أكد النقيب ناجي المصطفى، المتحدث الرسمي باسم تكتل "الجبهة الوطنية للتحرير"، العاملة في إدلب، وهي إحدى مكونات "الجيش الوطني السوري" المعارض، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القذائف التي استهدفت قرية بليون في جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، صباح الخميس، وتسببت بمجزرة راح ضحيتها ثمانية مدنيين، هي من نوع "كراسنبول" الروسية الصنع والموجهة بالليزر.
وذكر المصطفى أن القذائف أطلقتها مدافع القوات الروسية المنتشرة ضمن معسكراتها المتمركزة في مدينة كفرنبل، جنوب محافظة إدلب، التي سيطرت عليها قوات النظام بدعم جوي روسي في مطلع العام الفائت.
وبحسب المصطفى، فإن هذه القذائف تستخدم لتدمير مختلف المنشآت الميدانية المحصنة، وهناك عياران لتلك القذائف: أولهما هو عيار 152 ملم الروسي الكلاسيكي، وثانيهما هو عيار 155 ملم. وتمتلك قذيفة كراسنبول عيار 155 ملم مواصفات متطورة، وهي الوزن 54.3 كيلوغرام، وزن الرأس القتالي 22.5 كلغ، وزن المتفجرات 11 كلغ، ويبلغ طول القذيفة 120 سنتيمترا، ويعتبر المدى الأقصى للرمي 26 كيلومترا، وهناك كذلك منظومة منقولة تستخدم لاكتشاف وتوجيه القذيفة من طراز "مالاخيت"، ويتم تزويد المنظومة بمقياس المسافة الليزري وجهاز الرؤية الليلية وأجهزة الملاحة الفضائية وأجهزة الاتصال.
وتعد هذه القذيفة فائقة الدقة تستخدمها مدافع PLZ 45 ذاتية الحركة ومدافع "الهوتزر" المقطورة.
من جهته، قال العقيد مصطفى البكور، الناطق الرسمي باسم "جيش العزة"، أحد فصائل المعارضة السورية العاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين" في إدلب ومحيطها، لـ"العربي الجديد"، إن من يستخدم هذه القذائف الموجهة بالليزر هم الروس، مؤكداً أن القوات الروسية هي التي تقوم بالتحكم بالطائرات المسيرة التي تحلق عادة فوق المنطقة المستهدفة بغرض الاستطلاع والتوجيه.
وأشار البكور إلى أن هذه القذائف تم استخدامها سابقاً في قصف مستشفى "الأتارب الجراحي"، لافتاً إلى أن هذه القذائف من الأسلحة الجديدة التي يتم تجريبها في سورية على المدنيين، بُغية إثبات فاعليتها لتسويقها في سوق السلاح.
وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أكدت، في تقريرٍ سابق لها، أن سلاح المدفعية المتمركز في موقع عسكري تابع لـ"حزب الله" اللبناني قرب مجبل الزفت في قرية أورم الصغرى بريف حلب الغربي، قصف في الـ21 من مارس/ آذار الفائت بـ3 قذائف من نوع كراسنبول مستشفى الأتارب الجراحي (مشفى المغارة) في مدينة الأتارب بريف محافظة حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل 8 مدنيين، بينهم طفل وسيدة، وإصابة نحو 17 آخرين بجراح، بينهم 5 من كادر المستشفى الطبي، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في بناء المستشفى الخارجي وعدد من العيادات والمرافق التابعة له، ما تسبب حينها بخروج المستشفى عن الخدمة.
وحول استخدام روسيا لهذه القنابل في ظل وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين الروسي والتركي في الخامس من مارس/ آذار العام الماضي، شدد المتحدث باسم "جيش العزة" على أن روسيا والنظام لم يلتزما في أي وقت بوقف إطلاق النار، لافتاً إلى أنه حذر قبل أيام، بتصريح لـ"العربي الجديد"، من أنه يتوقع تصعيدا عسكريا بالقصف الجوي والمدفعي والصاروخي قبل القمة "الروسية - الأميركية" وبعدها في إطار التحضير للجولة الـ16 من "مسار أستانة" المقرر عقدها بين الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا)، في نهاية يونيو/ حزيران الحالي في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.