كابول تستضيف محادثات سلام بين مسؤولين باكستانيين وحركة "طالبان باكستان"

18 مايو 2022
ذبيح الله مجاهد: تجري المحادثات بوساطة الحكومة الأفغانية (وكيل خضر/فرانس برس)
+ الخط -

تجري محادثات سلام في كابول بين "طالبان باكستان" ومسؤولين باكستانيين بارزين، بحسب ما أعلنت الحكومة الأفغانية التي تقوم بدور الوسيط، اليوم الأربعاء.

وتواجه باكستان منذ أسابيع عودة "طالبان باكستان" بقوة، مدفوعة بوصول حركة طالبان إلى السلطة، في أغسطس/آب 2021، في أفغانستان.

وحركة "طالبان باكستان" هي جماعة منفصلة عن حركة "طالبان" الأفغانية، لكن تحرّكها الأيديولوجية نفسها، ولديهما تاريخ مشترك طويل. وتتهم باكستان حركة "طالبان" بالسماح لطالبان الباكستانية باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتها، وهو أمر تنفيه كابول باستمرار.

وقال الناطق باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد، في بيان على "تويتر"، إنّ محادثات السلام بين حركة طالبان باكستان ومسؤولين باكستانيين تجري في كابول "بوساطة" إمارة أفغانستان الإسلامية.

وأضاف أنّ كابول "تبذل كل ما في وسعها من أجل نجاح عملية التفاوض وتتوقع من الطرفين إبداء التسامح والمرونة"، مشيراً إلى "تقدم كبير" في المحادثات.

من جانبها، أكدت طالبان باكستان أنّ المفاوضات "جارية" في كابول، وأن حركة طالبان الأفغانية تقوم بدور "الوسيط".

كذلك، أعلنت هذه الجماعة أنها مددت حتى 30 مايو/أيار، وقف إطلاق النار الذي أعلن في مطلع الشهر في مناسبة عطلة عيد الفطر.

وقال مصدر في حركة طالبان باكستان، شرط عدم كشف اسمه، لوكالة فرانس برس، إنّ هذه المفاوضات تجري في "جو إيجابي" لكن "من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات".

ونفذت حركة طالبان باكستان الكثير من الهجمات الدامية في باكستان ما بين 2007 و2014.

لكن بعد ذلك أضعفتها عمليات مكثّفة شنّها الجيش وأُرغمت على الانسحاب إلى الجهة الأخرى من الحدود في الشرق الأفغاني وتقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية.

إلا أنها استعادت قوّتها منذ أكثر من عام بفضل قيادة جديدة، ولا سيما بعد عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس/آب.

وأجبر ذلك إسلام أباد على فتح مفاوضات مصحوبة بوقف لإطلاق النار في أواخر العام الماضي، للمرة الأولى منذ العام 2014 بوساطة من حركة طالبان الأفغانية. لكن هذه المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة وانتهت الهدنة بعد شهر.

وأعلنت إسلام أباد بشكل متزايد عن تعرضها لهجمات عبر الحدود مع أفغانستان منذ سيطرت طالبان على كابول، في قضية باتت مصدر توتر دبلوماسي.

وقال مسؤولون أفغان، الشهر الماضي، إنّ ضربة جوية باكستانية في شرق أفغانستان أسفرت عن مقتل 47 شخصاً.

ولم تعلّق باكستان على الضربة لكنها حضت كابول على تأمين حدودها لمنع وقوع عمليات مسلحة.

وفي مارس/آذار، قتل انتحاري من تنظيم "داعش"، تقول السلطات إنه كان مواطناً أفغانياً، 64 شخصاً في مسجد في شمال غرب باكستان.

وحذر مجلس الأمن الدولي من أنّ المجموعات المسلحة في أفغانستان "تتمتع بحرية أكبر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث".

(فرانس برس)

المساهمون