بحثت قيادة الجيش العراقي، مع وفد عسكري فرنسي، تطوير القدرات القتالية للجنود العراقيين، مؤكدة أهمية استمرار وتطوير التعاون المشترك في مجال التدريب.
واليوم السبت، استقبل نائب قائد العمليات المشتركة للجيش العراقي الفريق أول ركن قيس المحمداوي، في بغداد، قائد هيئة أركان القوات البرية الفرنسية بيار شيل والوفد المرافق بحضور قائد القوات البرية للجيش العراقي وضباط هيئة ركن قيادة الجيش العراقي.
ووفقا لبيان لقيادة الجيش العراقي، فإن "الجانبين بحثا التعاون والتنسيق الفرنسي العراقي المشترك في مجالات التدريب والاستشارة وتطوير الاستعدادات القتالية على ضوء الجهود التي تبذلها فرنسا في بناء القوات الصحراوية العراقية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب".
وأكد المحمداوي أن "القوات الأمنية العراقية قطعت شوطا مهما في تعزيز قدراتها الذاتية، وبلغت مستوى نوعيا في الاستعداد القتالي، وخاضت معارك كبيرة أكدت تفوقها وسجلت تفوقا ميدانية في مواجهة الإرهاب"، مقدما شكره لـ"القوات الفرنسية التي وقفت إلى جانب القوات الأمنية العراقية ضد الإرهاب".
بدوره، أثنى قائد هيئة أركان القوات البرية الفرنسية على "التطور الكبير الذي تشهده القوات العراقية وانتصاراتها الميدانية وإشاعة الأمن والاستقرار في عموم البلاد"، بحسب البيان.
تطوير قدرات الجيش العراقي
من جهته، أكد ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أن "العراق يسعى إلى ترسيخ التعاون المشترك مع فرنسا في الجانب العسكري، وأن المباحثات ركزت على هذا الجانب وإمكانية تطوير قدرات الجنود العراقيين من ناحيتي التدريب والتجهيز".
وبين الضابط لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الجانبين بحثا تقارير عن التدريب الجاري حاليا للجنود العراقيين، وإمكانية تدريب كتائب عسكرية أخرى في الفترة المقبلة، وهو ما قد يستدعي وضع خطط تعاون جديدة في هذا المجال".
وأكد أن "رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يولي ملف التدريب اهتماما كبيرا، خاصة مع الجانب الفرنسي، وهناك تفاهمات له مع حكومتها".
وتتولى فرنسا، إلى جانب مشاركتها ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مهام تدريب جنود عراقيين على القتال، وأعلنت عن دورة جديدة في يوليو/تموز الماضي، خلال زيارة أجراها وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان ليكورنو إلى بغداد.
وبحسب تصريحات ليكورنو حينها، أطلق على الدورة اسم "كتيبة الصحراء"، وتمتدّ لعامين، وتضم 80 مدرباً فرنسياً سيتناوبون "على تدريب ما يعادل 5 كتائب، أي 2100 عسكري عراقي".
وينتشر حوالي 600 جندي فرنسي في المنطقة يعملون في إطار عملية "شامال"، الشقّ الفرنسي المشارك في التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي تأسس في عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد زار فرنسا مطلع العام الجاري 2023، على رأس وفد عراقي رفيع، وبحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التعاون العسكري بين البلدين، فضلا عن التعاون الاستثماري.