سيطرت قوات النظام السوري على مواقع تابعة لمليشيا قوات الدفاع الوطني، وحاصرت مقر إقامة قائدها في محافظة الحسكة شرقي سورية، بعد أسابيع على توترات بين تلك "الدفاع الوطني" وعشائر المنطقة، الأمر الذي فسر بأنه محاولة من النظام لخطب ود العشائر.
وذكر موقع "أثر برس"، المحلي المقرب من النظام، أن وحدات من جيش النظام السوري (الهجانة) سيطرت، فجر اليوم الأربعاء، على مؤسسة البراد الآلي في حي المساكن، وهو أحد مقرات "الدفاع الوطني" في الحسكة، إضافة إلى المقر الرئيسي لتلك القوات في الشارع المؤدي إلى شارع القضاة.
ونقل الموقع عن "مصدر خاص" قوله: "إن وحدة الهجانة داهمت عند الساعة الرابعة فجر اليوم مقر الدفاع الوطني في مؤسسة البراد الآلي، وسيطرت عليه، دون اندلاع أي اشتباكات مع العناصر الموجودين".
وأضاف المصدر أن وحدة الهجانة سيطرت أيضاً على المقر الرئيسي للدفاع الوطني ضمن مركز المدينة، وحاصرت الفيلا الخاصة بقائد الدفاع الوطني عبد القادر حمو، بهدف إجباره على تسليم نفسه، و"ذلك على خلفية التجاوزات التي ارتكبها وكان آخرها الاعتداء على أحد وجهاء قبيلة الجبور".
وكانت محافظة الحسكة قد شهدت توترات في أغسطس/ آب الماضي، بعد اعتداء حمو على أحد وجهاء شيخ قبيلة الجبور الشيخ عبد العزيز محمد أحمد المسلط، ما تسبب في استنفار لعشيرة الجبور في المحافظة، التي هددت باقتحام مقر الدفاع الوطني، وأعلنت حينها قيادة الدفاع الوطني إعفاء حمو من منصبه، وتعيين نائبه بديلاً عنه، فيما طالبت العشيرة بعد ذلك بإخراج حمو من المربع الأمني ومحاسبته في دمشق، إلّا أن الأخير لم يلتزم بقرار الإقالة ولم ينتقل إلى دمشق.
ووفق الموقع، فقد زارت مؤخراً لجنة مؤلفة من عدة ضباط من "الأمانة العامة لقيادة الدفاع الوطني" في دمشق، محافظة الحسكة للتحقيق بالتجاوزات التي ارتكبها حمو، وغادرت بعد أربعة أيام دون أي تسريب عن نتائج عملها، وسط انتشار معلومات تتحدث عن نقل قائد الدفاع الوطني إلى خارج المحافظة، ليتبين في وقت لاحق أنه ما زال في منزله القريب من المقر الرئيسي للدفاع الوطني.
وأضاف الموقع أن حمو قام قبل يومين بتفجير عبوتين ناسفتين في أراضي حبو، عند الساتر الفاصل بين مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، كما نفّذ عرضاً عسكرياً في شوارع المدينة عند الفجر، على خلفية انشقاق أربعة عناصر من قادة المجموعات في الدفاع الوطني، وتوجههم بآلياتهم إلى القائد العسكري في المحافظة، ما أدى إلى استنفار وحدات من قوات النظام، والجهات الأمنية في المدينة، تحسباً لأي طارئ.
وأتى الاعتداء على المسلط بعد خلاف على أحقية المرور بينه وبين حمو، عندما تقابلا بأحد الشوارع ذات المسرب الضيق، وعلى مرأى من المارة، الأمر الذي اعتبرته قبيلة الجبور اعتداءً على أحد رموزها وإهانة صريحة للقبيلة، مطالبين بضرورة وضع حد لتصرفات حمو وإقالته، حيث استنفرت القبيلة أبنائها في المنطقة، مانحة قيادة قوات النظام مهلة لمحاسبة حمو، ووقعت في منتصف أغسطس الماضي اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن وقوع إصابات من الطرفين.
قسد تخلي مواقع في ريف دير الزور الشرقي
من جهة أخرى، أخلت قوات "قسد"، صباح اليوم الأربعاء، عدداً من النقاط والمقرات العسكرية في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مواقع محلية أن مجموعة من "قسد" أحرقت منزل شاهر الفرحان الشاهر في مدينة البصيرة، بعد أن حولته الى مقر عسكري لعدة أيام، قبل انسحابها من المدينة اليوم.
كما أخلت "قسد" عددا من حواجزها العسكرية المنتشرة في بلدة الشحيل، وبعض النقاط في المدارس بريف دير الزور الشرقي، لتعود الحياة تدريجياً إلى البلدة.
إلى ذلك، سيّرت قوات التحالف الدولي اليوم دورية عسكرية مؤلفة من 5 عربات عسكرية وسيارة انطلقت من قاعدة حقل العمر النفطي، وتوجهت باتجاه بادية الشعفة وبلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بالقرب من الحدود السورية العراقية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات التحالف أطلقت منطاداً حرارياً من قاعدة التحالف، في تل البيدر شمالي الحسكة، ورفعت السور المحيط بالقاعدة.