستطاع العيش بدرعا قبل نحو سنة عبر زواجه من سيدة من درعا، وكان يملك مزرعة في مدينة جاسم اشتراها وبنى منزلا فيها. وأضاف أن زعيم التنظيم قتل خلال العملية التي شنها عناصر المعارضة على خلايا التنظيم في الـ17 من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت في محيط مدينة جاسم، وقتل فيها القرشي بعد أن قام بتفجير نفسه كي لا يتم اعتقاله.
وأشار الحوراني إلى أن القرشي أنشأ "محكمة" في مدينة جاسم تبعد عن حاجز أمني لقوات النظام السوري 400 متر، وذلك قبل إطلاق الحملة التي قامت بها فصائل محلية ضد خلايا تنظيم "داعش" في الجنوب السوري في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وكشف أن "المحكمة" هي من فضحت أمر وجود التنظيم، وهي التي كانت السبب الرئيسي للقضاء على خلايا التنظيم في مدينة جاسم ومحيطها، موضحاً أن عدد عناصر التنظيم قُبيل بدء العملية في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي تجاوز 200 شخص بين قادة وعناصر.
أما بالنسبة للمحكمة التي تم إنشاؤها، فكشفت مصادر "العربي الجديد" أنها "محكمة خاصة بتنظيم داعش، بعد أن سيطر عناصر التنظيم بشكل غير معلن على مدينة جاسم بسبب عدم وجود فعلي لفصائل للمعارضة فيها". وأضافت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أنه أمام "عدم ممانعة قوات النظام التي تنتشر على أطراف جاسم، قام التنظيم بإنشاء محكمة دون الإعلان عنها"، مشيرة إلى أنها "كانت تحاكم من يقوم بمخالفة التنظيم وتصدر أحكاما باغتيالات لعناصر المعارضة السابقين".
وفي هذا الصدد، قال رشيد الحوراني: "هناك دور كبير للنظام بتسهيل تحركات قيادات وعناصر التنظيم في محافظة درعا، لا سيما موضوع افتتاح المحكمة، وقطع المياه والكهرباء عن مدينة جاسم أثناء حملة مجموعات المعارضة السورية على خلايا التنظيم، بالإضافة إلى استهداف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة عدة مناطق كانت تتخذها مجموعات المعارضة أثناء الحملة على الخلايا في جاسم منتصف الشهر الفائت".
وبين الحوراني أن "النظام حاول بداية الأمر حماية خلايا داعش، لكن لاحقاً حاول ركوب الموجة من خلال ادعائه أن قواته شاركت في الحملة العسكرية ضد تلك الخلايا بإشادة من الروس في المنطقة".
من جهته، قال ناشط إعلامي من محافظة درعا يدعى محمد الدرعاوي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن المرأة التي تزوجها القرشي تدعى ميسون الصلخدي، وسجل المنزل الذي عاش فيه معها باسمه، ولكن بعد استعماله كنية زوجته. وأضاف أنه حتى في الآونة الأخيرة، استعمل زعيم "داعش" اسم أبو عبد الرحمن الصلخدي قُبيل الحملة العسكرية ضدهم.
وكشف أن القرشي قُتل إلى جانب القيادي في التنظيم وليد البيروتي، والقيادي أبو حسن الشامي، وعدد من القيادات والعناصر بينهم تونسيون.
ولفت الدرعاوي إلى أن خلايا تنظيم "داعش" عملت، في الآونة الأخيرة قُبيل الحملة العسكرية ضدهم، على استهداف قادة وعناصر فصائل المعارضة السورية السابقين لتعزيز وجودهم في مدينة جاسم بشكل أكبر.
بدورها، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر شملت أحد مقاتلي الجيش السوري الحر وأقارب لزملاء له قُتلوا في الاشتباك، بالإضافة إلى بعض سكان مدينة جاسم، أنه تم رصد القرشي ومساعديه في مخبأ سري بأحد المنازل.
وقال سالم الحوراني الذي يعيش في جاسم، وهو مقاتل سابق شارك في حصار المنازل الثلاثة التي تم رصد خلية التنظيم فيها: "الزعيم وأحد مرافقيه فجرا نفسيهما بحزامين ناسفين بعدما نجح مقاتلونا في اقتحام مخبئهما".
وكان زعيم تنظيم "داعش" الثاني، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، قد قُتل في الثالث من فبراير/ شباط الماضي، خلال عملية إنزال جوي للقوات الأميركية التابعة لقوات "التحالف الدولي" بالقرب من معبر شمالي محافظة إدلب، شمال غربي سورية. وسبقه مقتل زعيم تنظيم "داعش" الأول أبو بكر البغدادي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019، بعملية شبيهة بالقرب من بلدة باريشا القريبة من الحدود السورية - التركية، شمالي إدلب، شمال غربي سورية.