كواليس زيارة نجل السيسي إلى إسرائيل على رأس وفد أمني

18 يناير 2022
تضم أجندة لقاء محمود السيسي إعادة إعمار غزة (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة كواليس زيارة القيادي بجهاز المخابرات العامة المصرية، محمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على رأس وفد أمني، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأول الأحد. 

وأوضحت أنه وصل إلى هناك لعقد اجتماع مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، معنيين بعدد من الملفات المشتركة بين البلدين.

بات نجل السيسي بمثابة الرجل الأول في الإشراف على ملف العلاقات مع إسرائيل

وأضافت المصادر، في أحاديث خاصة لـ"العربي الجديد"، أن نجل السيسي، الذي يحظى بنفوذ واسع داخل الجهاز السيادي المصري، لم يكن وحده. وأشارت إلى أنه وصل إلى إسرائيل على متن طائرة خاصة تابعة للجهاز، برفقة وفد من مسؤولي الملفين، الإسرائيلي والفلسطيني.

وأشارت المصادر إلى أن "نجل الرئيس المصري بات بمثابة الرجل الأول في الإشراف على ملف العلاقات مع إسرائيل، في أعقاب تكليف اللواء أيمن بديع برئاسة اللجنة المعنية بالملف الليبي".

زيارة نجل السيسي لإسرائيل كانت مجدولة

وأوضحت المصادر أنها ليست المرة الأولى التي يسافر فيها محمود السيسي، الذي يعد أحد المسؤولين في ملف العلاقات الإسرائيلية المصرية إلى إسرائيل في مهمة عمل. وأكدت أنه رافق رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل في زيارة سابقة، مشيرة إلى أن الزيارة التي قام بها كانت مجدولة وليست طارئة.

وكشفت المصادر أن الفترة الراهنة تشهد تكثيف الاتصالات بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ونظرائهم في الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية، من أجل التفاهم بشأن إدخال تعديلات على بعض البنود المرتبطة باتفاقية كامب ديفيد، قبل اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين. 

وأشارت إلى أن هناك خططاً مصرية بشأن إقامة منطقة صناعية في شمال سيناء، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.

وأوضحت المصادر أن أجندة اللقاء تضم أيضاً، إلى جانب استكمال مشاورات تعديل بنود في الاتفاقية الموقعة بين البلدين، التحركات المصرية في ملف إعادة إعمار غزة، والذي تشرف عليه إحدى الشركات المصرية التابعة للجهاز، ضمن المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عقب انتهاء المعارك الحربية في القطاع في مايو/أيار الماضي.

محمود السيسي يمهد في إسرائيل للقاء رباعي للمخابرات

وكشفت المصادر أن من بين ملفات الوفد، التي شارك نجل الرئيس المصري ببحثها، التمهيد لعقد اجتماع رباعي على مستوى رؤساء المخابرات في مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين، في محاولة لإعادة إحياء مسار المفاوضات الرسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ضمت ملفات الوفد، التي شارك نجل السيسي ببحثها، التمهيد لعقد اجتماع لرؤساء مخابرات مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين

وأوضحت أن الزيارة التي تأتي في أعقاب لقاء جمع الرئيس المصري برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مدينة شرم الشيخ على هامش "منتدى شباب العالم" أخيراً، سبقتها مشاورات مصرية أردنية، خلال الأيام الماضية، لتنسيق الجهود في هذا الصدد.

يذكر أن مصر وحكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنتا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تعديل بعض البنود في اتفاقية كامب ديفيد، الموقعة بين البلدين في 1979، ما يعزز الأمن طبقاً للمستجدات والمتغيرات.

وتقسّم معاهدة السلام، الموقعة في 26 مارس /آذار 1979، شبه جزيرة سيناء، إلى ثلاث مناطق "أ، ب، ج". وتحظر على الجانب المصري إدخال الطائرات والأسلحة الثقيلة إلى المنطقة "ج" المجاورة للحدود مع إسرائيل. وتنص على ألا يزيد عدد الجنود المصريين المنتشرين هناك على 750 عنصراً.

إلا أن أحد بنود الاتفاقية يسمح بأن "تقام ترتيبات أمنية متفق عليها، بناء على طلب أحد الطرفين وباتفاقهما، بما في ذلك مناطق محدودة التسليح في الأراضي المصرية أو الإسرائيلية، وقوات تابعة إلى الأمم المتحدة ومراقبون من الأمم المتحدة". وسبق أن وافقت تل أبيب، منذ أعوام، على زيادة عديد القوات المصرية في سيناء في إطار الحملة العسكرية المصرية ضد "التنظيمات الإرهابية".

وفي 2014، قال وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الفتاح السيسي، الذي كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، إن "الجانب الإسرائيلي تفهم أن القوات المصرية الموجودة على الحدود المشتركة، لم تكُن هناك إلا لتؤمن الموقف وتحمي سيناء، كي لا تتحوّل إلى قاعدة لشن هجمات ضد مصر وجيرانها. والسلام أصبح مستقراً. وهذه الحالة تجاوزت القلق من وجود قوات مصرية في مناطق معينة".

المساهمون