كوبا تفرج عن زعيمة "سيدات بالأبيض" المعارضة

14 فبراير 2022
سولير (وقوفاً) أثناء مقابلة لها في هافانا في عام 2016 (رونالدو شيمدت/فرانس برس)
+ الخط -

أُطلق سراح زعيمة حركة "سيدات بالأبيض" المعارضة الكوبية بيرتا سولير وزوجها أنخيل مويا، مساء أمس الأحد، بعد ساعات على توقيفهما فيما كانا يغادران منزلهما حيث مقر الحركة، وفق ما ذكرت مقربة منهما.

وقالت الناشطة في مجال حقوق الإنسان مارتا بياتريس روكي، وهي المرأة الوحيدة التي سُجنت بعد "الربيع الأسود" عام 2003، لوكالة "فرانس برس": "أطلقوا سراحها (سولير) وسراحه (أنخيل مويا)".

وأشارت الناشطة إلى أن سولير نُقلت قبل الافراج عنها إلى المستشفى، حيث منحها طبيب مناوب شهادة طبية تؤكد عدم إصابتها بجروح، مشيرة إلى أنه خلال عملية اعتقال سابقة قبل أسبوع "ضربوا مويا بشدة وقدموا شكوى".

وكانت روكي قد أكدت في وقت سابق لوكالة "فرانس برس" اعتقال المعارضين حينما كانا يستعدان للذهاب إلى كنيسة في هافانا.

احتجاجات 11 يوليو

وكانت سولير وزوجها، وهو أحد السجناء السياسيين الـ75 الذين اعتقلوا في عام 2003، ينويان الاحتجاج على اعتقال المشاركين في احتجاجات 11 يوليو/تموز الماضي وإحياء ذكرى ولادة لورا بولان، العضو في حركة "سيدات بالأبيض" التي توفيت عام 2011.

تظاهر آلاف الأشخاص في 11 يوليو في حوالي 50 مدينة كوبية

 

وأوضحت روكي أنه "لأول مرة تصل تسع نساء من السيدات بالأبيض إلى كنائس مختلفة"، وهو أسلوبهنّ للتظاهر في كوبا، حيث يتم قمع أي شكل من أشكال الاحتجاج. 

وفي 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تم توقيف سولير وعضوين آخرين من حركتها عندما كنّ يتحضّرن للذهاب إلى كنيسة سانتا ريتا في هافانا، وأُفرج عنهن بعد ساعات.

وقام العديد من أقارب وأمهات المتظاهرين الذين قُبض عليهم بعد احتجاجات 11 يوليو بمناصرة حركة "سيدات بالأبيض". 

وتظاهر آلاف الأشخاص في 11 يوليو في حوالي 50 مدينة كوبية هاتفين "الحرية" و"نحن جائعون"، وأدت هذه الاحتجاجات إلى مقتل شخص وجرح العشرات.

وبحلول نهاية يناير الماضي، تم توجيه تهم إلى 790 شخصاً، من بينهم 55 قاصراً دون سن الـ18، وإدانة 172 آخرين، بحسب الحكومة.

واستنكرت سفارة الولايات المتحدة في هافانا محاكمة القاصرين. وذكرت في تغريدة على "تويتر": "هل يمكن لفتى يبلغ من العمر 16 عاماً أن يدرك ما معنى الفتنة لدرجة أن يتم اتهامه بها؟".

وتُعد المعارضة غير قانونية في كوبا، ويعتبر النظام الشيوعي المعارضين، الذين اعتقلوا في كثير من الأحيان فترات قصيرة، مرتزقة يعملون لحساب الولايات المتحدة.

وسولير ناشطة بقوة منذ حركة "الربيع الأسود" في مارس/آذار وإبريل/نيسان 2003، التي دفعت السلطات الكوبية إلى اعتقال 75 ناشطاً بتهمة "التعامل مع الأميركيين".

وهو ما أدى إلى ولادة حركة "سيدات بالأبيض" التي قادتها لورا بولان، وتضم زوجات المعتقلين.

واتّسمت الحركة بارتداء الزوجات الزيّ الأبيض والاحتجاج في الجادة الخامسة في هافانا من أجل إطلاق سراح أزواجهنّ.

وقد وصفت وكالة "أسوشييتد برس" سولير في عام 2012 بأنها "أحد المنشقّين عن النظام الكوبي". 

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2004، عانى زوج سولير من انزلاق غضروفي، فقادت حملة للضغط على السلطات من اجل إجراء عملية جراحية له، ورفعت رسالة إلى الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو في هذا الإطار.

وقادت تظاهرة نادرة في ساحة الثورة في هافانا مع "سيدات بالأبيض". ووصفت نشاطها بـ"واجبي كزوجة". وبعد يومين على الاحتجاجات، أجرت السلطات عملية جراحية لزوجها.

نالت سولير جائزة ساخاروف من أجل حرية التعبير في البرلمان الأوروبي في عام 2005

 

ونالت سولير جائزة ساخاروف من أجل حرية التعبير في البرلمان الأوروبي في عام 2005، لكن السلطات الكوبية منعت أعضاء الحركة من المشاركة في الحفل الذي أُقيم في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

وبعد إطلاق سراح زوجها في عام 2011، اختارت سولير البقاء في كوبا، داعية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، على الرغم من عرض الهجرة الذي قدمته لها إسبانيا.

وفي مارس 2012، اعتُقلت مع زوجها وعشرات المتظاهرين أثناء زيارة البابا بينينديكتوس الـ16 كوبا.

وقالت سولير للصحافيين، في حينه، إن السلطات أنذرت المحتجين بتفادي الظهور في العلن خلال زيارة البابا، ومنعتهم من المشاركة في القداديس التي ترأسها. 

اتهامات بتلقي الأموال

لكن محطات سولير لم تكن مرضية بالكامل، وفقاً لسبعة أعضاء حاليين وسابقين في حركات "سيدات الأبيض"، فقد اتهموها في عام 2013 بتلقي الأموال، التي تحصل عليها الحركة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومات والوكالات الداعمة لها، لاستخدامها في ممارسات "ديكتاتورية" خاصة بها.

أما زوجها أنخل مويا فكان أحد عناصر القوات الكوبية التي تدخلت في الحرب الأهلية الأنغولية (1975 ـ 2002)، وقاتل عاماً ونصف هناك في ثمانينيات القرن الماضي.

واستمر الوجود الكوبي في هذا البلد الأفريقي بين عامي 1975 و1991. لكن مويا عاد وانقلب على النظام، وأوقف مرات عدة في التسعينيات ومطلع الألفية الثانية لاعتراضه على الحكم.

وبعد وفاة فيدل كاسترو في عام 2016، قال مويا: "نحن فرحون بوفاة شخص سبب الكثير من الأضرار والمعاناة للشعب الكوبي".

(العربي الجديد، فرانس برس)