تحدثت مصادر أمنية كردية في محافظة دهوك شمالي العراق، اليوم الأربعاء، عن تحركات واسعة لمسلحي حزب "العمال الكردستاني" المصنّف على لائحة الإرهاب، في المناطق الحدودية المحاذية لتركيا، تحسباً من ضربات تركية تستهدف معاقلها، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن مقتل جنديين تركيّين وإصابة آخر باشتباكات مع مسلّحي الحزب الذي يتخذ من بلدات عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان معقلاً له.
وأكدت مصادر أمنية في محافظة دهوك لـ "العربي الجديد" انتشار عناصر "الكردستاني" بشكل مكثف منذ فجر اليوم الأربعاء، وإخلاء عدد من مقراته ووقف دورياته التي يجريها في مناطق قرب بلدات سيدكان وسوران وحفتانين والزاب وزاخو، تحسباً من ضربات تركية جوية تستهدف وحداته.
وأوضحت أن حال الاستنفار بين صفوف مقاتلي الحزب دفع سكان بعض قرى دهوك إلى المغادرة باتجاه مناطق قريبة هرباً من نيران معارك جديدة محتملة بين الجيش التركي وحزب "العمال الكردستاني"، مؤكدة أن الوحدة 80 بقوات البشمركة عمدت إلى تعزيز انتشارها في مناطق عدة لمنع تمدّد عناصر الحزب الى بلدات أخرى في الإقليم شمال دهوك وشرق أربيل.
وأكدت وسائل إعلام كردية، الثلاثاء، قيام قوة من البشمركة بإبطال مفعول عبوات ناسفة زرعها حزب "العمال الكردستاني" في مناطق تابعة لبلدة (كاني ماسي) في دهوك، من دون حدوث أضرار أو خسائر بشرية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، مقتل جنديين تركيين وإصابة ثالث خلال العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي ضد حزب "العمال الكردستاني" شمالي العراق منذ 3 أشهر، لافتة إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصر بـ "العمال الكردستاني".
وتوترت أخيراً العلاقة بين "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في إقليم كردستان الذي يتزعمه مسعود بارزاني من جهة، وحزب "العمال الكردستاني" من جهة أخرى، على خلفية قيام الأخير بتنفيذ هجمات متكررة ضد قوات البشمركة التابعة للإقليم.
وأكد عضو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" صالح عمر، أن قوات البشمركة ستردّ على أي اعتداء جديد يقوم به حزب "العمال"، موضحاً في تصريح صحافي أن سلطات إقليم كردستان لن تصمت على استمرار الاعتداءات. ولفت إلى أن "العمال الكردستاني" يستغل عدم وجود رغبة لدى قوى كردستان للدخول في اقتتال داخلي، مشدداً على ضرورة قيام حزب "العمال" بالاستجابة للمطالب الرسمية والشعبية، والانسحاب من إقليم كردستان. وأضاف: "سنتعامل بالمثل مع هجمات حزب العمال الكردستاني، ولا يمكن الصمت بعد الآن في ظل تكرار الاعتداءات ضد قوات كردستان والمصالح العامة في الإقليم".
وشنّ مسلّحون يتبعون حزب "العمال الكردستاني"، ليل الاثنين-الثلاثاء، هجوماً على نقطة تفتيش تابعة لقوات البشمركة الكردية على أطراف محافظة أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان العراق، وذلك بعد 3 أيام على هجوم مماثل على قوة كردية في منطقة "متين" بمحافظة دهوك الحدودية مع تركيا.
وقالت رئاسة أركان قوات البشمركة، في بيان، إن مسلحي حزب "العمال" استهدفوا حاجز تفتيش للبشمركة في مدينة سوران على حدود محافظة أربيل، مضيفة أن "قوات البشمركة ردت على مصادر النيران".
وأعلن رئيس هيئة الأركان في وزارة البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان جمال محمد إيمينكي، السبت الماضي، قيام حزب "العمال" بمهاجمة قوة من البشمركة في منطقة "متين" بمحافظة دهوك، موضحاً أن القوات الكردية ردت على الهجوم من دون وقوع خسائر.