حذرت حكومة طالبان، الخميس، مما وصفته بمحاولة باكستان "الاصطياد في الماء العكر" بعد اتهامات من إسلام أباد بمشاركة أفغان في أعمال العنف التي تشهدها البلاد.
وطالبت حكومة طالبان إسلام أباد بـ"تقديم الأدلة لكابول حول ما تدعيه من مشاركة الأفغان في أعمال العنف، بدلاً من إحداث حالة من الإرباك عبر التصريحات على وسائل الإعلام".
وقال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي له، إنّ كابول ترفض جملةً وتفصيلاً ما تقوله إسلام أباد بشأن مشاركة الأفغان في أعمال العنف في باكستان، والتخطيط لها على ثرى أفغانستان.
وجدّد مجاهد رفض حكومته "ضلوع الأفغان في ما يحدث في باكستان"، قائلاً: "نرفض وجود أي جهة أو تنظيم معاد لباكستان على أرض أفغانستان".
كما دعا مجاهد "الحكومة الباكستانية إلى أن تتحدث مع حكومة أفغانستان مباشرة عبر قنوات دبلوماسية، بدلاً من إحداث البلبلة في وسائل الإعلام من أجل التشويش على أفكار الناس"، مشددّاً على أن "هذا النهج لا طائل من ورائه، ولن تجني إسلام أباد منه فائدة".
وكانت وزارة الخارجية الباكستانية لدى أفغانستان قد احتجت، اليوم الخميس، بسبب ما وصفته بمشاركة الأفغان في الهجمات الأخيرة التي تشهدها البلاد، مشيرةً إلى أن أعمال العنف التي تنفذ في إسلام أباد يخطط لها في كابول.
وقالت الخارجية الباكستانية في بيان لها، الخميس، إنها تعرب عن أسفها الشديد حيال "مشاركة الأفغان في أعمال العنف التي تشهدها الساحة الباكستانية".
وذكر البيان أن الهجوم على قاعدة عسكرية في إقليم بلوشستان في الـ12 من الشهر الماضي والذي أدى إلى مقتل تسعة جنود، "شارك فيه ثلاثة أفغان من ولاية قندهار" المجاورة لإقليم بلوشستان الباكستاني.
وذكر البيان أن التحقيقات "أثبتت أن ثلاثة من أصل خمسة مهاجمين كانوا من أفغانستان، وأن جثامينهم لا تزال في قبضة أجهزة الأمن الباكستانية"، مشددّاً على أن الخارجية الباكستانية طلبت من سفارة "طالبان" لدى إسلام أباد أن تتسلم جثامين هؤلاء الانتحاريين، كما أنها شددّت على أن الهجمات التي تنفذ في باكستان "يخطط لها على ثرى أفغانستان" وأنها تطلب من حكومة طالبان أن تتخذ خطوات لازمة من أجل وقف أعمال مناهضة لباكستان.
وكان وزير الخارجية الباكستاني بلاول بوتو قد أكد في تصريح له أمس أن حكومة طالبان إذا لم تتخذ الخطوات اللازمة من أجل قطع الطريق على الذين يستهدفون المصالح الباكستانية ويتخذون من الأراضي الأفغانية ملجأ لهم حينها ستضطر إسلام أباد للتدخل العسكري والقضاء عليهم.
يُذكر أن مدينة باجور في شمال غرب باكستان قد شهدت تفجيراً انتحارياً استهدف مؤتمراً لجماعة علماء الإسلام الدينية في الـ31 من الشهر الماضي، وأدى إلى مقتل 63 شخصاً، وإصابة نحو مائتين آخرين بجراح.
وكان تنظيم "داعش"، فرع خراسان، قد تبنى مسؤولية ذلك الهجوم.