كواليس زيارة بايدن "السرية" لأوكرانيا: من عشاء في واشنطن إلى كييف

20 فبراير 2023
استغرقت الزيارة ساعة عبر القطار من بولندا إلى كييف (رويترز)
+ الخط -

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن غير المعلنة إلى كييف، اليوم الإثنين، جاءت بسرية تامة، وأعادت إلى الأذهان زيارات مماثلة قام بها جورج بوش إلى العراق، وباراك أوباما إلى أفغانستان في ذروة الحرب في البلدين.

وجاءت زيارة بايدن في لحظة محورية في الحرب وقبل أيام من الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، لإظهار إصرار إدارته على دعم أوكرانيا. وأكدت الصحيفة أن الزيارة استغرقت ساعة عبر القطار من بولندا إلى كييف، وكانت سرية للغاية بسبب المخاوف الأمنية.

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأميركيين كانوا قد نفوا بشكل متكرر وجود خطط على هامش زيارة بايدن إلى وارسو صباح الثلاثاء، إذ أصدر البيت الأبيض جدول أعمال الرئيس ليوم الإثنين دون أن يتضمن زيارة كييف، ويظهر فيه أنه لا يزال في واشنطن ويستعد للمغادرة صوب وارسو مساء الإثنين.

ومساء السبت، وقبل مغادرته، خرج بايدن لتناول العشاء مع زوجته في واشنطن. ولم يُشاهد علنًا مرة أخرى حتى وصوله إلى كييف، صباح الاثنين، بحسب شبكة "سي أن أن".

وأضافت الشبكة أن الطائرة الرئاسية قد غادرت من قاعدة أندروز المشتركة الساعة 4:15 صباحاً، دون السماح للصحافيين المرافقين على متن الطائرة بحمل أجهزتهم أو معداتهم.

وفي كييف انتشرت الشائعات حول هوية الضيف الزائر المهم مع توقف حركة السير، وإغلاق عدد من الشوارع، مع تعزيز الوجود العسكري بشكل غير عادي الذي كان يشير إلى أن الزائر شخصية رفيعة جداً.

وطوال الليل كان هناك حملة تطهير أمني في محيط دير القديس ميخائيل ذي القبة الذهبية في العاصمة كييف، والشوارع المؤدية إليه، قبل إغلاقها صباح اليوم.

ووفقاً للشبكة فإن بايدن يسافر مع حاشية صغيرة نسبياً، بمن في ذلك، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائب رئيس الأركان جين أومالي ديلون والمساعد الشخصي آني توماسيني، رغم استبعاد مسؤولي البيت الأبيض مراراً في وقت سابق من العام الجاري، زيارة الرئيس بايدن لكييف.

الطائرة الرئاسية قد غادرت من قاعدة أندروز المشتركة الساعة 4:15 صباحاً، دون السماح للصحافيين المرافقين على متن الطائرة بحمل أجهزتهم أو معداتهم

 

وتعيد زيارة بايدن المفاجئة إلى الأذهان وفقاً لـ"نيويورك تايمز" زيارة مماثلة للرئيس جورج بوش إلى العراق عام 2003 كانت سرية للغاية لدرجة أن عناصر جهاز الخدمة السرية التابع له لم يكونوا على معرفة بالأمر، وكانوا يعتقدون أنه في مزرعته في تكساس. فيما قام باراك أوباما بزيارة كابول في 2010.

ورغم أن زيارة بايدن مماثلة لزيارتي الرئيسين إلا أن ما يميزها هو عدم وجود سيطرة للقوات أميركية في أوكرانيا لتأمين الحماية له.

وتأتي زيارة بايدن عقب زيارة الرئيس الأوكراني للولايات المتحدة نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، في زيارة خارجية كانت الأولى منذ بدء الغزو، حيث اجتمع مع بايدن وألقى خطابا في الكونغرس الأميركي.

وبعد يومين من خطابه وافق الكونغرس على تقديم دعم ومعدات عسكرية لأوكرانيا تقدر بنحو 50 مليار دولار لمواجهة القوات الروسية.

وأظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام، بايدن برفقة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خارج دير القديس ميخائيل ذي القبة الذهبية في العاصمة كييف، التي كانت عرضة في الفترة الأخيرة لتهديدات بهجمات صاروخية.

وقال بايدن: "مع اقترابنا من الذكرى السنوية للغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، أنا في كييف اليوم للقاء الرئيس زيلينسكي، وإعادة تأكيد التزامنا الراسخ بديمقراطية أوكرانيا، وسيادتها، وسلامة أراضيها".

وزار بايدن أوكرانيا ست مرات كنائب للرئيس، بحسب "سي أن أن"، وكانت زيارته الأخيرة إلى كييف في يناير/كانون الثاني 2017، قبل أيام من مغادرته منصبه.