اعتبر العقيد مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة"، المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، اتهام وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أمس الاثنين، تركيا بأنها تنتهك اتفاق أستانة، "طبيعياً ومتكرراً"، مضيفاً أنّ المقداد "وبموقعه لا يستطيع أن يصرّح بغير ذلك".
وادعى المقداد، في مقابلة مع التلفزيون السوري، أن "من تدعمهم الولايات المتحدة الأميركية في سورية إنما تدعمهم لقتلهم في واقع الحال"، مهاجماً الحكومة التركية عبر الادعاء أنّ "لها مصلحة في دمار وعدم استقرار سورية"، زاعماً في الآن نفسه أنّ النظام سيسيطر على محافظة إدلب والمناطق الشمالية السورية الحدودية مع تركيا.
كذلك، ادعى المقداد أن "تنظيم "جبهة النصرة" ما زال ينتشر في شمال غرب سورية بدعم من النظام التركي، وتنظيم (داعش) في الشمال الشرقي بدعم من قوات الاحتلال الأميركي"، مضيفاً أنّ "تركيا تحتل أجزاءً من الأراضي السورية". وقال إن قوات النظام ستستعيد السيطرة على هذه الأراضي، سواء إدلب أو المناطق الشمالية على الحدود السورية التركية.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، قد شدد قبل يومين في مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء الروسية على "وجوب مواصلة الحرب على ما بقي من المظاهر الإرهابية في سورية، نظراً لأنه لا يزال عدد كبير من الجماعات المتطرفة والإرهابية في إدلب بشكل خاص".
وحول تهديدات النظام وروسيا الأخيرة بمواصلة العمليات العسكرية في سورية، أكد بكور أن "الروس دائماً يهددون ولا ينفذون إلا إذا كان هنالك اتفاق مع الضامن التركي ضمن أستانة"، مُشيراً إلى أنه "في جولة أستانة الأخيرة لم يكن هناك أي اتفاق، لذلك تهديدات الروس لن تتعدى الكلام الإعلامي المرفق ببعض حالات القصف في أماكن متفرقة من المحرر للضغط على تركيا".
ولفت القيادي في المعارضة السورية إلى أن "تصريحات النظام وروسيا جاءت عقب انتهاء جولة أستانة الأخيرة كتعبير عن التذمر من عدم تحقيق أي نتائج لمصلحتهم في أستانة 17"، معرباً عن اعتقاده بأنه "لن يكون هناك تصعيد عسكري أكثر من المعتاد حتى موعد جولة أستانة القادمة".
وعن التهديدات الروسية بعدم تجديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية من بوابة باب الهوى الحدودية مع تركيا شماليّ محافظة إدلب، أوضح بكور أن "معبر باب الهوى يخضع لمفاوضات بين روسيا وأميركا، ولن تستطيع روسيا إغلاقه، لكنها ستلوّح بإغلاقه للحصول على مكاسب معينة".
"الائتلاف" يردّ على المبعوث الروسي
من جهته، قال "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، اليوم الثلاثاء، إن تصريحات مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية "تدخل مرفوض في خيارات السوريين وفي مسار العملية السياسية".
وأضاف الائتلاف، في بيان له، أن "الشعب السوري الذي خرج بثورة لا مثيل لها في العصر الحديث، واجه فيها أعتى الأنظمة والتنظيمات الإرهابية، لا يقبل من أي أحد أن يملي عليه خياراته، أو أن يضع له محددات سياسية أو دستورية لمستقبل سورية".
وأكد الائتلاف أن "روسيا تجهد في أن تقدم نفسها كوسيط سياسي لكن دون جدوى، فدماء عشرات الآلاف من الشهداء، وملايين المهجرين في مخيمات البرد والصقيع، تشهد على الإجرام المستمر لروسيا والنظام وإيران، فضلاً عن التبجح الدائم بتجريب مئات الأنواع من الأسلحة الروسية على الشعب السوري".
وشدد بيان الائتلاف على أن "المسار الدستوري جزء من حزمة مسارات في القرار الدولي 2254، ولا بد من فتح بقية المسارات، وعلى رأسها مسار هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، وهذا من مسؤولية الأمين العام للأمم المتحدة، والدول الفاعلة في المجتمع الدولي".
وأوضح أنه "بالنسبة إلى الشعب السوري، فإن هذا النظام (نظام بشار الأسد) برأسه ورموزه بات ينتمي إلى الماضي، ولا نصيب له في مستقبل سورية، الذي ضحى وما زال يضحي من أجله السوريون بكل غالٍ ونفيس".
تصريح صحفي
— الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) December 28, 2021
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
دائرة الإعلام والاتصال
28 كانون الأول، 2021
التصريحات الروسية اللامسؤولة تشكل انقلاباً على العملية السياسية وعلى مسار اللجنة الدستوريةhttps://t.co/1BLmvR6XKw#سوريا #روسيا #اللجنة_الدستورية pic.twitter.com/ghbxEqybQm
وأكد الائتلاف "رفض هذه التصريحات اللامسؤولة، التي تشكل انقلاباً على العملية السياسية وعلى مسار اللجنة الدستورية بالأخص"، مطالباً بـ"موقف دولي واضح حيال هذا العبث الروسي الذي يهدد العملية السياسية برمتها".
وقال الائتلاف إنّ "موقف الشعب السوري واضح بشأن ضرورة محاسبة مجرمي الحرب، وفي مقدمتهم رأس النظام، وعلى من يحلم ببقاء مجرم الحرب بشار في السلطة، أو بأي دور له في مستقبل سورية، أن يستفيق من وهمه".
وكان لافرنتييف قد زعم أمس أنّ "إنشاء دستور جديد لسورية يجب ألا يهدف إلى تغيير السلطة في البلاد، خاصة أن حكومة النظام راضية عن الدستور الحالي، وفي رأيها أن لا داعي لتعديلات".
ورأى المبعوث الروسي أنه إذا كانت المعارضة تعتقد حقاً أن بعض التغييرات مطلوبة، فعندئذ يجب أن تطرح بعض المقترحات الملموسة، و"ألا تنغمس في التكهنات بأنه لا يمكن أن تكون هناك تغييرات ما دام بشار الأسد في السلطة"، على حد زعمه.
وحمّل المبعوث الروسي المعارضة السورية مسؤولية التأخيرات والمشاكل التي تظهر في عملية المفاوضات، معتبراً أنّ "من الخطأ إلقاء اللوم دائماً" على عاتق النظام، وأنه يجب تحمّل المسؤولية من الطرفين، حسب ما أفاد به لوكالة "تاس" الروسية.
وكانت جميع اجتماعات اللجنة الدستورية قد خرجت دون نتائج بسبب تعطيلها من قبل وفد النظام السوري، بحسب ما تؤكده مراراً المعارضة السورية.
"قسد" تُدمر آلية تركية شمال حلب
من جانب آخر، دمرت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ليل الثلاثاء، آلية عسكرية للقوات التركية، إثر استهدافها بصاروخ موجه على جبهة مدينة مارع ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شمال محافظة حلب، شمال سورية.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد" إن "ميليشيا قسد استهدفت بصاروخ موجه من نوع (تاو) جرافة عسكرية للجيش التركي أثناء عملها على رفع السواتر الترابية بمحيط مدينة مارع شمال محافظة حلب، ما أدى لاحتراق الجرافة وإصابة السائق الذي كان يستقلها بجروح خطيرة".
من جهة أخرى، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن "طائرة مروحية روسية هبطت في الثكنة الفرنسية القديمة ضمن المربع الأمني بمحاذاة معبر نصيبين شمال مدينة القامشلي بريف الحسكة، وذلك بعد انتهاء تجهيز المهبط قبل أيام"، لافتاً إلى أن "المروحية انطلقت من مطار القامشلي الذي تُسيطر عليه القوات الروسية".
وأكد المرصد أن "القوات الروسية تحضر لاستلام المعبر، وافتتاحه كمرحلة أولى تحت مسمى (معبر إنساني) للمنظمات الدولية".
وأشار إلى أن "قوات النظام المتمركزة في معبر نصيبين الحدودي مع تركيا في القامشلي، بدأت يوم أمس الإثنين بأعمال ترميم وتنظيف المعبر خلال الأيام الأخيرة المنصرمة، وسط أنباء عن إعادة فتح المعبر، بوقت لاحق، بضمانة روسية وبالاتفاق مع (الإدارة الذاتية) على أن تكون إيرادات المعبر للأطراف الثلاثة".