حمّلت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، اليوم الخميس، الأجهزة الأمنية الفلسطينية المسؤولية عن حياة مقاومين اعتقلتهما وأضربا عن الطعام بعد ذلك.
وقالت "كتيبة جنين"، في بيان صحافي: "قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال الأخ المجاهد مراد ملايشة، والأخ المجاهد محمد براهمة، والاعتداء عليهما هما وثلّة من إخوانهما المجاهدين الذين كانوا في طريقهم لمساندة إخوانهم في كتيبة جنين، وما زال التوتر قائماً بمواصلة اعتقالهما من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية".
وتابعت الكتيبة أن "الاعتقال السياسي بحق إخوتنا وأبنائنا المجاهدين لهو وصمة عار، ومن المخجل أن نخوض المعارك مع الاحتلال، ونطعن من الخلف"، داعية قيادة و"حركة فتح" أن "يقفوا عند مسؤوليتهم في كبح هكذا تصرفات وملاحقة واعتقال"، وقالت: "لقد نهضنا لقتال العدو وما دون ذلك هوامش".
وقالت الكتيبة: "إن ما يدمي القلب أن تأتينا الطعنة القاتلة من الخلف، من قبل أبناء جلدتنا من قبل أجهزة أمن السلطة التي قامت يوم الثلاثاء الماضي، بفعل لا يرضاه أي مناضل ومدافع عن هذه الأرض".
وكان محتجون أحرقوا قبل 3 أيام مركزاً للشرطة الفلسطينية في بلدة جبع جنوب جنين شماليّ الضفة الغربية، خلال احتجاجات شهدتها البلدة بسبب استمرار الأمن الفلسطيني باعتقال المطارد قائد "كتيبة جبع - سرايا القدس" مراد ملايشة ومرافقه محمد براهمة، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر مسلحة في البلدة.
وتواصل الأجهزة الامنية الفلسطينية اعتقال ملايشة ومرافقه على حاجز طيار للأمن الوطني قرب طوباس شمال شرقيّ الضفة الغربية الليلة قبل الماضية، خلال طريقهما لدعم المقاومين في جنين، ثم نُقلا إلى سجن أريحا.
ويطارد الاحتلال الإسرائيلي مراد وليد ملايشة (34 عاماً) منذ أشهر عدة، لكونه مؤسس "كتيبة جبع"، وهو أسير محرر أمضى 12 عاماً في سجون الاحتلال.
"فتح" تهدد بمحاسبة المسيئين لرموز قيادتها
إلى ذلك، هدّدت حركة "فتح" اليوم الخميس، بمحاسبة المسيئين والمتطاولين على رموز قيادتها، مؤكدة أنها "لن تكون عاجزة يوماً عن محاسبة أي مسيء أو متطاول على رموز قيادتها الوطنية وشعبها المقاتل في الميدان".
ويأتي بيان اللجنة المركزية للحركة بعد يوم من طرد مشيعين لشهداء مخيم جنين وفداً من الحركة ضمّ أعضاء لجنتها المركزية، نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعزام الأحمد، وصبري صيدم، ومسؤولي أقاليم الحركة في الضفة الغربية.
وتبع طرد الوفد إجبار مسلحين ملثمين أصحاب محلات محسوبين على حركة "حماس" في نابلس على إغلاقها، ثم اعتقال الصحافي أحمد البيتاوي، علاوة على التحريض على حركة "حماس" من قبل مسؤولين وكتاب ونقابيين محسوبين على حركة "فتح"، وكذلك التحريض على قناة "الجزيرة" الفضائية بحجة انحيازها لحركة "حماس".
ويأتي هذا التوتر والغضب على السلطة الفلسطينية بعد ساعات من توتر ومهاجمة مقر المقاطعة من قبل شبان غاضبين عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها، إثر العدوان الذي استمر يومين، فيما أطلق الأمن الفلسطيني قنابل الغاز والصوت تجاه المحتجين.
وبحسب بيان صادر عن اللجنة المركزية لحركة "فتح"، فقد أكدت أنها "الأحرص على توظيف كل طاقات الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال حتى النصر والدولة، ودحر الاحتلال"، وقالت: "لن نسمح لأصحاب الفتن والأجندات الخارجية بالعبث بوحدة شعبنا، ولن نتوانى عن قطع دابر الفتنة"، داعية أبناء وقوى الشعب الفلسطيني إلى "التنبه الدائم من سلوك العابثين، وقطع الطريق أمام أي محاولة لخلق الفتنة التي يسعى إليها الاحتلال بكل طاقاته وأدواته وإسقاطها في مهدها".
وتابعت: "سيظل تناقضنا الوحيد مع الاحتلال والمشروع الصهيوني الإحلالي، ولن ننجر خلف التناقضات الثانوية الرامية إلى حرف بوصلة نضالنا الوطني مهما اشتدت المؤامرة".
وأكدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن "مساعي الاحتلال وأعوانه وأركان المؤامرة على القضية الفلسطينية في ضرب وحدة شعبنا وصموده، والاستهداف المتواصل لحركة فتح، راعية وحامية المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، والإساءة إليها، ما هي إلا إساءة إلى مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية التي حمت حركة فتح اتجاه بوصلتها ولم تخضع أمام عظيم التحديات، وهو ما لا يرضي الاحتلال وزمرته وحدهم".